مقابل موجة الانتعاش الاقتصادي، التي تغزو أيضاً الدول الصناعية، يرصد الخبراء الماليين عودة التضخم المالي الى الأسواق العالمية. جميع البارومترات، الموجودة بحوزة المحللين، تشير الى عام 2011 يتميز بانتعاش أسواق الفائدة الثابتة.


برن: في المستقبل القريب، يتوقع المراقبون السويسريون أن تتخذ سندات الخزائن منحى جديداً يتمثل في تراجع أسعار شرائها، من جهة، وارتفاع مردودها من جهة ثانية. وهذا يصب في صالح عشاق الادخار. أما التجار الذين طالما تأقلموا مع عمليات بيع وشراء سندات الخزائن الأوروبية، يومياً، فانهم قد يتعرضون، العام، لباقة من المفاجآت غير السارة، لناحية تراجع أرباح صفقاتهم التجارية اليومية.

في ما يتعلق بالعام الجاري، ستكون توقعات المحللين، الماليين والاقتصاديين، ذات موثوقية أعلى من العام الماضي. فأجواء الأوضاع المالية العالمية تتمتع بشفافية أعلى مقارنة بعام 2010. فالولايات المتحدة الأميركية دخلت في مرحلة كساد مزدوج (double dip). أما بأوروبا فان التضخم المالي يلوح مجدداً في الأفق. في كلتا الحالتين، قد يتمكن أصحاب القرارات من تبديد الغيوم الاقتصادية السوداء عن طريق تبني سياسات مالية قاسية. هنا، يتوقع الخبراء السويسريين أن يتحرك المصرف الأوروبي المركزي، في فرانكفورت، لرفع نسب الفوائد في النصف الثاني من العام. آلياً، ستتخذ فوائد سندات الخزائن الأوروبية مساراً صعودياً.

في سياق متصل، يشير ماركو ستيكي، مدير شركة (Nemesis Asset Management) الى أن سندات الخزينة الألمانية quot;بوندquot; (Bund)، التي تستحق في خلال 10 سنوات، ستقفز فائدتها الى 4 في المئة، على غرار سندات الخزينة الأميركية، في موعد أقصاه نهاية شهر حزيران(يونيو) القادم. لكن وفي حال وافقت فرنسا وألمانيا على مشاطرة تكاليف انقاذ خزائن الدول الأوروبية، شبه المفلسة، عندئذ فان ثقل هذه الديون سينعكس على الموازنات المالية السليمة لألمانيا. هنا، يشير الخبير ستيكي الى أن منافع شراء سندات الخزينة الألمانية ستكون أضعف بكثير من سيئاتها.

علاوة على ذلك، يتوقف هذا الخبير للاشارة الى أنه على المستثمرين، الذين ينظرون الى شراء سندات الخزينة الألمانية كملجأ آمن لهم، التريث قليلاً. فحكومتي أثينا ودبلين وقعتا في فخ المساعدات المالية الأوروبية. لكن، وفي حال شملت هذه المساعدات لشبونة ثم مدريد، العام، فان فكرة الاستثمار في السندات الألمانية لن تكون مواتية أبداً برغم التألق المتوقع لمردودها.