أنهت البورصة المصرية تعاملات اليوم على خسائر قوية بلغت نسبتها 2.4% بعد إقدام شاب مصري على إحراق نفسه أمام مجلس الشعب على غرار الشاب التونسي الذي أشعل إنتفاضة شعبية في تونس.


القاهرة: توقع خبراء ومحللون إقتصاديون أن تعود البورصة المصرية إلى وضعها الطبيعي بعد أن إنتهى التأثير اللحظي والمفاجئ لأزمة تونس وما تبعها من أحداث داخلية أبرزها إشعال مواطن مصري النار في نفسه إعتراضاً على جملة من الأحوال السياسية والاقتصادية، حيث قال شهود عيان وجهات رسمية أن شاباً مصرياً أقدم على إحراق نفسه أمام مجلس الشعب صباح يوم الاثنين في احتجاج واضح على ظروف معيشة الفقراء بشكل مماثل لما حدث في تونس وأشعل ثورتها.

ورغم تمكن المارة من إخماد الحريق إلا أن هذا الأمر خلق حالة من الذعر والرعب بين المستثمرين في البورصة المصرية ما دفعهم لعمليات بيع قوية طالت أسهم قيادية من بينها المجموعة المالية هيرمس القابضة وحديد عز وأوراسكوم للإنشاء.

وأوضح محمد صديق رئيس البحوث لدى برايم للأوراق المالية أن quot;هناك تصحيح قوي بعض الشئ في السوق مع محفز يتمثل في عامل الامتداد من تونسquot;.

وقال المحللون أن ما شهدته البورصة من إنهيار لن يتكرر خلال الجلسات القادمة كما حدث خلال جلستي أمس واليوم، في ظل الأخبار الإيجابية التي شهدها سهم اوراسكوم تليكوم القابضة.

وأكد خبراء أنه على الرغم من صعوبة تكرار سيناريو أحداث تونس في مصر إلا أن المستثمرين فضلوا التخفيف مما يملكونه من أسهم تحسباً لأي ظروف.

وتراجع مؤشر السوق بنسبة 2.42% إلى 6910.35 نقطة، وسط تداولات قوية تخطت حاجز الـ1.6 مليار جنيه.

وتخطى صافي مبيعات الأجانب الـ240 مليون جنيه، فيما مالت تعاملات المصريين والعرب للشراء.

وقال خبير الأوراق المالية عيسى فتحي إن المستثمرين الأجانب قاموا بعمليات بيع قوية بعد نبأ إحراق شاب لنفسه أمام مجلس الشعب احتجاجا على البطالة التي يعاني منها.

وأكد على أن هذا الأمر طبيعي خاصة وأن المستثمرين الأجانب فضلوا التخفيف من الأسهم التي يحملونها تحسباً لأية مستجدات.

وأضاف فتحي أن الأمر أحدث نوعا من الضغط على المستثمرين الذين لديهم حسابات مكشوفة أو مدانين من قبل شركات السمسرة.

وأوضح أن تباين نسب التراجع بين الأسهم يرجع لملكية المستثمرين الأجانب لحصص في هذه الشركات.

ومن جهته قال مصطفى نميرة، المستشار الفني والاقتصادي لشركة تايكون لتداول الأوراق المالية إن تأثر السوق المصرية جاء مبالغاً فيه، متوقعا أن يتم تدارك هذا التراجع خلال الجلسات القادمة، و أن يعاود المؤشر تأثره بأخبار الشركات والأخبار الجوهرية التي يشهدها السوق مرة أخرى.

وأوضح أن المؤشر قد تجاهل الأخبار الجوهرية التي شهدها سهم شركة أوراسكوم تليكوم القابضة، بشأن موافقة فيمبلكوم الروسية للاتصالات على صفقة الاندماج مع شركة ويند تليكوم، وبعد موافقة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على الشروط المعدلة لصفقة اندماج شركته و فيمبلكوم.

ونوه النحاس بأن السوق قد شهد أداءا ضعيفاً خلال جلسة الأمس وتراجع بنحو 74 نقطة، كما شهد أداءاً أكثر ضعفاً خلال جلسة اليوم، حيث تراجع بنحو 2.5% ليسجل واحدا من أدنى مستوياته منذ فترة طويلة.

وفيما استنكر وائل النحاس، خبير أسواق المال، أن تشهد مؤشرات البورصة هذا الأداء الضعيف بسبب أخبار متعلقة بفرد أشعل النار في نفسه أمام مجلس الشعب.. توقع عودة المؤشر لوضعه الطبيعي خلال الجلسات القادمة.

وقد كانت التراجعات الأكبر اليوم من نصيب شركة الملتقي العربي للاستثمارات 9.37% الوطنية للاسكان للنقابات المهنية بنسبة 8.21%.

وانخفض سهم أوراسكوم للإنشاء والصناعة بنسبة1.71% وأوراسكوم تليكوم بنسبة 1.4%.

وقد بلغت خسائر المجموعة المالية هيرمس القابضة 6.3% فيما ارتفع سهم شركة حديد عز المملوكة لأمين عام الحزب الوطني أحمد عز بنسبة 0.15% بعد أن كان يتكبد خسائر بنحو 2%.

وفقد سهم مجموعة طلعت مصطفى القابضة المملوكة جزئياً لرجل الأعمال المحبوس على ذمة قضية سوزان تميم 3.43%.