تحركت الأسواق العالمية، قبل نهاية العام الماضي، لاطلاق دفعة جديدة من صناديق المؤشرات (ETF)، وهي صناديق استثمارية مفتوحة، خاصة بالنحاس، بصمت.


برن:لتغطية الدفعة الجديدة هذه، تم سحب حوالي ألفي طن من النحاس، من الأسواق الدولية. في الوقت الحاضر، يتم التداول بأسعار النحاس في مؤشر (LME) اللندني بحوالي 9600 دولار أميركي مقابل الطن الواحد. كما يجري تقسيم النحاس، في خلال تداولاته، الى قطع، وزن كل منها 5 كيلوغرام وسعرها حوالي 48 دولار أميركي. هنا، يفيدنا خبراء المواد الأولية، في سويسرا، أن أسعار النحاس يتم تثبيتها، من المصدر أم المصنع، يومياً، اعتماداً على بارومترات خاصة بتكاليف ادارة انتاج النحاس وتأمينه وتخزينه.

كافة المستثمرين، حتى التابعين لدول الخليج، ينتظرون بصبر خطوات مصرف quot;جي بي مورغانquot; ومؤسسة quot;بلاك روكquot;. لكن، ولسبب من الأسباب، فان اصدارات صناديق المؤشرات، المتعلقة بالنحاس، من هاتين المؤسستين يتم ارجاؤها دوماً! في مطلق الأحوال، وعلى صعيد الأسواق السويسرية والأوروبية المالية، فان تخصيص كميات من النحاس، المتداول بها في أسواق السلع، لتغطية الاصدارات الجديدة لصناديق المؤشرات سيجعل التوازن بين العروض والطلبات يمر بمطبات ستؤثر مباشرة على أسعار النحاس الاستهلاكية.

في سياق متصل، يشير الخبير ريتو بلومباخر إلى أن السيولة العالمية ستبقى عظيمة للعام. كما أن شهية المستثمرين نحو المعادن الأولية، ومن ضمنها النحاس، تتعاظم يوماً تلو الآخر. في ما يتعلق بأسعار النحاس، أي 9600 دولار أميركي في الطن، يعتقد الخبير بلومباخر أن الأسواق العالمية تستبق أحداثاً اقتصادية ايجابية ينتظرها الجميع، العام.

علاوة على ذلك، وبخصوص ما صدر عن شركة quot;كوديلكوquot; (Codelco) التشيلية، وهي أول منتجة للنحاس حول العالم، التي تتوقع أن يرسو سعر طن النحاس، العام، على 8818 دولار أميركي يتوقف هذا الخبير للاشارة الى أنه من الطبيعي أن تتخذ أسعار المعادن الأولية مساراً نزولياً، بين الفينة والفينة، بما أن الجميع، ومن ضمنهم المضاربين والمحللين، يعيشون اليوم في عوالم جديدة، غير مستكشفة بالكامل بعد، ان نظرنا الى ما تخبئها، هذه العوالم والوقائع التجارية الجديدة، للأسواق العالمية من مفاجأت، في الأعوام القادمة. لكن، وعلى المدى القصير، ينوه الخبير بلومباخر بأن وصول سعر طن النحاس الى عشرة آلاف دولار غير مستبعد أبداً!