منذ اواسط القرن الماضي هدفت كل الحكومات الأميركية المتعاقبة الى الى يكون لها نفوذ في سوق مال بلدان أميركا اللاتينية عبر ربط نقد هذا البلدان بالدولار الذي كان لا يقاوم يومها، الا ان الوضع تغيير تماما منذ التحولات السياسية في بعض هذه الدول وظهور حكومات لها توجه يساري او شيوعي، وتريد التخلص من نفوذ النقد الأميركي.


سان خوسيه: قررت مجموعة الدول التي تعد شيوعية وعلى رأسها فنزويلا في اخر مؤتمر مالي لها الخريف الماضي اصدار نقد جديد سوف يطلق عليه اسم سوكر تيمنا بالمناضل الكبير والشخصية المثالية بالنسبة للكثير من سكان اميركا اللاتينية انتونيو خوسيه سوكر الذي كافح الى جانب المناضل المعروف سيمون بوليفار في القرن ال19 ضد جنود الاحتلال الاسباني وخاض انتصارات ضدهم.

وبرنامج هذا النقد الذي تريد الدول المعتمدة عليه تحرير نقدها عبره حسب قول خبراء مال سوف يكون خطوة واضحة في مواجهة سيطرة الولايات المتحدة على نقد بعض بلدان اميركا اللاتينية مثل الارجنتين والمكسيك، ومنذ عام 2010 تم اصدار شكل افتراضي له تتداوله مجموعة ما يسمى بالتحالف البوليفاري من اجل اميركا التي تخصناquot; الباquot; وتضم كل من بوليفيا وكوبا وفنزويلا والاكوادور ونيكاراغوا وبلدان الكاريبي انتيغوا وبارتودان ودومينيكنا وسان فينست وهندوراس التي اعلنت انضمامها قبل الاطاحة برئيسها الاسبق مانويل زالايا، وذلك بهدف الغاء الدولار تماما من التداول، وهذا ما اكد عليه في اخر مؤتمر لبلدان البا رؤساء كل من بوليفيا ايفو موراليس وفنزويلا هوغو تشافيس والاكوادور رافاييل كوريّا.

ومقابل اتفاق زعماء هذه الدول يتحقظ خبراء مال عند تحدثهم عن هذا المشروع الفريد من نوعه، وفي هذا الصدد يقول خبير المال والاستاذ في جامعة لوس انديس في كولومبيا مارك هوستتر غاسكون كل نظام مالي يجب ان يبنى على اسس متينة وموثوق بها وبناء على استراتيجية معترف بها دوليا. اضافة الى ذلك من الضروري ان يكون هناك اتفاق يتعلق بتغير العملة وقواعد ضريبية يُعمل بها، لكن حتى الان لا تتوفر لدى بلدان التحالف البوليفاري مثل هذه الاسس الضرورية، فالرغبة في التخلص من الدولار لا تكفي من اجل اعتماد نظام مالي جديد ناجح.

مركز هذا النقد الجديد سوف يكون في كاراكاس عاصمة فنزويلا التي يرأسها تشافيس، الذي يعتبر شريكا غير ثابت لانه يريد ربط قطاع المال بسياسة تحويل قطاعات خاصة كثيرة الى قطاعات حكومية، ومع ان توبياس ارماندو كونتانيس خبير الاقتصاد في كوستاريكا متحفظ حيال مشروع النقد الجديد، لكنه يقول يجب وضع حد لسيطرة الدولار على نظام المال العالمي. في الوقت نفسه يظهر تخوفا من السلطة الانفرادية للرئيس تشافيس الذي قطع امداد هندوراس بالنفط بسعر رخيص لعدم وضوح سياسة الحكومة التي قامت بانقلاب على الرئيس زالايا.

الا ان بلدان مجموعة البا ترى الامور بشكل اخرى، وتقول ان اعتماد النقد الجديد الذي سيتم بخطوات متتابعة ومدروسة سوف يوفر ما لم يوفره الدولار للمواطنين، اي رخص السلع وحماية المدخرات. عدا عن ذلك لا يريدون ان يصبحوا رهينة عملة تواجه حاليا صعوبات مالية دولية لا حصر لها، ويمكن الاعتماد ايضا على السبل التي اتبعتها بلدان الاتحاد الاوروبي عندما اعتمدت اليورو كنقد موحد جديد.