ليلى تقية ممثلة الهيئة الوطنية التونسية للسياحة في إسبانيا

أكدت ليلى تقية ممثلة الهيئة الوطنية التونسية للسياحة في إسبانيا أن القطاع السياحي التونسي لم يهتز على وقع ثورة الياسمين، رغم الأحداث التي عاشتها البلاد، ولاتزال منذ أسابيع عدة، وأدت إلى وقوع إضطرابات في القطاع السياحي التونسي الذي يعد محركًا أساسيًا لنمو الإقتصاد.


مدريد: ترى مسؤولة القطاع السياحي التونسي أن سقوط نظام بن علي أسقط لوبي عائلته وعائلة الطرابلسي التي كانت تسيّر وتتحكم في الثروة السياحية التونسية من خلال تهريبها للأموال وإحتكارها لهذا القطاع الإستراتيجي. وفي حوار لـ quot;إيلافquot; على هامش المعرض الدولي للسياحة في مدريد في دورته الـ 31 إقترحت تقية إنشاء متحف في مدينة سيدي بوزيد خاص بثياب وعربة الشاب محمد البوعزيزي مفجر ثورة الياسمين، حتى لا تنساه أجيال تونس، مؤكدة أن ثيابه وعربته ليسا للبيع.

-إيلاف: لماذا قررتم المشاركة في المعرض الدولي للسياحة في العاصمة مدريد، رغم أن نيران ثورة الياسمين لاتزال مشتعلة؟.
ليلي تقية: الحقيقة ترددنا كثيرًا في المشاركة والسفر، وكان القرار في آخر اللحظات وفضلنا المشاركة رغم الأحداث التي تعيشها البلاد.

ونعتبر أن معرض فيتور للسياحة فرصة مناسبة لأداء واجب وطني أمام الآلاف من الزوار و المسؤولين الذين تقدموا لمساندة الشعب التونسي. فأنا أعتبر أن حضورنا كان خاصًا وإستثنائيًا أردنا من خلاله أن نعلن للعالم بأن زوال نظام بن علي لا يعني زوال السياحة في تونس، وكما تعلمون فنحن نشارك في كل المعارض السياحية الدولية منذ أعوام، وقد أدينا الواجب بصعوبة.

- إيلاف: نظام بن علي إحتكر لعقود طويلة مداخيل الثروة السياحية التونسية فكيف تتصورون المرحلة الإنتقالية في قطاع السياحة في تونس؟.

ليلى تقية: الأمر يحتاج وقتًا وصبرًا بعد ثورة الياسمين من أجل تعديل النظام السياسي، إلى جانب ذلك، وكما تعلمون فقد بادرت جهات عدة للتكهن بتدمير القطاع السياحي التونسي بعد مرحلة بن علي والطرابلسي. لكننا نحن نعلم أن هذا ليس صحيحًا، فتونس إعتمدت خلال المرحلة الماضية على رجال ونساء كانوا في النظام، لكنهم أدوا مهامهم بكل أمانة، ولم ينهبوا الثروات السياحية للبلاد. فهؤلاء هم من سيقفون اليوم لإعادة تحريك القطاع السياحي الذي في حقيقة الأمر لم يتضرر جراء الأحداث التي تشهدها البلاد. بإعتبار أن شهر يناير/كانون الثاني يعتبر شهرًا قليل الحركة السياحية في البلاد.

إيلاف: كيف يمكنكم اليوم سحب أملاك الثروات السياحية من يد نظام بن علي الذي إحتكر كبريات الشركات السياحية في البلاد على الصعيدين الداخلي والخارجي؟.
ليلى تقية: أعتقد أن هدوء الوضع سيسمح لنا بإعادة تنظيم القطاع ومؤسساته في الداخل والخارج. وهذا يحتاج وقتًا، كما إن عودة بناء المؤسسات السياسية والدستورية ستعقبه مرحلة محاسبة ورصد لكل التلاعبات والإحتكارات غير الشرعية التي تناوبت عليها عائلتا بن علي والطرابلسي. لكن أؤكد لكم أن القطاع السياحي في البلاد قد حدد له برنامج تنمية حتى حدود عام 2016. و سنشرع في تطبيق هذه المشاريع حتى نحافظ على قدراتنا في إستقطاب السياح. وأشير هنا إلى أن تونس إستقبلت خلال عام 2010 نحو 7 ملايين سائح، ونحن موجودون بقوة في الأجندة السياحية الدولية.

إيلاف: هل إستغلت بعض الشركات العالمية للسياحة الوضع الأمني والسياسي الذي تعيشه تونس لتشويه سمعة البلاد كمقصد سياحي دولي؟.
ليلى تقية: بدون شك تعرضنا خلال المرحلة الأخيرة إلى طعنات من قبل بعض الشركات، أفضل عدم الإشارة إليها بالإسم. وهذا أمر طبيعي وعادي، لا نلوم أحدًا عليه. فالمهم هو أن الشعب التونسي أحدث التغيير وأسقط النظام الدكتاتوري، وهذا هو الأهم في رأي الشعب التونسي الذي يستعد لدخول مرحلة وعهدة جديدة. فالتضحية واجب وطني، والخسارة جزء منها. وما خسرناه سياحيًا في أسابيع أو أشهر سنعوّضه في المستقبل تحت غطاء الحرية والديمقراطية.

والأكيد أننا سنرفع من طاقتنا السياحية التي تعد محركًا أساسيًا في الإقتصاد التونسي، بإعتبارها تمثل أكثر من 6 % من الدخل الصافي للبلاد، لكون تونس لا تمتلك ثروات معدنية.

إيلاف: ماذا تقولون لجيرانكم في المغرب العربي، على وجه الخصوص الجزائر وليبيا، بإعتبار أن نحو 3 ملايين سائح من البلدين يزورون تونس سنويًا؟.
ليلى تقية: أقول لهم إن تونس بلدكم الثاني، ونحن جد معتزون وممنونون بكرم السائح الجزائري والليبي، فهم سياح أوفياء و يجلبون العملة الصعبة للبلاد. فخلال السنوات الأخيرة لم تنقطع زيارتهم لأرض تونس، وإرتفعت إلى أكثر من 3 ملايين سائح. و70 % منهم من أصل جزائري. واليوم نطمح لأن يعودا لزيارة تونس في المستقبل عندما تهدىء الأجواء.

إيلاف: لقد تداولت بعض وسائل الإعلام أخبارًا حول عروض رجال أعمال في الخليج والعالم العربي من أجل شراء عربة و ثياب الشاب محمد البوعزيزي.. ماذا تقول مسؤولة الهيئة الوطنية التونسية للسياحة عن هذا الأمر؟.
ليلى تقية: هذا لن يقبله الشعب التونسي. فأنا أقترح إنشاء متحف يحمل اسم quot;الشهيدquot; محمد البوعزيزي في مسقط رأسه في سيدي بوزيد لعرض عربته وثيابه وحياته التي ضحّى بها من أجل ثورة الياسمين. والأكيد أن سكان مسقط رأسه والشعب التونسي يقاسمونني الفكرة، التي من شأنها أن تحافظ على ذاكرته للتاريخ والأجيال.

كما سيكون هذا المتحف فرصة للتنفس السياحي لمنطقة سيدي بوزيد النائية، التي ينعدم فيها أي نشاط سياحي بسبب التهميش الذي تعرضت له خلال حقبة الدكتاتور بن علي. لكن الأمر يبقى في يد السلطات الرسمية القائمة على القطاع السياحي في البلاد.