طلال سلامة من برن: ستكون مغامرة مصرف ديسكيا، اللوكسمبورغي-البلجيكي، درساً مفيداً لأوروبا، لا سيما منطقة اليورو. إذ في وجه أزمة، مولودة من النوعية السيئة للديون العامة المتراكمة على المصارف، ينبغي، وفق رأي الخبراء السويسريين، تنظيف الموازنات المصرفية بدلاً من اللجوء، من دون جدوى، الى اعادة رسملة المصارف.

كما إن مصرف ديكسيا قد يكون عبرة لساركوزي وميركل ليتعلمان منه كيفية دراسة الأمور وتطبيقها قبل التفاعل مع الأزمة بدلاً من دعم صندوق الانقاذ الأوروبي الذي تم هندسته لتمويل الحكومات الأوروبية، التي يتوجب عليها اعادة اعادة رسملة مصارفها، الواحدة تلو الأخرى.

في الحقيقة، فان الأسواق المالية هي التي حكمت على مصرف ديكسيا بالافلاس. بالطبع، فان اشهار الافلاس، من جانب هذه الأسواق، لم يتعلق أبداً برؤوس أموال هذا المصرف، فالأخير تم اعادة رسملته في عام 2008 على نحو لائق. لا بل إننا نجد ثلاث دول أوروبية تمتلك أسهماً داخله.
هذا ونجح مصرف ديكسيا في تجاوز اختبار تحمل المصارف quot;ستريس تيستquot; بنجاح. اذاً، فان التركيز على اعادة رسملة هذا المصرف، أولاً وأخيراً، لم تكن غير مفيدة فحسب انما كارثية. بالطبع، فان حكومات أوروبا تتجه الى تقسيم مصرف ديكسيا عن طريق تنظيف موازناته وتبسيط أنشطته. بمعنى آخر، تدخلت الحكومات، بصورة طارئة، لتفادي افلاس ديكسيا، لئلا يؤدي الأمر الى تحول هذا الافلاس الى كرة ثلجية تجر معها، الى القاع، أثناء دورانها على نفسها، مصارف أوروبية أخرى.

في سياق متصل، يشير الخبير توماس بروفيلر لصحيفة ايلاف الى أن مصرف ديكسيا مثلاً ينبغي على المصارف الأوروبية المتعثرة التمسك بما حصل معه، في المستقبل.

في المقام الأول، ينبغي فصل المبالغ الائتمانية، المعرضة للخطر، عن الأنشطة السليمة لأي مصرف. هكذا، يتم قطع رأس السموم المالية، للمصرف الواقع في صعوبات جمة، عن باقي الأنشطة تفادياً لمفعول العدوى التي تنتقل، على الأرجح، الى شرايين الأسواق المالية الأوروبية، بسرعة.

علاوة على ذلك، ينوه هذا الخبير بأن كل مصرف أوروبي لديه روابط متعددة مع الأسواق المالية ووسطاء المال. لذلك، فان أي مشكلة مالية تصيبه سرعان ما تنعكس سلباً على كل ما يحيطه.