وزير الخزانة الأميركية تيموثي غيثنر

يبذل مسؤولون أميركيون كبار جهودًا وراء الكواليس الآن في محاولة من جانبهم لاحتواء أزمة الديون الأوروبية، بتملّقهم لقادة منطقة اليورو من أجل أخذ المزيد من الخطوات لتهدئة الأسواق ومحاولتهم التوسط بين الحكومات الأوروبية ذات المصالح المتضاربة.


القاهرة: لفتت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم إلى أن مسؤولين أميركيين سبق لهم العمل في بعض الأوقات كوسطاء بين الزعماء السياسيين الأوروبيين وبين البنك المركزي الأوروبي، يحاولون احتواء الأزمة الأوروبية، عن طريق حثّ الزعماء الأوروبيين على اتخاذ المزيد من الخطوات لتهدئة الأسواق.

استناداً إلى مسؤولين أميركيين، فقد قام الجانب الأميركي، على وجه الخصوص، بتمرير معلومات بشأن مقدار الأموال، التي قد تبدي الحكومات الأوروبية رغبة في المساهمة فيها في صندوق خاص بعمليات الإنقاذ، وهي المسألة الحاسمة بالنسبة إلى البنك المركزي الأوروبي، بينما ينظر في الإجراءات أو الخطوات التي يقوم بها في هذا الجانب.

وأوضح مسؤولون أميركيون أنه منذ بدء الأزمة الأوروبية في العام الماضي، ووزير الخزانة الأميركي، تيموثي غيثنر، يحثّ الدول المعارضة على إنشاء صندوق إنقاذ كبير.

وفي كلمة له فيأحد المؤتمرات التي أقيمت خلال العام الماضي، قال غيثنر، عندما علم أن بعض الأوروبيين يفكرون في إنشاء صندوق تقدر قيمته بحوالى 50 مليار دولار، إن مثل هذا المبلغ الصغير سوف يعمل على تسريع وتيرة الأزمة المشتعلة، من منطلق أن هذا المبلغ المتواضع من الممكن أن يقوّض ثقة المستثمرين حول العالم.

واقترح غيثنر أن يزيد هذا المبلغ إلى ما يقرب من 500 مليار دولار، وهو ما سعى إلى تحقيقه، برفقة مساعديه، من خلال سلسلة المقترحات الخاصة التي تقدموا بها في ما يتعلق بالطريقة التي يمكن اللجوء إليها لإنشاء صندوق الإنقاذ.

وأشار المسؤولون إلى أن مسؤولين كبارًا من مجلس الاحتياط الفيدرالي، من بينهم رئيس المجلس بين بيرنانكي، ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك بيل دادلي، جنباً إلى جنب مع نظرائهم في بنك إنكلترا، قد بدأوا محادثات بخصوص الآلية التي قد تمنع مشكلات الديون الأوروبية من التحول إلى أزمة مصرفية على الصعيد العالمي.

وفي محاولة من جانبهم لدفع القادة الأوروبيينإلى اتخاذ تدابير أكثر فعالية وقوة، سعى المسؤولون الأميركيون إلى تجنب إثارة اعتراضات من جانب الشعوب الأوروبية، التي قد تمتعض من جهود ينظر إليها باعتبارها جهوداً خرقاء، أو يضعفون القادة الأوروبيين في موقف دبلوماسي حرج.

ولفتت الصحيفة هنا إلى أن الدور النشط الذي تلعبه الولايات المتحدة في هذا الجانب يرتكز بشكل كبير على العلاقات طويلة الأمد، التي تربط المسؤولين الأميركيين، وبخاصة غيثنر، بنظرائهم الأوروبيين.

فعلاقات غيثنر، على سبيل المثال، قد سمحت له بإجراء اتصالات هاتفية مع كبار المسؤولين، مثل رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، وسلفه جان كلود تريشيه.

وقد التقى غيثنر يوم أمس في ألمانيا دراغي وجنز ويدمان، رئيس البنك المركزي الألماني، وكذلك وزير المالية الألماني، فولفغانغ شويبله. جاءت تلك المقابلات في الوقت الذي يتحضر فيه القادة الأوروبيون لعقد قمة في بروكسل يومي الخميس والجمعة المقبلين، ويرى كثير من المحللين أنها قد تكون الفرصة الأخيرة بالنسبة إلى القارة العجوز من أجل التوصل إلى خطة فعالة يمكن معالجة الأزمة من خلالها.

وقال غيثنر في المؤتمر الصحافي إنه أتى إلى أوروبا quot;للتأكيد على مدى أهمية نجاح الاقتصاد العالمي والأميركي في تعزيز قوة القارة الأوروبيةquot;. وأشار كذلك إلى أنه تشجع بالرغبة المتزايدة من جانب الأوروبيين في اتخاذ خطوات مهمة تدعم نظامهم المالي.