أنقرة: قالت تركيا الأربعاء إنها ستبدأ تصدير السلع بحرًا إلى مصر وبرًا إلى العراق في مسعى إلى تجنب الممرات التجارية الحالية عبر سوريا في أعقاب تدهور العلاقات بين البلاد وتصاعد أعمال العنف في جارتها الجنوبية.

وقال وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغليان إن دمشق بدأت السماح للشاحنات التركية بدخول سوريا يوم الثلاثاء بعد منعها من الدخول في الأسبوع الماضي ردًا على العقوبات التي فرضتها أنقرة.

وتبحث تركيا عن طرق تجارية جديدة للشرق الأوسط منذ أن ساءت العلاقات إثر تصعيد أنقرة انتقاداتها للرئيس بشار الأسد نتيجة قمعه انتفاضة شعبية اندلعت في مارس/ آذار.

وقال جاغليان لقناة سي.ان.بي.سي-اي التركية quot;من اليسير جدًا تجنب سوريا، لكننا فضلنا ألا نفعل ذلك. لا نزال نريد نقل تجارتنا عبر سوريا والسماح للاقتصاد السوري بتحقيق مكاسب مادية من ذلك.

quot;لكنهم أرادوا الأمر على هذا النحو. أقول مرة أخرى مهما فعلوا فإنهم سيعانون أكثر من تركيا في كل مرة. لا يتحتم علينا المرور بسوريا إذا أردنا تجارة مع الشرق الأوسط والخليج. فلدينا خطة (أصلية) وخطتان بديلتان جاهزتان بالفعلquot;.

وأوضح جاغليان أن سفن الشحن ستبدأ السفر بين ميناء مرسين في جنوب تركيا على البحر المتوسط وميناء الإسكندرية المصري يوم الخميس. وستبدأ الشاحنات العبور إلى العراق.

كانت تركيا أعلنت في الأسبوع الماضي قائمة من العقوبات الاقتصادية على سوريا، قالت إنها ستستهدف الحكومة، بما في ذلك تجميد الأصول الحكومية وفرض حظر على سفر كبار المسؤولين، إضافة إلى تعليق المعاملات المالية.

وردت سوريا في مطلع الأسبوع بتعليق اتفاقية للتجارة الحرة بين البلدين، وبفرض رسوم جمركية 30 % على كل الواردات التركية، ورسوم باهظة على الوقود والشحن. وهوّنت تركيا من أثر القرار السوري، قائلة إن الشعب السوري سيكون المتضرر الأكبر. وأضاف quot;ما إن بدأنا تنفيذ الخطوات (لفتح ممرات جديدة) مساء الثلاثاء حتى بدأت الحكومة السورية على الفور السماح لشاحناتنا بالمرورquot;.

ونقل تلفزيون quot;ان.تي.فيquot; التركي الخاص عن وزير التجارة التركي قوله الأربعاء إن بلاده ستفرض تعريفة جمركية نسبتها 30 % على كل السلع السورية. يأتي ذلك في ما يبدو ردًا على ضريبة مشابهة فرضتها سوريا على السلع التركية. ونقل التلفزيون عن وزير الجمارك والتجارة حياتي يازجي قوله quot;سنفرض ضريبة 30 % على كل السلع الآتية من سورياquot;.

وتركيا شريك تجاري كبير لسوريا، وبلغ إجمالي حجم تجارتهما الثنائية نحو 2.5 مليار دولار في العام الماضي. وقال جاغليان خلال هذا الأسبوع إن أكثر من عشرة بالمئة من واردات سوريا في عام 2010 جاءت من تركيا، في حين لم تشكل الواردات من سوريا سوى 0.3 % من إجمالي الواردات التركية.

وكان جاغليان أعلن في 17 من نوفمبر/ تشرين الثاني أن الصادرات إلى سوريا زادت نحو أربعة في المئة في الشهور التسعة الأولى من عام 2011، لكن أرقام أكتوبر/ تشرين الأول، ونوفمبر/ تشرين الثاني، أظهرت تراجعًا قدره عشرة بالمئة مقارنة بالعام الماضي، إذ أدت زيادة العنف إلى وقف الشركات التركية لصادراتها.