الدوحة: بدأت اليوم فعاليات المؤتمر العالمي الثامن للإقتصاد والتمويل الإسلامي تحت شعار (النمو المستدام والتمنية الاقتصادية الشاملة من المنظور الاسلامي).

وأوضح محافظ مصرف قطر المركزي الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني في كلمة افتتح بها المؤتمر الذي يستمر يومين أن البنوك الاسلامية استطاعت خلال السنوات الماضية اكتساب زخم كبير في مجال الصيرفة الاسلامية مما جذب لها الانظار اقليميا ودوليا.

واضاف أن العديد من الدول المعروفة بعراقتها المصرفية منذ سنوات طويلة بدأت تتحدث عن مزايا النظام المصرفي الاسلامي ومعدلات نموه ومناعته وقدرته على الاستجابة لتحديات العمل المصرفي وخاصة تجاه الأزمات المالية وهو ما برز واضحا خلال الأزمة المالية العالمية الأخيرة.

وقال في هذا الصدد أن هذا النجاح يضع البنوك الاسلامية أمام تحديات غير مسبوقة تتعلق بوضع المعايير الاحترازية والاشرافية والالتزام بها الى جانب مواصلة القدرة على مجابهة المخاطر المتزايدة في القطاع المصرفي مع ما يتطلبه ذلك من قدرات ضبط عالية في ظل ترابط القطاع المصرفي في مختلف دول العالم.

واكد الشيخ عبدالله في كلمته أنه لا تراجع عن قرار اغلاق الفروع الاسلامية للبنوك التقليدية نهاية العام الحالي في قطر مرجعا قرار الاغلاق لأسباب تتعلق بالأشراف والرقابة وأمور تتعلق بالسياسة النقدية.

وأضاف أن مصرف قطر المركزي وجد من خلال التطبيق أن الجمع بين الأنشطة المصرفية التقليدية والاسلامية يخل بالتنافس الحر والشفافية بين البنوك محذرا من ان الخلط بين موجودات ومطلوبات الصيرفة الاسلامية والتقليدية يؤدي الى تعقيد ادارة المخاطر ويعرقل اعداد تقارير مالية متجانسة تستند لمعايير واحدة.

من جانبه طالب المدير العام للبنك الاسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي مدني في كلمة مماثلة البنوك الاسلامية بالسعي لايجاد حلول مبتكرة من أجل توفير السيولة واستغلال الودائع قصيرة الأجل في تطوير نماذج تمويلية مبتكرة أو ما يعرف بعمليات التمويل الصغيرة من أجل تمويل مشاريع للشباب.

واكد الدور الذي يمكن أن تلعبه تلك العمليات في القضاء على البطالة بين الشباب خاصة في المناطق الريفية في ظل نسب البطالة العالية التي تعاني منها الدول الاسلامية.

وأشاد مدني في هذا الصدد بالتجربة التي حققها البنك الاسلامي للتنمية في بنغلاديش في هذا المجال وقدرته على تحويل النساء في الريف لطاقات منتجة عبر علميات تمويل مصغرة لمشاريعهن. وينعقد المؤتمر العالمي الثامن للاقتصاد والتمويل الاسلامي هذا العام بمشاركة نخبة من الاقتصاديين وأصحاب وموظفي البنوك المركزية والمختصين من 40 دولة مختلفة وسيبحث عدة محاور منها المذاهب الاقتصادية والقيم في الاسلام ونطاق الاقتصاد الاسلامي وتاريخ فكر الاقتصاد الاسلامي والادارة الاقتصادية وآثار المبادىء الاسلامية على السياسات المالية والنقدية وملفات اخرى.