إقبال كبير على شراء هدايا العيد في ألمانيا

أدى الشعور بأن ألمانيا سلكت الطريق الصحيح للخروج من الأزمة، إلى توجه الألمانيين للتبضع للأعياد دون تخوف.


لميس فرحات: يقول خبير إقتصادي في برلين أن هناك شعور بأن ألمانيا قد نجت من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمنطقة اليورو لأنها انخذت الخطوات والقرارات الصحيحة، الامر الذي سمح للألمانيين بالتوجه غلى الاسواق للتبضع للأعياد من دون التخوف من الوضع الاقتصادي للبلاد. لكن منتقدين يقولون ان المانيا لا تشعر بضغوطات اقتصادية لأنها استغلت أزمة اليورو ووظفتها لصالحها.

في حين أن بقية الدول الأوروبية بدأت باتخاذ تدابير التقشف لتهدئة الدائنين وخفض معدلات الفائدة المرتفعة إلى حد خطير، يخرج المتسوقون الألمانيون من الأسواق والمراكز التجارية محملين بالأكياس للاحتفال بأعياد الميلاد، من دون أن تعكر الأزمة المالية صفو عطلتهم.

يعتقد الألمان أن بلادهم ليست بحاجة لخفض الانفاق، وبالتلي يستطيعون الإنفاق بحرية على مشترياتهم في عطلة هذا الموسم. ويشير أحد المتسوقين: quot;يبدو أن ألمانيا في وضع أفضل بكثير من الكثير من البلدان الأوروبية الأخرى، ذلك نحن لا تقلق بشأن الازمةquot;.

روح العيد مرحة أثارت غضب جيران المانيا وخوف الكثير من الاقتصاديين حول العالم. ألمانيا هي البلد الوحيد التي تمتلك النفوذ المالي لإنقاذ القارة من أزمة ديونها المستعرة، لكن الزعماء في برلين تجاهلوا المناشدات الدولية للتدخل النقدي الحاسم لوضع حد للأزمة الاقتصادية الاوروبية.

في هذا السياق، تساءلت صحيفة الـ quot;لوس انجلوس تايمزquot;: لم العجلة؟ ما الذي يمنع ألمانيا من رفض مد يد المساعدة؟ التصدير الألماني الموجه يبدو في أحسن حالاته، ومعدل البطالة في أدنى مستوياته منذ 20 عاماً، كما أن تقرير مؤشر الثقة في الأعمال التجارية الذي صدر هذا الأسبوع عن معهد quot;إيفوquot; في ميونيخ أشار إلى مكاسب على أكبر مستوياتها منذ فبراير/ شباط. واستمر الإنفاق الاستهلاكي في الارتفاع في الربع الأخير من العام، في الوقت الذي شهدت سلسلة المتاجر الألمانية مبيعات قوية في الأسابيع التي سبقت عيد الميلاد.

يقول سيباستيان دولين، اقتصادي من برلين ومسؤول رفيع المستوى في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: quot;ألمانيا لا تشعر بالأزمة. هناك شعور ان المانيا نجت لأنها اتخذت الخطوات والقرارات الصحيحةquot;.

في الوقت الذي ترزح فيه القارة الاوروبية تحت تهديد ركود جديد، ودعا خبراء الاقتصاد لتدخل رسمي ضخم لطمأنة المستثمرين. الاقتراحين الأكثر شيوعاً هما: سندات اليورو المدعومة بشكل جماعي وإنشاء البنك المركزي الأوروبي باعتباره مقرضاً كملاذ أخير.

لكن برلين رفضت باستمرار هذه الأفكار لأنها تتضمن سوابق خطيرة تتعارض مع المبادئ التأسيسية للمؤسسات الأوروبية والحماس الألماني للحصافة المالية. بدلاً من ذلك، دفعت قادة المانيا لتشديد الضوابط المتعلقة بالميزانية على جيرانها وطالبت بوحدة المالية اكبر في منطقة اليورو.

حتى الآن لا يوجد دليل على أن ألمانيا استفادت من الأزمة. وجدت المجموعة البحثية quot;ري-ديفاينquot; في بروكسل الشهر الماضي ان تكاليف الاقتراض من الحكومة الألمانية انخفضت بنسبة تزيد عن 50 ٪ خلال الأزمة مع اقبال المستثمرين على السندات للهروب من المخاطرة نحو بلدان أوروبية أخرى أكثر أمانا مثل الدولة الألمانية. ونتيجة لذلك، خلص الفريق، إلى أن المانيا وفرت أكثر من 26 مليار دولار في تكاليف الاقتراض منذ عام 2009.

يختلف المسؤولون الألمان مع الفكرة القائلة بأن الصعوبات الاقتصادية يجب أن تفوق على الحاجة إلى إجراء إصلاحات هيكلية في منطقة اليورو. وسمح التفاؤل الداخلي للمستشارة الألماية أنجيلا ميركل بالعمل بصبر من أجل تعزيز المؤسسات الأوروبية بدلاً من التدخل بسرعة وبقوة كما نفضل بعض الدول. كما سمح أيضاً للألمان أن يتسوقوا بقدر ما يرغبون خلال عطلة هذا الموسم.

تقول إحدى المتسوقات أثناء خروجها من مركز تجاري في العاصمة إنها تتسوق للأعياد ببساطة لتقوم بدوها في الحفاظ على تحريك الاقتصاد الألماني. وتضيف: quot;لست خبيرة اقتصادية، لكن أعتقد أنه من الجيد أن باستطاعتنا الاستمرار في التسوق. أليس كذلك؟quot;.