طلال سلامة من برن: تواصل فرنسا وألمانيا عدم الاعتراف بحقيقة الأزمة المالية الأوروبية. ما يدفع ببعض الخبراء السويسريين الى دعوة ميركل وساركوزي الى استئجار شقتين فاخرتين، على كوكب المريخ، بعيداً عن الضوضاء المالية للكرة الأرضية، للعيش هناك، بسلام، أثناء فترة التقاعد.

فما حصل، بالفعل، في الآونة الأخيرة، أثار موجة من السخط على تصرفات فرنسا وألمانيا التي لم تساعد البورصات، في الأسبوع الفائت، في استعادة الثقة بنفسها.

في ما يتعلق ببورصة زوريخ، فانها هبطت أكثر من مرة الى ما دون خمسة آلاف نقطة مهددة، بالتالي، مساعي المصرف المركزي السويسري الرامية الى quot;مسمرةquot; قيمة الفرنك السويسري بعدما أغرقت الأسواق الداخلية بحوالي 140 بليون فرنك سويسري.

لو نظرنا الى أوضاع حكومات واشنطن وباريس وبرلين لرأينا، بوضوح، أن هناك فاصلاً زمنيًا، وهو عام بالضبط، ينتظرها لخوض انتخابات سياسية مجهولة الأبعاد. ويبدو أن فنلندا ستلعب دوراً في تقرير مصير الموازنات المالية لحكومة أثينا. ما يفسر إسراع المصرف المركزي الأوروبي، في مدينة فرانكفورت الألمانية، الى شراء المزيد من الديون الأوروبية، على شكل سندات.

وبما أن ميركل وساركوزي رفضا إعطاء ضمانات جماعية، بشأن الديون السيادية الأوروبية، ابان آخر اجتماع لهما في باريس، فان المستثمرين عاودوا بيع كل ما هو خطر، في جيوبهم المالية. لذلك، وبما أن الأسهم هي أول ما يمكن التخلص منه بسهولة، فان البورصات عانت خسائر ببلايين الدولارات في غضون أيام قليلة.

في سياق متصل، يشير الخبير كريستوف غوبسر لصحيفة ايلاف الى أن بعض الأدوات المالية، الموجودة لدى بعض المصارف الأوروبية، ما زالت سامة للمستثمرين. كما يوجّه هذا الخبير اصبع الاتهام الى صناديق المؤشرات المتداولة (ETF)، وهي أداة استثمارية مستحدثة تشبه بتصميمها الصناديق الاستثمارية، ولكن تداولها يشبه تداول السندات الفردية.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير غوبسر بأن بعض المصارف الفرنسية كانت السبب المباشر في زعزعة الأسواق المالية، لا سيما تلك الفرنسية، من جراء تمسكها بمواصلة التداول ببعض صناديق المؤشرات المتداولة، المشكوك بأمرها، والتي قد ترتبط بعمليات تبييض أموال مشرعة. أما جزء من المصارف الألمانية، غير الكبرى، فإنها تميل الى رفض الخضوع، في الأسابيع المقبلة، لفحوص هدفها اظهار مدى صلابة خزينتها المالية.