في موازاة إنتعاش الحركة العقارية في بعض الكانتونات السويسرية، تنتهز تجارة الأخشاب، التي تعتبر بين المواد الأولية، هذا الإنتعاش وتحقق نمواً قوياً.
برن: تتضارب السيناريوهات المتعلقة بقطاع العقارات حول العالم. فثمة دول تراجعت فيها الحركة العقارية، بصورة لافتة، لا سيما في المناطق quot;الساخنة حربياًquot; حول العالم، ومن ضمنها دولاً عربية.
بيد أن دولاً أخرى، ومن ضمنها سويسرا، تبتعد، شيئاً فشيئاً، عن قبضة الجمود العقاري الذي قيدها، من جميع الجهات، لفترة نستطيع القول أنها كانت قصيرة ولم تسبب الأذى لأحد. في موازاة انتعاش الحركة العقارية، في بعض الكانتونات السويسرية، تنتهز تجارة الأخشاب، التي تعتبر بين المواد الأولية، هذه الحركة كي تنتعش، بدورها.
ويبدو للخبراء السويسريين أن تجارة الأخشاب نجحت في التصدي، للآن، في وجه الأزمة المالية المستمرة في الولايات المتحدة الأميركية والتي نرى بعض شعلاتها، بين الفينة والفينة، في القارة الأوروبية.
ومقابل انتعاش تجارة الأخشاب السويسرية، يسجل الخبراء نمواً قوياً لها في كل من روسيا والصين، اللتين تتنافسان في ما بينهما لضمان التجهيزات الكافية الى جميع الأسواق العالمية، ومن ضمنها السوق السويسرية لدى الحاجة.
مع ذلك، يبقى العملاق الروسي أقوى بكثير من التنين الصيني. فصادرات الأخشاب من روسيا(سيبيريا الشرقية) الى الصين ارتفعت 300 في المئة، في العام الماضي. وفي الربع الأول من العام، قفزت هذه الصادرات 40 في المئة خصوصاً نحو الصين وفنلندا واليابان.
في سياق متصل، يشير الخبير أندري بريغا لصحيفة ايلاف الى أن انتعاش تجارة الأخشاب منوطة جزئياً بالكارثة التي حلت على رؤوس اليابانيين، في شهر مارس(آذار) المنصرم من جراء التسونامي الذي ضرب الشواطيء اليابانية. اذ ان جميع مصدري الأخشاب، من صغار وكبار، يسنون أسنانهم للدخول على خط تجهيز اليابان بجميع حاجاتها من الأخشاب.
إذ يقتضي المخطط الياباني، وفق تصريح هذا الخبير، بانشاء حوالي مليون منزل من الخشب بأسرع ما يمكن. للآن، تم تجهيز حوالي 40 ألف منزلاً. لذلك، ولتسريع عملية اعادة الاعمار فان بعض اللاعبين الجدد، كما فنلندا وسويسرا وكندا، بدؤوا تنظيم وتسيير أعمالهم باليابان.
علاوة على ذلك، ينوه الخبير بريغا الى أن وضع سويسرا أفضل بكثير من أوضاع دول أخرى، كما ألمانيا وشيخيا والنمسا أين قفزت أسعار الأخشاب بصورة جعلت بعض التجار يبتعدون عنها. اذ تبقى أسعار الأخشاب السويسرية تنافسية، برغم قوة الفرنك السويسري. ما يعني أن حاجات اليابان، من الأخشاب، قادرة على امتصاص صادرات الأخشاب السويسرية مهما كان الثمن ومن دون مشكلة تذكر.
التعليقات