يتابع خبراء الاقتصاد السويسريين ما يحصل من أحداث في مصر تنصب جميعها في ولادة جديدة لهذا البلد الجميل.


برن: يتابع خبراء الاقتصاد السويسريين ما يحصل من أحداث في مصر تنصب جميعها في ولادة جديدة لهذا البلد الجميل، في شمال أفريقيا، الذي طالما بنيت عليه جسور سياحية واقتصادية مع الدول الغربية. فما حصل من ثورة شعبية، في مصر، وما حصل في مانيلا(عاصمة الفيلبين) في عام 1986، له منصة مشتركة تتمتع بتفرعات كثيرة في القطاع الاقتصادي. في الحقيقة، يرى هؤلاء الخبراء أنه يوجد تشابهات مدهشة بين الثورة الفيليبينية وتلك المصرية. في كلتا الحالتين، كان حاكم البلاد ديكتاتور تباهى بعلاقته الحميمة مع الولايات المتحدة الأميركية. بيد أن الفساد، المالي خصوصاً، الذي تفشى ببطء في الأنسجة الحكومية، هو السبب الرئيسي لثورة الشعب.

وبما أن الثورة المصرية ولدت في قلب منطقة الشرق الأوسط الحساسة فان المراقبين السويسريين لا يتوقعون أن تتحول مصر الى دولة اشتراكية، كما السويد الخالية بصورة شبه كلية من حالة الفساد المالي السائد، لليوم، في العديد من الدول العربية. ما يعني أن ولادة مصر الجديدة، بعد الثورة الأخيرة، ستبقى مصابة بباقة من العيوب. في مطلق الأحوال، يشعر المحللون، هنا، أن ثمة شيء ايجابي، في آفاق مصر الجديدة، سيكون له تداعيات هامة على الاقتصاد وبالتالي على العلاقات التجارية بين مصر وسويسرا.

في سياق متصل، يشير الخبير الاقتصادي مارك شينك لصحيفة ايلاف الى أن التاريخ يعيد نفسه، اليوم، في دولة عربية-أفريقية، بعدما أصابت زلازله المدمرة بلدان، كما الفيليبين واندونيسيا، التي سرعان ما تحولت أزماتها السياسية، في ثمانينيات القرن الماضي، الى حالة من الاختناق الاقتصادي الحاد. بالطبع، لا تعاني مصر، وفق رأي هذا الخبير، من مشاكل، ذات علاقة بالموازنات العامة. لكن الوضع الاقتصادي المصري لعب دوراً في اشعال فتيلة الثورة الشعبية هناك.

علاوة على ذلك، ينوه الخبير شينك بأن الاقتصاد المصري، في السنوات الأخيرة، شهد انتعاشاً لافتاً لم ينجح أبداً في الوصول الى الطبقات الفقيرة. كما أن البطالة الشبابية انقلبت الى مشكلة ضخمة تخاف الدول الأوروبية أن تتحول الى هجرة جماعية، غير شرعية، نحوها.

على صعيد الآمال السويسرية المعلقة على مصر الجديدة يرى الخبير شينك دربين اثنين، لا ثالث لهما. اذ يتعلق كل شيء بمن سيحكم مصر الجديدة. في حال كان النظام السياسي معتدل وعلماني، فان الجسور الاقتصادية والتجارية، بين سويسرا ومصر ستتوطد كثيراً لا سيما في مجال المشاريع المشتركة، الخاصة بالنفط والغاز الطبيعي والسياحة.

أما في حال سقطت مصر الجديدة في براثن الراديكالية الاسلامية، عندئذ فان سويسرا، سوية مع دول أخرى، ستطرح تساؤلات مقلقة حول كيفية التعامل مع خريطة مستقبلية، مجهولة الأبعاد، للقاهرة وعواصم عربية أخرى.