جدة: جدد وزير البترول والثروة المعدنية السعودي المهندس علي بن إبراهيم النعيمي التأكيد على أن لمنتجي النفط ومستهلكيه مصلحة مشتركة في تعزيز استقرار أسواقه.وقال إن السعودية تعتمد حاليًا سياسةً تتمثل في الاحتفاظ بطاقة إنتاجية فائضة تتراوح بين مليون ونصف ومليوني برميل في اليوم على الأقل للجوء إليها عند الحاجة، موضحا أن الطاقة الانتاجية السعودية تبلغ أربعة ملايين برميل في اليوم.وأوضح النعيمي في كلمة له أمس أمام المنتدى الدولي الثاني للسلع الأساسية ضمن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ونشرتها صحيفة المدينة السعودية يوم الأربعاء أن المؤتمر والشركاء يقدمون خدمة قيّمة من خلال عقد هذا المنتدى الدولي الثاني حول السلع الأساسية للإسهام بمعلومات موثوقة وقراءة ثاقبة في الحوار المتعلق بالمسائل التي تُطرح دائمًا حول السوق.


وقالquot;إن تقلبات الأسعار ستبقى واحدةً من أهم التحديات التي ستصحب مسيرة صناعة البترول في المستقبل ولعل العلاج يكمن في مواصلة العمل مع بعضنا بعضًا على الصعيد الدولي من أجل تقليل آثار تقلبات الأسعارعلى شبكات الطاقة العائدة لناquot;، موضحا أن التذبذبات الدورية التي هي جزء من طبيعة أسواق النفط تجعل من الصعب تجنب التقلبات تمامًا.وأعلن النعيمي أن السعودية دعت أكثر من ثمانين وزيرًا من أنحاء العالم الشهرالقادم من أجل توقيع الميثاق الجديد للمنتدى الدولي للطاقة وهو ما من شأنه أن يرتقي بالعلاقة التي تربط ما بين المنتجين والمستهلكين إلى مستويات أرقى وأعلى.وحدد ثلاثة أسباب تقف وراء ارتفاع أسعار النفط الاول ارتفاع الطلب الحاد على النفط خلال الأعوام الأخيرة ليس كسلعة مادية تستخدم لتوفير وقود النقل حول العالم واستخدامه في مراحل توليد الطاقة بل إلى الطلب من قبل المستثمرين والمتحوطين والمضاربين الذين لا تتمثل قيمة النفط لديهم في محتواه من الطاقة فحسب بل في عوائده المالية الممكنة أيضًا والسبب الثاني هو العلاقة المعقدة التي تربط بين قيمة الدولار واسعار النفط.


وأضاف ان السبب الثالث يتمثل في أن قاعدة الموارد تبلغ تدريجيًا مرحلة النضج وبالتالي فإن الإنتاج من الحقول الناضبة أكثر كلفة، مؤكدًا أن النفط لن ينفد من على وجه البسيطة فموارد النفط ضخمة جدًا وهناك كميات هائلة من الاحتياطيات في باطن الأرض يمكن استغلالها بصورة اقتصادية كما أنه يتم من حين إلى آخر اكتشاف موارد جديدة باستمرار.وقالquot;يشعر البعض هذه الأيام بالقلق من احتمال أن تؤدي الزيادات الأخيرة في أسعار البترول إلى عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه عام 2008 عندما وصل سعر البرميل إلى حوالي 150 دولارًا للبرميل حيث يعتقد هؤلاء الذين يتبنون نظرية ارتفاع الأسعار أن نمو الطلب في الدول النامية ذات الاقتصادات المتسارعة سيأتي سريعًا على طاقة إنتاج النفط الفائضة في العالمquot;. وأوضح أن السعودية التي تُعد أكبر منتج للبترول في العالم عبر امتلاكها 264 مليار برميل من احتياطياته الثابتة يمكنها أن تستمر في انتاج البترول الخام بالمستويات الحالية لمدة ثمانين عامًا ومع ذلك بإمكان السعودية ان تكتشف المزيد من البترول بصورة مستمرة عبر الاكتشافات الجديدة وتقنيات الاستخراج المحسنة.