تتحرك الصين بكل هدوء باتجاه أميركا الوسطى من أجل توطيد علاقاتها الاقتصادية والتجارية معها.


سان خوسيه: في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بالثورات الشعبية في بعض البلدان العربية، تتحرك الصين بكل هدوء باتجاه أميركا الوسطى من أجل توطيد علاقاتها الاقتصادية والتجارية معها، وكللت خطواتها في الأسبوع الماضي بوضع آخر
اللمسات على اتفاقية مهمة لها مع كوستاريكا، على الرغم من أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر هذا البلد من أكثر البلدان القريبة منها جغرافيًا واقتصاديًا وسياسيًا.

لكن يبدو أن الرئيسة الجديدة لورا شنشيلي لديها توجهات أخرى، حيث ستوقّع في نهاية الشهر المقبل بالأحرف الأولى أهمّ اتفافية منذ تسلّمها خلال الصيف الماضي منصبها، وهي اتفاقية تجارية حرة مع الصين.

وبهذا تكون الولايات المتحدة، التي تمكنت من حماية بلدان وسط أميركا من النفوذ السوفياتي في السابق، قد عجزت عن صدّ الدخول الصيني الاشتراكي، مع أن بعض النواب في البرلمان من الحزب المسيحي المحافظ المعارض طالبوا بمناقشة الاتفاقية بدقة متناهية. وقد أكدت مسؤولة الحزب الليبرالي الحاكم فيفيانا مارتين أن الاتفاقية مع الصين سوف تمكن كوستاريكا من الدخول إلى السوق الأكبر في العالم.

وبدأت العلاقات بين الصين وكوستاريكا تتدعم عبر الجالية الصينية التي تقيم في هذا البلد منذ أكثر من قرن، وتدفقت رؤوس المال الصينية منذ عام 2007 بعدما قطعت كوستاريكا علاقاتها بتايوان الغريم السياسي والتجاري للصين.

والآن وعبر هذه الاتفاقية سوف تكون هناك سلسلة من المشاريع على مختلف الأصعدة، منها التكنولوجية والثقافية والعلمية، لكن في الدرجة الأولى تبادل السلع المختلفة بين البلدين، خاصة المنتجات الزراعية في كوستاريكا، وهي متنوعة، والخطوة الآتية سوف تكون تخفيض الرسوم الجمركية وإنشاء مشاريع صينية في كوستاريكا، التي تتمتع بمستوى مرتفع من الخبرات في مجال التقنيات المتقدمة.

عدا عن ذلك، بدأت شركة البترول الوطنية الصينية التنقيب عن النفط في الأراضي الكوستاريكية، وذلك كجزء من الرابطة الثنائية التي تربط القطاع المدني في البلدين. وتعتبر هذه الشركة الصينية هي الثانية في العالم التي تقوم بدراسات جيولوجية تمهيدية، مع إعطاء الأولوية لحماية البيئة والطبيعية، لأن كوستاريكا من أغنى البلدان في العالم بمناطق الطبيعية الجميلة.