رأى العديد من رجال وسيدات الأعمال السعوديين أن المشاريع التي تستهدف النساء أثبتت عدم جدواها الاقتصادية وأنها ألحقت بأصحاب الأموال المستثمرين في هذا المجال خسائر كبرى، بينما رأى فريق نسائي آخر العكس لأن الأنثى تفهم بنات جنسها أكثر من الرجال.


جدة: في أوساط المجتمع السعودي المحافظ الذي تمارس فيه المرأة أعمالها إما برفقة نسائية أو بمحرم يقيها من تطفلات خارجية، تتساقط يوماً بعد آخر المشاريع الخاصة بممارسة الأعمال النسائية، ولعل تجربة المجمعات التجارية quot;المولاتquot; الخاصة بالنساء أثبتت فشلها في تحقيق أية أرباح لأصحاب رؤوس الأموال.

وفي حديث لـ quot;إيلافquot; أوضحت رئيسة مركز المعلومات والإحصاء في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان الدكتورة سهلية زين العابدين أن المرأة السعودية أصبحت متميزة بما تعمل ومبدعة أينما حلت، مستشهدة بآراء المسؤولين الذين شهدوا بتميز الموظفات، مؤكدة أن المرأة أكثر دقة من الرجل في أداء عملها وأكثر التزاماً منه.

وعن المشاريع النسائية الخاصة أوضحت زين العابدين أنه من المؤسف أن يكون هنالك من ينظر للمرأة على أنها أقل من أن توكل لها مهام لتخدم بنات جنسها، فالمرأة تبحث عن المرأة التي تتفهم ما تريد، لا عن المرأة التي تعمل ما تريد كما هو حال النادر من العاملات منهن.

ورأت الدكتورة سهيلة أن quot;الجميل في الأمر حين نقدم بحوثًا مبنية على فكر أنثوي تحاول التوصل إلى حلول فعلية لقضايا المرأة لكن هذا لا يمنع أن يكون الرجل شريكا في هذا البحث أو الدراسة فالمرأة والرجل مكملان لبعضهما البعضquot;.

وختمتحديثها قائلة لا يُنظر أبداً لمثل هذه المشاريع على أنها ربحية ويجب أن تستثمر ليُجنى من ورائها الكثير من المال بل يجب النظر لأبعد من ذلك كون هذه المشاريع التي تبنى على فكر لن تجنى من ورائها أرباح إلا بعد مرور عدة أعوام.

وعن ذلك الأمر حذر رئيس لجنة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في غرفة الرياض خلف الشمري من الإنخراط في الاستثمار في المشاريع المسماة بـ quot;للنساء فقطquot;، حيث رأى أن المرأة شريكة الرجل الذي يختار معها ما ترتديه وما تستخدمه والعكس صحيح، مشدداً في تصريحه لـquot;إيلافquot; بأن تلك المشاريع أثبتت عدم جدواها اقتصادياً، مستثنيا الشمري تجربة صالونات التجميل ومراكز الخياطة والرياضة.

من جهتها، رفضت سيدة الأعمال السعودية ومالكة مجموعة مدارس أهلية فريدة الفارسي أن تقحم نفسها في مشاريع استثمارية خاصة بالنساء حتى وإن كانت تملك الأموال اللازمة إلا أن تكون في مجال التربية والتعليم.

وأبدت فارسي أسفها على مشاريع تخصص لها ميزانية ضخمة تفشل في بداية أشهر ولادتها بسبب عدم العمل على وضع دراسة جدوى للمشروع وحاجة السوق له حتى لا يصرف عليه مبالغ عالية، مطالبة بتثقيف المستثمرات اللواتي يستثمرن في هكذا مشاريع لضرورة الدراسة الفعلية للسوق وتلبية لحاجة الطلب من جهة وإلزام البنوك للمقرضين بتقديم جدوى اقتصادية للمشروع وألا يتم تمويلهم إلا بعد أن يتم الموافقة على الدراسة.

في الوقت الذي لم تناسب فكرة عيادة نسائية فقط استشارية أمراض الغدد الصماء في مدينة الملك عبد العزيز بالحرس الوطني الدكتورة سلوى العيدروس التي أكدت في حديثها quot;لإيلافquot; أن الفكرة غير واردة وإن وردت فلا مبرر لتطبيقها مشددة بشكل غير مباشر على ضرورة الأخذ بالأسباب.

وأوضحت العيدروس أنها لم تفكر في إنشاء عيادة نسائية خاصة لعدم وجود مبرر لإنشائها، مؤكدة أن المجتمع بات منفتحا بشكل معقول وبعيداً عن تخصيص جوانب الحياة المهمة للنساء فقط وعزل الرجل لمجرد أنه ذكر.