تشير كافة المعطيات والتقديرات إلى أنالنفط هو السبب الرئيسلإقدام فرنسا على لبس بزة الحرب والتّسلح بشجاعة نابليون كي تبدأ مهمة غزو شمال أفريقيا عبر البوابة الليبية.


طائرات التحالف تواصل غاراتها على ليبيا

لا تخفي باريس سياستها وأهدافها وحماستها لإسقاط الرئيس الليبي معمّر القذافي. ويقول خبير نفطي شرق أوسطي على علاقة متينة بالأوساط النفطية الفرنسية (إن الرهان هنا هو رهان الطاقة)، فالأزمة الكبرى في اليابان والقلاقل في دول الخليج ونضوب بحر الشمال، وفوق ذلك مصالح فرنسا الكبرى أو بالأصح شركة النفط الفرنسية توتال التي quot;هي في الطاقة فرنسا وفرنسا هيquot;!.

المعلومات المتوفرة تقول إن توتال تمتص من افريقيا وحدها مداخيل ومكاسب تصل الى اكثر من 60% من دخلها العام ما يشكل موقفاً يسيل له لعاب القادة العسكريين. وقال مصدر مقرب من الأجهزة الفرنسية إن القرار لاعلاقة له بالديمقراطية أو بالهجرة او بغيرها من العناوين،ـ بل بزيادة حصة توتال النفطية. بعد استغلال حماس الرئيس ساركوزي الذي يواجه ضموراً ملحوظًا في تدني شعبيته وموقفه وحكومته الذي اعتبر مخزيا ازاء ثورتي تونس ومصر مع عدم قابلية الرأي العام في الشرق الاوسط وعلى الأخص في الخليج لمواقفه وسياسته الخارجية.

وتقول المصادر إنه في حال حسم الأمر بانتصار التحالف بقيادة فرنسا ستتوزع الأدوار بين المنتصرين على امل أن تنال فرنسا نصيب الأسد على حساب إيطاليا اللاهثة بتفكيك خيوط ملابس رئيس وزرائها الداخلية لمعرفة كمية الفضائح الجنسية فيها.

وتقول المصادر إن كميات النفط والغاز التي تختزنها اراضي ليبيا هائلة، لكنها لا تستفيد منه حيث يتم حرق كميات كبيرة من الغاز بسبب عدم إدخال نظام متقدم لاستخراج النفط وتسويقه. تخلّف ليبيا في مجال الصناعة النفطية مردّه كما يعرف الجميع إلى الحظر الذي دام سنوات طويلة بسبب مغامرات العقيد وعنترياته والتي جعلت ليبيا رغم ثرواتها الكبيرة دولة متخلفة في كافة الميادين.

ورغم ما يتمتع به الشعب الليبي من كفاءة إلا أن الظرف التاريخي القذافي قاده الى ذيل التصنيفات العالمية من حيث مستوى المعيشة والخدمات العامة والإلكترونية وغيرها من معايير تستخدم لقياس تقدّم الدول. فرنسا توتال لم تحظ بحصص ذات بال من النفط العربي. فالإشكالات الأمنية أخرجتها من لعبة استغلال منابع النفط في السودان.

وفي العراق استولت الشركات الأميركية على كامل الوجبة النفطية أما في السعودية فلم يصدر حتى هذه اللحظة أي بيان يتحدث عن تطور لافت في مشاريع الغاز في المناطق التي تقع ضمن حدود امتياز توتال والذي يدخل في نطاق مبادرة الغاز التي أطلقها الملك عبدالله. كما تفيد التقارير بان المشروع المشترك مع أرامكو السعودية لإنشاء مصفاة نفط على الشواطئ السعودية قد أجّل الى أجل غير مسمى والسبب الظاهر هو ارتفاع الكلفة. بمعنى أن فرنسا وشركاتها ليس لها حضور إلا في أفواه العامة من الناس الذين يرددون أن مواد مكررة ومعانة تصدر بشكل غير قانوني لشركات فرنسية تحصل على أسعار تفضيلية وحسومات بفضل الإعانة.

نعود إلى ليبيا التي تقع امام الشواطئ الجنوبية لأوروبا وتمتلك موارد هائلة من النفط والغاز ومرشحة، بسبب غياب البيروقراطية الحكومية، وهيمنة العسكر كما هو الحال في الجزائر، لأن تقوم بها منظومة متقدمة ومتكاملة من الصناعات التحويلية والتي تحتاجها اوروبا لدعم قطاعات الزراعة والصناعات المتقدمة. فالفرصة الآن مواتية وجاءت على طبق من ذهب لدعم المصالح الفرنسية والأوروبية في مجال الطاقة وبمباركة من مجلس الأمن ومن الجامعة العربية أيضًا!!! بعض المراقبين ينظر إلى المشهد بإيجابية فاطراف كثيرة منها شركات النفط والطاقة ومنها المستثمرون ومنها المواطنون سيجنون ثمار مابعد القذافي والاستقرار والازدهار المحتمل.