جاءت رسالة الاستقالة الرسمية التي سلّمها اليوم الفرنسي دومينيك ستراوس كان إلى صندوق النقد الدولي لتكشف عن بدء الصراع بين أوروبا والولايات المتحدة والاقتصاديات الناشئة لاتخاذ قرار بشأن من يجب أن يكون الرئيس المقبل للصندوق.


10 شخصيات مطروحة أسماؤها لخلافة ستراوس من بينها عربي وإسرائيلي

أشرف أبوجلالة من القاهرة: رأى محللون أن استقالة دومينيك ستراوس كان من رئاسة صندوق النقد الدولي جاءت لتفتح صراعاً بين الدول على قيادة الصندوق، لاسيما بعدما بدأت تتزايد الأصوات المطالبة بإنهاء العرف الخاص باختيار شخصية أوروبية لشغل هذا المنصب، وهو العرف الذي ساد لأكثر من نصف قرن.

وكان ستراوس- كان قد تقدم باستقالته صباح اليوم من منصبه كمدير عام لصندوق النقد الدولي، متعهداً أن يكمل المشوار حتى نهايته من أجل إثبات براءته. ومن المنتظر أن يستمر جون ليبسكي، الرجل الثاني في الصندوق، كرئيس له بشكل موقت، حتى يتم العثور على خليفة لستراوس كان. وأكدت اليوم أيضاً المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، أنها تريد شخصية أوروبية لتصبح الرئيس المقبل للصندوق.

وأوردت عنها في هذا السياق اليوم صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية، قولها: quot;أنا من مؤيدي الرأي الذي يطالب بضرورة اقتراح مرشح أوروبي. وتدور بالطبع الآن محادثات حول هذا الأمر، لن أحدد أسماء بعينها، لكننا سنناقش ذلك داخل الاتحاد الأوروبي. وبالطبع، من الأهمية في مكان أن نتمكن من إيجاد حل سريع لتلك المسألةquot;.

من جانبه، قال تشارلز جينكنز، الخبير الاقتصادي في وحدة الاستخبارات الاقتصادية: quot;مع تزايد التمويل الآتي إلى صندوق النقد الدولي من الدول الناشئة وزيادة مشاكل العجز لدى الممولين التقليديين للصندوق- وهم الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان ndash; من المنطقي التفكير في شخص من خارج تلك المجموعة، لكي يحلّ محل دومينيك ستراوس كانquot;.

واقترح جينكنز في هذا السياق اسم وزير المالية التركي السابق، كمال درويش، نظراً إلى خبرته الواسعة التي اكتسبها خلال عمله في البنك الدولي، وشغلِه أخيراً منصب رئيس برنامج الأمم المتحدة للتنمية.

وتابعت التلغراف بقولها إن جنوب أفريقيا قادت قوى ناشئة، من بينها روسيا وكوريا الجنوبية، في المساعي التي تطالب برئيس للصندوق من خارج أوروبا. ونقلت هنا عن برافين غوردان، وزير المالية الجنوب أفريقي، قوله: quot;يتعين على أوروبا أن تواكب التغيير الذي يشهده العالم. فهناك تغييرات أساسية تحدث في العالمquot;.

ويتردد أيضاً أن الولايات المتحدة تتطلع إلى ترشيح مستشار البيت الأبيض، دافيد ليبتون، ليصبح الرجل الثاني في الصندوق بعد جون ليبسكي. وسبق لليبتون أن عمل مستشاراً اقتصادياً للحكومات الروسية والبولندية والسلوفينية بعد سقوط الشيوعية.

رغم ذلك، بدأت تكثف ألمانيا وفرنسا جهودهما لحشد الدعم حول مرشح من أوروبا. وتتزايد الآن حظوظ وزيرة المالية الفرنسية، كريستين لاغارد، لشغل هذا المنصب المرموق. وقال أيضاً خبراء إن الاقتصاديات الناشئة إن كانت تعتزم تحدي هيمنة أوروبا على المنصب، فإنها ستكون بحاجة للتوصل إلى مرشح وأن تتوحد من خلفه بسرعة.

كريستسن لاغارد