واشنطن: عقد مجلس ادارة صندوق النقد الدولي يوم الجمعة اجتماعا تداوليا بشان تعيين مدير عام جديد للمؤسسة المالية الدولية، وهو منصب يثير كل الاطماع.وبدأ الصندوق منذ الخميس البحث عن مدير جديد في يوم نفسه لاستقالة دومينيك ستروس-كان. ويتولى الرجل الثاني في الصندوق الاميركي جون ليبسكي حاليا مهمة المدير العام بالانابة.وقال المتحدث باسم الصندوق وليام موراي 'ان عميد مجلس ادارة صندوق النقد الدولي بصدد البدء باجراء الاتصالات مع زملاء بشان عملية اختيار مدير عام'. من جهته اوضح ليبسكي 'ان الهدف هو التوصل الى مدير فعال'، رافضا الافصاح عن المدة الزمنية التي ستستغرقها هذه العملية. وابدى تأييده لعملية 'مفتوحة' امام كل الشخصيات وقال 'نأمل ان لا تعني كلمة مفتوحة انها مفتوحة امام البعض' وليس امام البعض الاخر.


وكان صندوق النقد الدولي اعلن الخميس استقالة ستروس-كان عندما نشر الاخير رسالة موجهة الى مجلس الادارة عبر فيها عن 'حزنه العميق' لمغادرة المؤسسة التي تولى ادارتها منذ تشرين الثاني/نوفمبر 2007.
من جهته نشر الصندوق على الانترنت مذكرة تقنية بعنوان 'عملية اختيار المدير العام'، منصب 'شاغر'. ويذكر الصندوق في هذه المذكرة بالمواصفات المطلوبة لملء هذا المنصب عندما تم اختيار ستروس-كان: 'خبرة وافية في وضع السياسة الاقتصادية على مستويات مرتفعة' و'مؤهلات قيادية ودبلوماسية ضرورية لتولي منصب قيادة مؤسسة عالمية'. وقد يجري تعديل هذه المعايير او اضافة اخرى اليها. وهناك العديد من المرشحين في العالم يمكن ان تتطابق مؤهلاتهم مع هذه المواصفات.


وقد اعلنت مجموعة الدول المستقلة (دول الاتحاد السوفياتي سابقا باستثناء دول البلطيق وجورجيا) ترشيح رئيس البنك المركزي الكازاخستاني غريغوري مارتشنكو. من جهته اعتبر وزير الموازنة المكسيكي ارنستو كورديرو ان رئيس البنك المركزي المكسيكي اوغوستين كارستنس مؤهل لتولي هذا المنصب. وارتفعت اصوات يوم الجمعة في الصين لتوضح ان بديل دومينيك ستروس-كان ينبغي ان يكون صينيا لكي يعكس بصورة افضل تطور القوى الاقتصادية العالمية. وكتب المعلق شان رنبينغ 'لقد حان الوقت لنضع حدا للهيمنة الغربية على صندوق النقد الدولي'. واورد اسم زو مين النائب السابق لحاكم البنك الشعبي في الصين والذي اصبح مستشارا خاصا لدى مدير عام صندوق النقد الدولي.


واعربت وزارة الخارجية الصينية عن الامل في ان يجري الاختيار 'على قاعدة الجدارة وبطريقة شفافة وحيادية'، معتبرة ان 'الاسواق الجديدة الناشئة والدول النامية يجب ان تكون ممثلة في ادارة صندوق النقد الدولي'. واعتبر الامين العام لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية انخيل غوريا هو الاخر انه حان 'وقت التغيير' بالنسبة الى مدير عام غير اوروبي على رأس صندوق النقد الدولي. ولم يستبعد وزير الخارجية الاسترالي كيفن راد دعم ترشيح اوروبي على رأس الصندوق لكنه رأى انه يتعين اختيار خليفة دومينيك ستروس-كان بناء على قاعدة المؤهلات وحسب. وفي اوروبا، تكثفت المحادثات حول هذا الامر. فقد اكدت الرئاسة الفرنسية 'ان على اوروبا ان تختار الوحدة' حيال 'مرشح يتمتع بصفات عالية جدا'، من دون ان تذكر وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد التي يبدو انها سجلت تقدما على هذا الصعيد.


وذكرت الصحافة الالمانية عدة اسماء على الرغم من ان برلين التزمت الصمت حيال ذلك. اما الولايات المتحدة، التي يطغى صوتها في اختيار المدير الجديد، فلم تترك مجالا لتسريب اي اسم. وقالت لايل براينار مساعدة وزير الخزانة 'لم نتخذ موقفا بشأن اي مرشح خاص'. ودعا وزير الخزانة تيموثي غايتنر الى 'الاسراع في اختيار الخلف'، وانما في اطار عملية 'مفتوحة'. وسيعلن الجدول الزمني لتقديم الترشيحات رسميا في وقت لاحق. ثم يخضع المرشحون لامتحان 'شفهي' امام مجلس الادارة الذي اعتمد حتى الان اختيار المدير الجديد بـ'الاجماع'.