باريس:أعلن أحد النشطاء الفرنسيين المناهضين للعولمة امس الثلاثاء اعتزامه خوض سباق الفوز برئاسة صندوق النقد الدولي خلفا للمدير الفرنسي المستقيل دومينيك ستراوس كان. وقالت شبكة مناهضة العولمة 'آتاك' إنها قررت ترشيح أورلي تروف الرئيسة المشاركة للشبكة لرئاسة صندوق النقد الدولي خلفا لكان الذي استقال على خلفية اتهامه بالاعتداء الجنسي على عاملة في أحد فنادق نيويورك. يأتي ذلك بينما تتصدر سباق رئاسة صندوق النقد الدولي وزيرة مالية فرنسا كريستيان لاغارد حيث تتفوق على منافسها الوحيد حاليا أوجستين كارتيتينس محافظ البنك المركزي المكسيكي. وقالت شبكة 'آتاك' غير الحكومية إن تروف لا تتمتع بأي دعم حكومي لترشحها للمنصب الدولي ولكن ترشحها 'يخدم مصالح هؤلاء القادة أو المواطنين الذين يريدون ضبط الصناعة المالية في ودعم المبادرات في الاقتصاد الحقيقي'.


وأضافت أنه مع استمرار السياسات التي كان يتبعها الرئيس المستقيل ستراوس كان فإن صندوق النقد يخدم مصالح الدول الدائنة من خلال فرض إجراءات تقشف متعسفة على الدول المدينة. أشارت في بيان أن 'كل شيء يشير إلى أن لاجارد سوف تكون أسوأ من دومينيك ستراوس كان' في الوقت الذي يبدو فيه أن لاجارد تحظى بدعم الدول الصاعدة أيضا. وتقترح 'آتاك' إعادة صياغة سياسات صندوق النقد الدولي بصورة كاملة بما في ذلك إلغاء خطط التقشف التي يتم فرضها على الدول الفقيرة مقابل الحصول على قروض الصندوق إلى جانب فرض ضريبة دولية على المعاملة المالية وإيجاد عملة دولية جديدة تكون بديلا للدولار. ولكي يتم قبول ترشيح تروف للمنصب الرفيع يجب أن يتقدم بهذا الترشيح أحد أعضاء مجلس محافظي أو مديري الصندوق الذي يوجد مقره في واشنطن.


اعلان المنظمة المعارضة للعولمة جاء بينما تواصل لاغارد زياراتها الخاطفة لعدد من الدول المؤثرة لتجنيد التأييد لترشيحها لمنصب رئاسة الصندوق.ولم تحصل لاغارد على دعم علني من الهند خلال زيارتها الخاطفة امس الى نيودلهي في اطار جولتها على الدول الناشئة لطلب تأييد ترشيحها لمنصب مدير عام صندوق النقد الدولي.والتقت لاغارد على التوالي رئيس الوزراء منموهان سينغ ووزير المالية براناب موكيرجي وكذلك رئيس لجنة التخطيط مونتك سنغ اهلواليا. ورغم غداء عمل 'ممتاز مع صديقها' براناب موكيرجي اكد 'العلاقات العميقة بين فرنسا والهند' كما قالت لاغارد، الان انها لم تحصل على دعم صريح لترشيحها.


وقال براناب موكيرجي للصحافيين ان 'اختيار المدير العام لصندوق النقد الدولي او البنك الدولي يجب ان يتم على اساس الكفاءة والجدارة وبشكل شفاف'. وبعدما زارت برازيليا حيث تعهدت باعطاء المزيد من الثقل للدول الناشئة في حال انتخبت في منصب مدير عام صندوق النقد الدولي، ارادت لاغارد متابعة حملتها لدى دولة اخرى من مجموعة بريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا). وهذه المجموعة وكذلك دول نامية اخرى تطالب بتغيير في صندوق النقد الدولي غير انها لم تتمكن من الاتفاق على مرشح مشترك. وتنتقد الدول الناشئة القاعدة الضمنية المعتمدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والتي تمنح رئاسة صندوق النقد الدولي تقليديا لاوروبي ورئاسة البنك الدولي لاميركي. لكنها لم تتمكن من الاتفاق على مرشح مشترك. الا ان وزير المالية الهندي قال ان المحادثات لا تزال جارية.


واوضح 'نعمل مع عدة دول اخرى لا سيما مجموعة بريكس. ومن المتعذر القول ما اذا سيتم تقديم مرشح مشترك'. وبحسب براهما شيلاني من مجموعة الابحاث المستقلة 'مركز ابحاث السياسة' في نيودلي فان الهند 'سترغب في معرفة ما اذا كان المرشح المكسيكي منافسا ذو مصداقية. انها تتوخى الحذر ولا تتخذ موقفا'. وتعتبر لاغارد الاوفر حظا للفوز بهذا المنصب في منافسة مرشحين هما مدير البنك المركزي المكسيكي اوغوستين كارتينس ومدير البنك المركزي الكازاخستاني غريغوري مارتشنكو. وكارتينس الذي قام ايضا بزيارة الى برازيليا ويقدم نفسه على انه مرشح الدول الناشئة والنامية سيزور الهند ايضا الجمعة.
واضاف موكيرجي 'يجب ان يكون هناك توافق واسع. الهند ترغب في المشاركة في هذا التوافق'. والهند التي رفضت حتى الان دعم اي مرشح علنا، تبدو وكأنها سلمت باحتفاظ اوروبا بالمنصب. وكان رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ اعلن الاسبوع الماضي ان الهند ترغب في ان يتولى 'المرشح الأجدر' رئاسة صندوق النقد الدولي 'بمعزل عن جنسيته'.