منذ بضعة شهور، رمى المستثمرون أنفسهم، سوية مع أموالهم، في طنجرة تغلي مياهها بكافة أنواع وجنسيات سندات الخزائن، على رأسها تلك الأميركية. ويبدو، الى الآن، أن المستثمرين السويسريين، من الطبقات الوسطى، لا يعترفون بخطأ قد يحرمهم من كل ما تم قذفه، داخل هذه الطنجرة، من أموال.


برن: الفوائد المتعلقة بسندات الخزينة الأميركية تقترب، سريعاً، من الصفر. وبالنسبة للمحللين السويسريين،ففي ما يتعلق بالسندات الأميركية، التي تستحق كل عام، فان فوائدها ترسو عند 0.15 في المئة. أما تلك التي تستحق كل عامين فانها ترسو عند 0.44 في المئة، وتلك التي تستحق كل عشر سنوات عند 2.95 في المئة. في الحقيقة، فان هذه الفوائد قد تكون مغرية، نوعاً ما، لولا وصول نسبة التضخم المالي، بأميركا، الى 3 في المئة، العام.

من جانبهم، يشير خبراء السوق المالية، بزوريخ، الى ما جرى مع شركة quot;بيمكوquot; (Pimco)، وهي أكبر صندوق للسندات حول العالم، خير دليل. فمنذ نهاية شهر يناير(كانون الثاني) الماضي، قطعت هذه الشركة علاقاتها التجارية، من قرب ومن بعد، مع سندات الخزينة الأميركية. ويتمثل ما يقلق المراقبون، في سويسرا، في انهيار الفائدة على هذه السندات(لمدة عشرة أعوام) من 3.7 في المئة، في شهر فبراير(شباط) الماضي، نزولاً الى ما دون 3 في المئة، اليوم.

ويشير الخبير فالتر ريولفي الى أن لا شيء يبشر بالخير، مطلقاً، في الأسواق المالية الأميركية. لا بل ان أوضاع الأسواق المالية، الأوروبية والعربية، تبدو واعدة أكثر لغاية نهاية العام. في ما يتعلق بالمستثمرين العالقين داخل فجوة تقلب مزاج فوائد سندات الخزينة الأميركية، ومن ضمنهم آلاف المستثمرين السويسريين، يشدد الخبير ريولفي على ضرورة مراقبة أحوال بعض مؤشرات البورصات، أسبوعاً تلو الآخر، على رأسها quot;ستاندار آند بورquot; (Samp;P) وبورصة quot;انسداكquot; وquot;ستوكس).

وينوه هذا الخبير بأن تراجع قيمة هذه المؤشرات أكثر من 3 الى 3.5 في المئة، في الأسبوع، جرس انذار ينبغي أن يصغي المستثمرين اليه، بجدية. والا فان العواقب(الخسائر) ستكون وخيمة! مع ذلك، يرى الخبير ريولفي بصيص أمل بشأن احتمال انتعاش أسواق السندات الدولية، في العام القادم، التي تضعضعت من جراء النقص quot;في كل شيءquot; الذي يعانيه اليابان منذ أن تعرض للزلزال المدمر.