بدأ قادة دول الاتحاد الاوروبي قبيل الساعة 20:00 (19:00 ت غ) مساء الخميس قمة في بروكسل تطغى عليها أزمة الديون اليونانية التي تهدد بالتوسع لتشمل كل منطقة اليورو والتسبب باضطرابات عالمية. ومن غير المتوقع صدور أي قرار ملموس خلال هذا الاجتماع الذي سينتهي بعد ظهر الجمعة.


أزمة الديون اليونانية تهدد بتكرار أزمة اقتصادية عالمية

بروكسل: يعقد القادة الأوروبيون مساء الخميس قمة في بروكسل على خلفية الضغوط المتزايدة، لا سيما من قبل الولايات المتحدة، من أجل حل ازمة الديون اليونانية واحتواء أزمة مالية تهدد منطقة اليورو برمتها والاقتصاد العالمي. وشدد البنك المركزي الأميركي مساء الأربعاء على quot;الأهمية الكبرى التي يرتديها حل الوضع اليونانيquot; الذي يعتبر quot;صعبًا جدًاquot;.

وتنتظر أوروبا بالفعل ان يتبنى البرلمان اليوناني في الأسبوع المقبل خطة تقشف مثيرة جدًا للجدل في البلاد قبل صرف الاموال النقدية التي تحتاجها اليونان، ودراسة خطة انقاذ جديدة على المدى الطويل.

الا انه يتعين على رؤساء دول وحكومات الاتحاد الاوروبي ان يصدروا لاحقًا هذا المساء اعلانًا يؤكد مجددًا استعدادهم المبدئي لدعم اليونان والدفاع عن منطقة اليورو، شرط ان تبذل اليونان جهودًا لوضع موازنة تسمح لها بتوفير بعض الاموال كما تطالب الجهات المانحة الدولية.

وسيكون عليهم ايضا ان يصادقوا من ناحية المبدأ على تعيين الايطالي ماريو دراغي خلفا للفرنسي جان كلود تريشيه على راس البنك المركزي الاوروبي.

وقال رئيس الاحتياطي الفدرالي الأميركي بن برنانكي quot;اذا كان هناك عجز عن حل هذا الوضع، فذلك سيشكل تهديدًا للانظمة المالية الاوروبية والنظام المالي العالمي ولوحدة اوروبا السياسيةquot;.

وتعطي واشنطن حاليًا النصح للاوروبيين. وندد وزير الخزانة الاميركي ايضا تيموثي غايتنر بشدة هذا الاسبوع بالانقسام، مطالبا بالتحدث quot;بصوت واحد وصوت واضح حول استراتيجيةquot; لمواجهة الازمة. والصعوبات المستمرة التي تواجهها منطقة اليورو منذ سنة ونصف سنة لتجاوز ازمة الدين التي انطلقت من اليونان أعادت اطلاق النقاش حول مستقبل الوحدة النقدية التي انشئت في 1999، لكن تعاني خللاً مثل عدم وجود سياسة موازنة مشتركة.

ويخشى كثيرون ان يتسبب الاوروبيون باضطرابات تتجاوز الى حد كبير منطقة اليورو، اذا لم يتمكنوا من منع افلاس اليونان، تماما كما تسبب الاميركيون بإغراق قطاع المال في العالم في ازمة عبر ترك مصرف ليمان براثرز يعلن افلاسه في منتصف ايلول/سبتمبر 2008.

وعقد مؤتمر عبر الدائرة الهاتفية لوزراء مالية مجموعة السبع الاثنين على هامش اجتماع منطقة اليورو في لوكسمبورغ. واذا لم تحصل مفاجآت فان هؤلاء الذين يطالبون بحل خلال قمة بروكسل قد يكونوا يضيعون وقتهم.

فقد ارجأ الاوروبيون القرارات الكبرى المتعلقة باليونان الى الثالث من تموز/يوليو لانه قبل تقديم اي دفعات مالية جديدة لليونان يريدون من اثينا ان تترجم وعودها باعتماد اجراءات تقشف جديدة وخصخصة الى واقع ملموس عبر تصويت برلماني. ويطالب صندوق النقد الدولي المشارك ايضًا في خطة انقاذ اليونان بضمانات حول التمويل المستقبلي لليونان.

وكان الصندوق حذر في تقرير الاثنين من ان الفشل في اتخاذ التدابير الحاسمة لمواجهة ازمة الدين quot;يمكن ان يؤدي وبسرعة الى اتساع التوتر الى قلب منطقة اليورو وان تؤدي الى انعكاسات عالمية كبيرةquot;. وقال دبلوماسي اوروبي رفيع المستوى ان قادة الاتحاد الاوروبي سيحاولون رغم كل شي quot;اعطاء التعهد الذي يرغب به صندوق النقد الدوليquot;.

وسيناقشون ايضًا طريقة تنظيم المشاركة الطوعية للمصارف وجهات دائنة اخرى خاصة في خطة يونانية جديدة. وفي سلسلة من العواصم خصوصا في باريس نظمت الحكومة الاربعاء مشاورات حول هذه المسالة مع الدائنين.

والى جانب وضع اليونان، يفترض ان تصادق القمة على اجراءات عدة، من شانها ان تتيح لمنظمة اليورو الدفاع عن نفسها في المستقبل من ازمات الدين، لا سيما تعزيز نظام الامان المالي. كما يتوقع المصادقة على تعيين الايطالي ماريو دراغي على رأس البنك المركزي الاوروبي خلفا للفرنسي جان كلود تريشيه.

واشارت صحيفة وول ستريت جورنال الخميس الى ان ارجاء هذه المسالة محتمل بطلب من فرنسا التي تريد ضمانات بانها ستحتفظ بممثل في مجلس الادارة.

وسيبحث الاوروبيون ايضًا وضع ليبيا، في وقت تتكثف فيه الانتقادات داخل حلف شمال الاطلسي حول مواصلة التدخل العسكري، الى جانب القمع في سوريا واصلاح فضاء شنغن الذي يتيح اعادة بعض الضوابط على الحدود.