لم تنجح الأسواق المالية في التقاط أنفاسها، كما يجب، منذ أكثر من عشرة أعوام. وبين أكبر ضحايا الأزمة المالية نجد المصرفين المركزيين، الأميركي(فيد) والأوروبي، فضلاً عن مرور المركزي السويسري بعدة مطبات هوائية تمكن من تجاوزها، في اللحظات الأخيرة! وعلى عكس مرض الايدز، الذي يُعتقد أنه ولد بالقارة السوداء، فان فيروس الأزمة المالية انطلق من فوه أسد الرأسمالية العالمية، أي الولايات المتحدة الأميركية، بمساعدة سياساتها المالية التوسعية وغياب القواعد عن عالمها المالي.


برن: توزيع المخدرات المالية بأميركا، وهي عبارة عن السماح للديون بالتراكم على الأسر والشركات والمصارف والمؤسسات الحكومية، من دون حدود، تحول الى موضة عصرية لا يقف في وجهها شيء. ونتيجة عولمة الأسواق المالية وتدويل ما يُعتقد بأنه quot;قواعدquot; مالية صلبة فان فيروسات المال الأميركية، سوية مع موضتها، لم تتأخر في اختراق جزء كبير من البورصات العالمية.

يشير الخبراء السويسريون الى أن الفيروسات الرأسمالية الأميركية، التي ساهمت في quot;تخديرquot; الأسواق المالية، كان لها وقعاً أكبر على بعض الدول الغربية. اذ هاهي درجة مديونية المصارف الايطالية تترنح بين 15 و20 في المئة. أما المصارف الفرنسية(كما سوسيتيه جنرال) والاسبانية والألمانية فان درجة المديونية، لديها، تخطت 50 في المئة. وبالنسبة للمصارف السويسرية، التي طلبت مساعدات حكومية في السابق، فان الديون المتراكمة عليها تبقى أخف بكثير مقارنة بالمصارف الأوروبية.

في سياق متصل، تشير الخبرة رينيه هوبر الى أن أوروبا تألقت لناحية عجزها عن اتخاذ مبادرات ترمي الى تنظيم أسواقها المالية وتشديد الرقابة عليها. هذا ولعبت الأزمة المالية دوراً في ابراز كيفية نجاح السيولة المالية، التي تدفقت الى الأسواق العالمية عن طريق حقن بتريليونات الدولارات، في تسبيب ما يعرف صحياً بالفشل القلبي. اذ ان صمامات وشرايين الأسواق المالية أصيبت برجفان آل الى اصابة الأسهم بتقلبات مخيفة، في الأسعار.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة هوبر بأن السيولة المالية المبالغ بها سوية مع دخول القواعد المالية غابات المتوحشين تبخ سمومها، كل يوم، في البورصات، بمساعدة حلفاء لها كما الشكوك التي تحوم حول الانتعاش الاقتصادي العالمي وفشل الطبقات السياسية في التوصل الى رسم استراتيجيات ضريبية فعالة بأميركا وأوروبا. ما يمثل الشعلة التي تُرمى اليوم على خليط من البنزين، الذي تعيش البورصات سوية مع وسطاءها(المملوئين بالأموال)، داخله!