شريف حاجي

تحاول منظمة إقتصادية في يزيد عمرها عن عقد من الزمن أن تشكل حلقة وصل بين كل من صناع القرار الإقتصادي في فرنسا ونظرائهم في الجزائر، ويعترف رئيسها شريف حاجي الذي أعيد إنتخابه في آخر جمع عام لها، أن المهمة ليست بالسهلة نظراً لطبيعة العلاقات بين باريس والجزائر.


باريس: تأسست قبل ما يزيد عن عشر سنوات بفرنسا، منظمة ذات إهتمامات إقتصادية جزائرية، إظافة إلى سعيها لإبراز نجاحات الفرنسيين من أصل جزائري أو الشباب الجزائري نفسه بالجزائر، وهي في الأصل جمعية تسمى quot;دائرة المقاولين والصناعيين الجزائريين بفرنساquot;، ويرأسها شريف حاجي.

و هذه الجميعة، بحسب رئيسها، تحاول أن quot;تجيب عن ثلاثة انتظارات: التموقع كرابط بين ضفتي المتوسط بين المؤسسات الفرنسية و السلطات الجزائرية في المجالات الاقتصادية،و تعد مجالا للتفكير و التأمل و تبادل التجارب و الخبرات،و أخيرا حدد كهدف لها التعريف بنجاحات أبناء الشتات سواء في فرنسا أو في الجزائرquot;.

ويعرف شريف المنظمة، في حوار لإيلاف، أنها تتكون quot;من رجال الأعمال الذين يجمعهم دافعا رئيسيا وهو المساعدة على تحمل المسؤولية،و هي قبل كل شيء مكان لالتقاء نساء و رجال يؤمنون بمبدأ تبادل الخبرات...quot;.

كما أن quot;وجود مجموعة كبيرة من الفرنسيين من أصل جزائري في فرنساquot;،يقول شريف،quot;يفسر جانب من وجودنا.نعتقد أن المساهمة الاقتصادية لهذه المجموعة في الاقتصاد الوطني يمكن لها أن تكون عالية جداquot;.

الاقتصاد في خدمة العلاقات الفرنسية الجزائرية

هذا،و تسعى هذه المنظمة،يضيف محدثنا،quot;لأن تلعب دورا إيجابيا في تحسين العلاقات الجزائرية الفرنسية،إذ الكل واعي أنها لا توجد في أعلى مستوياتها التي يجب أن تكون عليها...quot;.

ولا quot;يدري...quot;، ضيفنا، quot;إن كانت السلطات الفرنسية على مستوى القمة تقدر الإمكانات المتاحة لديها للتدخل سواء على مستوى العلاقات مع الجزائر و كذلك في برامج التنمية الاقتصادية المحلية.لكننا نثق في المستقبل.الاتصالات التي أجريناها تفيد أنه يستمع إليناquot;،يستعرض الشريف الدور الذي يمكن أن تلعبه جمعيته في العلاقات الفرنسية الجزائرية.

بخلاف باريس،سجل الشريف quot;باندهاشquot; التعاون الحاصل بين منظمته و السلطات الجزائرية،متحدثا عن quot;إرادة حقيقية من قبلها لإشراك صناع القرار الاقتصادين من الدياسبورا في خطواتهم التفكيرية و التأملية...quot;.

و عبر الشريف عن quot;سعادتهquot; لما قامت به منظمته حتى الآن.quot;لقد أقمنا منظمة صلبة تزداد يوما بعد يوم في التوسع و تتعدد في نفس الوقت أوراش اهتماماتها.لقد قمنا بدراسات في العمق من خلال فرق عمل كلفت بمهمات صعبة لتوضيح موضوعات ذات طبيعة معقدة...quot;.

ثمار العشر سنوات

و إن كانت الأهداف التي رسمتها المنظمة قد تحققت بعد أزيد من عشر سنوات من وجودها،يجيب ضيفنا بكونها،quot;في طور التحقيق،و هذا لم يتأت إلا بفضل الاستثمار الشخصي لفريق كفؤ و متحفز زيادة على سخاء المنخرطين الذين طرحوا الأسئلة الحقيقية و كانوا قادرين على الاستمرار في نفس المسار...quot;.

و يؤكد الشريف أن منظمته برهنت عن quot;جدواهاquot; خلال كل هذه السنوات،مشيرا في الوقت نفسه إلى quot;تمثيليات في عدة مناطق فرنسية باريس بورغون باكا ألزاس،رون ألب و كذلك مراسلين في كندا بلجيكا و انجلترا،زيادة على من يمثلها في الجزائر...quot;.

وتحدث ضيفنا عن الأحكام المسبقة التي تكونت لدى البعض عن مواطنيه من أصل جزائري،معتبرا أنه في بحر هذه الأحكام quot;يصعب اعتبارنا شركاء و لنا جدوى...quot;،مضيفا أنه quot;بفضل منظمتنا نقدم المثل على أن النجاح ليس الاستثناء...و نحن هنا لأجل أن تنتشر ثقافة النجاح بالأمثلة على نطاق واسع...quot;.

منظمة اقتصادية جزائرية جزائرية

الانفتاح على باقي الفاعلين الاقتصاديين من أبناء باقي البلدان المغاربية يسمح به القانون الأساسي للمنظمة،بحسب رئيسها،إلا أنه لا ينخرط فيها إلا من لهquot;علاقة تفضيلية بالجزائر أو المجموعة الفرنسية من أصل جزائري...quot;.

لكن هذا لم يمنع ضيفنا من الحديث عن غد الاقتصاد المغاربي،معتبرا أنه quot;سيكون على مستوى أوسع مستقبلا و سيندمج في الاقتصاد الأورومتوسطي.كمسألة حتمية.في انتظار ذلك نحاول أن نستبق هذه التطورات و بناء ما ينقص...لكن علينا أن نبقى حذرين تجاه التطورات التي تعرفها المنطقة...quot;،يقول الشريف.

و من ضمن أهم شروط الانخراط،أشار محدثنا إلى ما أسماه quot;بالإرادة في امتلاك التزام مواطناتي...quot;،موضحا أنه quot;يجب أن نفهم أن هذا الالتزام كواجب بتخصيص قليل من الوقت للصالح العام...quot;.

و بناء على ذلك،يرى أنه من الطبيعي أن quot;تثير المنظمة رغبات المقاولين ،بمصاحبة المبدعين منهم في هذا المجال،و بالإخبار،و بجعل أنفسنا قوة اقتراحية في الميادين الاقتصادية...quot;
و وصف القرار الذي وضع المستثمر الجزائري في خانتين إداريتين quot;المقيمquot; و quot;غير المقيمquot; quot;بغير منتجquot;،موضحا أن جمعيته لم تستشر بخصوصه،كما عبر عن quot;أسفهquot; لكون quot;الجمعيات التمثيلية لم تشرك في هذا القرارquot;.

العلاقات الاقتصادية الفرنسية الجزائرية

ظلت العلاقات الاقتصادية الفرنسية الجزائرية دون مستوى تطلعات الفاعلين الاقتصاديين في البلدين،بسبب ارتباطها،بحسب قراءات متعددة،بالعوامل السياسية المحيطة بالعلاقات بين باريس و الجزائر،و التي تعرف باستمرار نوع من التوتر ازداد حدة في الآونة الأخيرة.

الطرفان يعيان أن من مصلحتهما أن يتطور التعاون الاقتصادي بينهما،إلا أن كل جانب له رؤيته لمستقبل هذا التعاون،و يستعمل الأوراق المتاحة لديه ليرجح تصوره،و إن كان عراب باريس إلى الجزائر الوزير الأول السابق جون بيير رفران،نجح إلى حد ما مع بداية الصيف الأخير في تقريب وجهات نظر الطرفين.

فالجزائر تعتبر السوق الثالثة بالنسبة لفرنسا خارج منظمة دول التعاون و التنمية الاقتصادية بعد كل من الصين وروسيا،كما أن العلاقات التجارية بين البلدين تطورت بدءا من سنة 1999 وبشكل سريع،كما تشهد على ذلك وزارة الخارجية الفرنسية من خلال موقعها على الأنترنت.

لكن صناع القرار في بلد الأمير ع القادر أصبحوا يلحون في علاقاتهم الاقتصادية مع باريس على أن ترافق هذه العلاقات التجارية الضخمة عمليات استثمار فرنسية،مستعرضين التطور الأمني الحاصل في هذا البلد المغاربي بعد عشرية التسعينات الدموية.

و تريد الجزائر أن يكون لها نصيبها من كعكة الاستثمار الفرنسي في المنطقة،و الكل يذكر إصرار المسؤولين الجزائريين على أن تنقل شركة رونو الفرنسية البعض من سلسلات إنتاجها إلى الجزائر على غرار ما حصل بطنجة شمال المغرب.

المراقبون الاقتصاديون يقرون، اليوم، أن مواصفات العلاقات الاقتصادية بين كل من باريس و الجزائر أصبحت تستجيب لمطالب المسؤولين السياسيين في هذا البلد المغاربي،إلا أنها لم تعد بعد كل الثقة للمستثمر الفرنسي لولوج السوق الجزائرية،دائما لأسباب أمنية زيادة على التشريعات المرتبطة بهذا الباب،و التي ينظر إليها على أنها حمائية و لا تحفز المستثمر الأجنبي.