يبدو أن عمليات التسوق الإلكتروني لا تزال تحبو في التماشي مع التسارع التقني الذي يعصف بالعالم، وبالرغم من الحضور الملاصق والدائم للأفراد لأجهزة الحاسوب وأجهزة الهواتف الذكية، إلا أنهم لا يزالون يعايشون quot;فوبياquot; التعاملات الإلكترونية، فالاعتياد على التعاقدات المباشرة بين الأشخاص والجهات المموّلة للمنتجات أثقل من مهمة هذا التعاطي.
التجارة الإلكترونية لا تزال في طور النمو في السعودية |
أمجد المنيف: حسب تقرير تقنية المعلومات 2010 الصادر أخيراً من هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، فإن التجارة الإلكترونية لا تزال في زوايا النمو، حيث يقول التقرير من خلال بحوث موسعة عن التجارة الإلكترونية: quot;لا تزال التجارة الإلكترونية في بداية مرحلة التطور في المملكة العربية السعودية، فقد أشارت الدراسة إلى أن 6% فقط من السكان قد قاموا بعمليات شراء عبر الإنترنت في المملكة، مقارنة مع 13% في جمهورية التشيك، و58% في الولايات المتحدة الأميركيةquot;.
ومن المتوقع أن تتوسع سوق التجارة الإلكترونية السعودية تدريجياً، حيث أشار إلى أن 16% من مستخدمي الإنترنت يخططون للشراء عبر الإنترنت في المستقبل، بينما يخطط 15% للبيع عبر الإنترنتquot;.
حول هذه الأرقام يقول مازن الضراب مسؤول تطوير أعمال التجارة الالكترونية في الشركة الوطنية للإنترنت لـquot;إيلافquot;: إن quot;مسألة التعاملات الالكترونية في المملكة لا تختلف عن باقي دول العالم، فهي تمر في مرحلة بداية تبني، تعقبها طفرة.. حتى تتحول لاحقاً إلى جزء لا يتجزأ من أساسيات الفرد.
ويحدد أهم الدوافع التي تحدو بالفرد أن يتسوق الكترونياً بـ: الحصول على عروض أوفر من تلك الموجودة في الأسواق، أو لطلب الراحة وتوفير الوقت. الدوافع السابقة متحققة في مجال المتاجر الالكترونية العربية الشهيرة، وكذلك في كثير من المنتديات، مثل سوق منتدى عالم حواء التي يتاجر بها الكثير من التجار.
فسكان المدن الصغيرة يُقبلون على الشراء من الإنترنت لعدم توافر البضاعة في مدنهم، وسكان المدن الكبيرة يجدون بضائع غير متوافرة في الأسواق المحلية - ماركات متميزة ونحوها - أو تكون متوافرة بأسعار مبالغ فيها، فيلجأون إلى الإنترنت لتوفير تلك الاحتياجات. فالثقة تزيد بزيادة المتاجر الالكترونية المعروفة والمشهورة، وهناك مبادرات عربية كثيرة في هذا الصددquot;.
أما عن معوقات تنامي عمليات التسوق الإلكتروني فيقول الضراب: quot;عند الحديث عن المعوقات، فالجوانب الأساسية هنا جانب البائع وجانب المشتري. العنصر المشترك في العمليتين هي: آلية الدفع. حيث يعاني كثير من البائعين والتجار عبر الإنترنت تكاليف ربط متاجرهم ببوابات دفع الكتروني تقبل البطاقات الائتمانية، وإن تم ذلك، ففي الطرف الآخر، قليل من المشترين يفضلون التعامل بالبطاقات الائتمانية، إما لعدم تملكهم بطاقات ائتمانية أو لعدم ثقتهم.
ويضيف: الحل موجود، لكنه متعثر من قبل مؤسسة النقد متمثلة في بوابة سداد، وإتاحتها للشركات الصغيرة والمتوسطة، ولم يطرأ شيء حتى الآن. يلجأ التجار الآن إلى استخدام الحوالات البنكية أو الدفع عند الاستلام. أما العقبة الثانية فتتمثل في الخدمات اللوجستية وتكلفتها العالية، حيث تكلف عملية الشحن الداخلي للمشتري، والاستيراد من التاجر خارج الدولة مبالغ قد تؤثر على الهامش الربحي الخاص به، مما يجعل عرضه للسلع الكترونياً أمرًا غير مجد اقتصادياًquot;.
وأكد الضراب أن قضية التوعية هي مسؤولية مشتركة بين عدد من الجهات الحكومية والتجار، رامياً ببعض الثقل على قنوات الإعلام؛ حيث يقول: quot;المسؤولية مشتركة ومتعددة الأطراف، فالتاجر مسؤول عن الانتشار الكترونياً، وهيئة الاتصالات مطالبة بتوعية الناس بأهمية التجارة الالكترونية وعوائدها لأصحاب الأعمال وكذلك للمستخدمين العاديين.
الأمر نفسه مع الإعلام وقنواته المختلفة، فكثير من الوسائل الإعلامية تركز على الجانب السلبي فقط من العملية، مع أنها فعلياً لا تشكل سوى حالات شاذة لا تذكرquot;. وبالحديث عن مستوى الإقبال على عمليات الشراء خلال الإنترنت؛ يقول الضراب: quot;القوة الشرائية موجودة، ومن تجارب بسيطة قمنا بها عبر الوجود في أكثر من متجر الكتروني، وجدنا أن هناك إقبالاً طيبًا في حال كون المنتج مميزًا وغير متوافر في الأسواق أو متوافرًا بأسعار منافسة.
يبقى جانب المعوقات، وهنا يأتي عنصر الإبداع لحل تلك المشاكل حتى تقوم الجهات المختصة بتبني مبادرات لإنعاش هذه الصناعة.
من جهتها تتحدث ابتسام المقرن - مدوّنة ومهتمة في الإعلام الجديد -عن تجربتها فتقول لـquot;إيلافquot;: quot;تجربتي في التسوق الإلكتروني بسيطة جدًا، حيث لم تتعدّ ثلاثة مواقع: أولها كان موقع saudiDVD لشراء الأفلام والمسلسلات الأجنبية. كانت تجربة جيدة، من حيث جودة المنتج وسرعة التوصيل، ومجانيته، لأن القائمين على الموقع في الرياض، ومازلت حتى الآن أتعامل معهم بين فترة وأخرى، ولو أن إجادتي للانترنت قللت من تعاملي معهم.
التجربة الثانية كانت شراء إكسسوارات الأيباد من موقع iPhady وهي كذلك -تقول-أصنفها بأنها تجربة جيدة، من حيث جودة المنتج، وسرعة التوصيل، والتعامل الجيد، حتى في حدوث مشكلة أو خلل في المنتج، واستبداله بمنتج آخر بدون دفع قيمة التوصيل أيضًا، وهي طريقة جيدة لكسب الزبون.
وأخيرًا، كانت التجربة من الموقع الشهير Amazon وكانت تجربة جميلة جدًا. و تضيف المقرن: quot;حقيقة أنا أشجع التجارة الالكترونية لأنني أرى أنها تحدّ من ظاهرة شراء ما لا تحتاجه حين الذهاب للتسوق، فأنت تبحث عن المنتج، تشاهد صورة، تقرأ مواصفاته، وربما تقرأ آراء الناس الذين ابتاعوه، وهذه ميزة في بعض المواقع، حيث يمكنك بناء تصور كامل عن المنتج قبل شرائه.
إضافة إلى أنها مريحة بدنيًا ونفسيًا، فبدلاً من أن أذهب إلى محل ما، وقد يبعد عني مسافة زمنية قد تصل إلى الساعة، بسبب البعد والزحام، وقد لا أجد وسيلة مواصلات بسهولة، فالمرأة لا تقود سيارتها بنفسها، ولا تذهب للمكان الذي تريد متى ما أرادت. كما إن بعض المواقع تتيح لك خيار الاستبدال لمدة معينةquot;.
بدوره، صعّب الضراب من مهمة تمكن الجهات الرقابية من متابعة آلية الشراء؛ محملاً الحدود الجغرافية الممتدة عبر شبكات الإنترنت ذلك، مؤكداً في الوقت نفسه أن الإجراءات الجمركية أصبحت عقبة في وجه التجار؛ فيقول: quot;التسوق الالكتروني مفتوح، وكلفة الدخول فيه منخفضة جداً مقارنة بالأسواق الأخرى. إلى جانب أن الجهات الرقابية لا يمكنها التدخل في العمل بسبب تنوع الحدود الجغرافية - قد يشتري أحد المشترين بضاعة من خارج المملكة، وبالتالي لا تنطبق الشروط.
الإشكال الوحيد الذي يواجه بعض التجار السعوديين الذين دخلوا مجال التجارة الالكترونية يكمن في عشوائية تعامل الجمارك مع البضائع الواردة. فكثير من المرات يتم احتساب رسوم جمركية، وفي مرات أخرى لا يتم ذلك. هناك ضبابية في القوانين والاشتراطات في هذا الجانب تجعل صاحب العمل في حيرة من أمره.
واختتم الضراب حديثه لـquot;إيلافquot; قائلاً: quot;لا أحد يستطيع التنبؤ بشكل حاسم عن التاريخ المحدد، ولكن هناك مؤشرات كثيرة تدل على أنها في ازدهار، وهناك على الجانب الآخر مبادرات كثيرة، لو تم تبنيها ستدفع بعجلة التقدم في هذه الصناعة، وتجعلها متاحة بشكل أكبر للسعوديينquot;.
وبحسب موقع ويكبيديا الشهير؛ فإن بعض مواقع التسوق الآمنة لها تدابير أمنية مشددة لمنع الأشخاص غير المرخص لهم من رؤية المعلومات المرسلة من وإلى الموقع من هذه التدابير الأمنية: إنه عادة ما يبدأ عنوان موقع التسوق الآمن بـ https بدلاً من http، وإضافة الحرف s يعني secure آمن، ويتم وضع رمز القفل بجانب شريط العنوان أو في أسفل إطار المستعرض.
يستعمل موقع التسوق الآمن تقنية تسمى Secure Sockets Layer طبقة المقابس الآمنة (SSL) تعمل على التحكم بالعمليات اللازمة لإبقاء البيانات آمنة أثناء انتقالها عبر الإنترنت، فتقوم بعض مواقع التسوق الآمنة بتشفير البيانات باستخدام تقنية تشفير يقاس مستواها بعدد البتات وتستخدم المواقع الآمنة التشفير بـ 128 بت لإجراء عمليات تبادل للبيانات.
التعليقات