رسمت السياحة التونسية لنفسها أهدافًا طموحة للسنوات الخمس المقبلة، ومن ذلك تحقيق عائدات في حدود 8 مليارات دينار و70 مليون ليلة فندقية واستقطاب 10 ملايين سائحquot;. وتحتفي تونس اليوم 27 سبتمبر كغيرها من الدول باليوم العالمي للسياحة تحت شعار quot;السياحة تربط بين الثقافاتquot;، تزامنًا مع فعاليات عدة لتنشيط القطاع.


قطاع السياحة في تونس يسجل انتعاشة خلال شهري يوليو وأغسطس

محمد بن رجب من تونس: اليوم 27 سبتمبر، هو اليوم العالمي للسياحة، وكغيرها من الدول التي تعتبر وجهة سياحية، تحتفل تونس بهذا اليوم تحت شعار quot;السياحة تربط بين الثقافاتquot;، وقد أعدّت وزارة التجارة والسياحة برنامج ثريًا يتضمن أنشطة عديدة ترمي إلى النهوض بالسياحة التونسية وإعادتها إلى الواجهة السياحية الدولية.

تظاهرات عديدة في معظم المدن السياحية على غرار جرية والحمّامات وسوسة، ويشرف وزير التجارة والسياحة مهدي حواص على يوم إعلامي وترويجي للموقع الأثري بأوذنة في ولاية بنعروس.

القطاع السياحي شهد خلال شهر يوليو/تموز تطورًا ملحوظًا لناحية عدد الليالي الفندقية، وانحصر بذلك انخفاض الليالي في حدود 47 % للأشهر السبعة الأولى من السنة الجارية 2011 مقابل 53 % خلال السداسي الأول.

خلال الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية 2011 سجل تراجع للسياح الإسبان في اتجاه تونس بنسبة 82% لينحدر العدد من 62 ألفًا في عام 2010 إلى 11 ألف سائح ألماني فقط في الأشهر الأخيرة.

رئيس ديوان وزير التجارة والسياحة حسن غنية كان أفاد بحضور خبراء ومسؤولين عن الإدارة الإسبانية المعنية بالسياحة بأنّ quot;تونس تحدوها الرغبة في الاستفادة المثلى من تعاونها مع أهم الوجهات السياحيةquot;. وأضاف: quot;إنّ السياحة التونسية رسمت لنفسها أهدافًا طموحة للسنوات الخمس المقبلة، من ذلك تحقيق عائدات في حدود 8 مليارات دينار و70 مليون ليلة فندقية واستقطاب 10 ملايين سائحquot;.

من جانبه، ولدعم السياحة التونسية في الأسواق الفرنسية، وقّع الحبيب عمار، المدير العام للديوان الوطني للسياحة التونسية والمدير العام لشركة الطيران الفرنسية quot;ترانزافياquot; نيونال قيزان ورئيس الجامعة التونسية للنزل محمد بلعحوزة ومحمد علي التومي رئيس الجامعة التونسية لوكالات الأسفار بروتوكولاً لدعم السياحة التونسية في الأسواق الفرنسية على هامش الصالون الدولي للسياحة quot;توب ريزاquot; المنعقد في باريس من 20 إلى 23 سبتمبر/أيلول الجاري.

وتعتبر السوق الفرنسية الأولى على مستوى الوجهة السياحية نحو تونس، حيث توافد سنويًا نحو مليون ونصف مليوناً من السياح الفرنسيين خلال 2010. من جهته أكد الحبيب عمار المدير العام للديوان الوطني للسياحة التونسية: quot;أن الفترة المقبلة من الموسم السياحي لهذا العام، والمتمثلة في الثلاثية الأخيرة من عام 2011 تتسم بالضبابية، حيث تغيب المعلومات الدقيقة عن الحجوزات وغيرها من رأي السياح الأجانب عن الوضع الحالي في تونس، وقد تكون quot;حجوزات آخر دقيقةquot; حاسمة للموسم السياحي التونسي في الفترة الأخيرة من السنة الجارية.

وعن مؤشرات القطاع السياحي أشار الحبيب عمار إلى أنه: quot;سجلنا انتعاشة خلال شهري يوليو وأغسطس، وهو ما مكن من تقليص نسبة الإنحدار في عدد الليالي الفندقية والمداخيل المسجلة، وذلك إلى حدود 20 أغسطس الماضيquot;.

وأوضح المدير العام للديوان الوطني للسياحة أنّ عدد الوافدين بلغ مليونين و771 ألف سائح مقابل 4 ملايين و539 سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، وبذلك يسجل تراجعًا بنسبة 38.9 %، وبلغ عدد الليالي الفندقية 23 مليون و260 ألف ليلة الى حدود 20، مسجلين تراجعًا بنسبة 46.3 %، وبلغت المداخيل مليار و210 ملايين دينار مقابل مليارين و155 مليون دينار في الفترة نفسها من العام الماضي، وبتراجع نسبته 43.4 %، وأغلقت 24 وحدة سياحية، ما تسبب بفقدان نحو 3015 فرصة عمل. وكان هذا التراجع في القطاع السياحي وراء فقدان أكثر من 22 ألف وظيفة.

الخبير المالي والإقتصادي نوفل الزيادي أوضح لـquot;إيلافquot; أنّه حتى يعود إلى القطاع السياحي إشعاعه ومكانته في الإقتصاد التونسي لا بد من الإنفتاح الثقافي، ولا بد من أفق أرحب لكل العاملين في القطاع السياحي، ولا بد من الإستقرار السياسي والإجتماعي.

وأشار الزيادي إلى أنّ الحوار الوطني هو السبيل الوحيد حتى يعود الإشعاع إلى قطاع السياحة التونسي، ويعود إلى تونس بريقها كوجهة سياحية محببة لدى السياح الوافدين من أماكن مختلفة من العالم، لأن تونس وطن منفتح على الجميع.