من المتوقع أن يشهد الإجتماع الذي يعقد في باريس اليوم بشأن اليونان بين الرئيس الفرنسي ونظيره اليوناني تقدماً ملموساً.


باريس: تتوقع أسواق منطقة اليورو التي ما زالت تشهد تقلبات، الجمعة تقدماً خلال إجتماع في باريس بين نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو غداة موافقة برلين الحاسمة على خطة إنقاذ العملة الموحدة.

وقد بدأ باباندريو أولا مباحثات مع رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي على هامش قمة وارسو وسيستقبله الرئيس الفرنسي الجمعة في الساعة 17,00 (15,00 ت غ) في قصر الاليزيه رسميا quot;لتقييم الوضع الذي تشهده اليونان حالياquot;.

غير انه قد تصدر بيانات او اقتراحات لان ساركوزي قال الخميس quot;بعد اللقاء مع بارباندريو ستكون لي فرص غدالاقول تحديدا ما هي استراتيجيتنا لجهة الدعم الذي يجب ان نقدمه لبلد اوروبي مثل اليونانquot;.

وبدت الاسواق المالية الاوروبية التي سجلت انخفاضا ظهر الجمعة، في حال ترقب رغم الاخبار السارة التي صدرت الخميس مع مصادقة البرلمان الالماني على خطة انقاذ اليورو وعودة الترويكا المؤلفة من الجهات الدائنة (المفوضية الاوروبية والبنك المركزي الاوروبي وصندوق النقد الدولي) الى اثينا.

ويريد المستثمرون ضمانات حول تطبيق خطة الانقاذ التي اعدتها منطقة اليورو في 21 تموز/يوليو والتي تنص على تعزيز الحلول التقنية الرامية الى تعزيز قوة هذه الالية المضادة للازمات لاحقا.

وفي مطلع الاسبوع وعد رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون بquot;اقترحاتquot; للتصدي للازمة quot;في شكل مكثفquot; موضحا انها ستعلن ما ان يصادق النواب الالمان على تعزيز الصندوق الاوروبي للاستقرار المالي.

وهذا ما حصل الخميس، فبعد فرنسا في مطلع ايلول/سبتمبر، اعطى البرلمان الالماني البوندستاغ موافقته في مؤشر قوي اذ تعتبر المانيا اكبر اقتصاد في منطقة اليورو وهي ايضا اول المساهمين في ذلك الصندوق.

لكن جميع برلمانات الدول الاعضاء الـ17 في منطقة اليورو لم تصادق بعد على الوضع الجديد للصندوق الاوروبي للاستقرار المالي فيما يتوقع التصويت النمسوي الجمعة بينما يحوم الشك حول مواعيد التصويت في هولندا ومالطا وخصوصا سلوفاكيا التي يرجح ان يكون موعدها في 25 تشرين الاول/اكتوبر بينما التزم القادة الاوروبيون رسميا امام شركائهم الاميركيين والدول الناشئة تنفيذ استراتيجيتهم مع منتصف تشرين الاول/اكتوبر في أبعد تقدير.

وفي اثينا حيث يتصاعد الغضب الاجتماعي ضد إجراءات التقشف يوميا في الشوارع، ستنظر الترويكا بدقة في الجهود الجديدة المبذولة بشأن الميزانية التي انجزتها الحكومة اليونانية وتنوي الضغط من اجل اعادة هيكلة قطاع النقل وخصوصا سيارات الاجرة.

ومن شأن هذه المهمة ان تسمح لها بان تقرر ما اذا كان من المناسب تسديد القروض المقبلة التي وعدت بها منطقة اليورو وصندوق النقد الدولي اليونان. واذا لم يحصل ذلك فان الافلاس على الابواب خلال تشرين الاول/اكتوبر.

وسيكون قرار الترويكا حول الديون اليونانية وما اذا كانت قابلة للتسديد حاسما ايضا لمستقبل خطة المساعدة الجديدة التي وعدت بها اثينا، اذ ان هذا البرنامج وقيمته حوالى 160 مليار يورو يشمل مساهمة الجهات الدائنة الخاصة لليونان وخصوصا البنوك الاوروبية التي تعد بالتخلي عن قسم صغير مما يجب ان تسدده الدولة اليونانية.

والسؤال الذي بدأ اصحاب المصارف والقادة الاوروبيون طرحه في لقاءات معظمها مغلق: هل يجب الذهاب الى ابعد من ذلك الامر الذي يقتضي شطب قسم اكبر بكثير من الديون اليونانية العامة؟

وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انها تنتظر نتائج التقييم الذي ستجريه الترويكا لمعرفة ما اذا كان يجب التفاوض حول اجراءات خطة مساعدة ثانية او لا.

واخيرا ينعقد اللقاء بين ساركوزي وباباندريو قبل اسبوع حافل بالنسبة للاوروبيين سيعقد خلاله اجتماع وزراء المالية الاثنين والثلاثاء وتتخذ فيه قرارات محتملة في البنك المركزي الاوروبي بشأن الانتعاش والمصارف.