أثارت تداعيات الربيع العربي مخاوف الكويتيين، خصوصًا الأزمة في سوريا والاضطراب المستجد في لبنان، فغيروا وجهات سفرهم في الأضحى إلى دبي واسطنبول، على الرغم من ارتفاع جنوني في الأسعار.


الكويت: أجمعت غالبية مكاتب السياحة والسفر في الكويت على أنها تشهد أسوأ موسم سياحي في العام، من حيث إقبال الكويتيين على السفر، بعد أن كانت إجازة عيد الأضحى إجازة محببة للكويتيين، إذ تتراوح بين أسبوع إلى تسعة أيام.

وقد أرجعت الأسباب في ذلك إلى تخوف الكويتيين من الأوضاع السياسية والأمنية التي تشهدها بلادهم في الفترة الحالية، فضلًا عن تردي الأوضاع الأمنية والسياسية في غالبية الدول العربية، وكان آخرها لبنان، الوجهة المحببة في السفر لدى الكويتيين.

تنافس دبي واسطنبول

استطلعت quot;إيلافquot; آراء أكبر مكاتب السياحة والسفر في الكويت، لمعرفة وجهات الكويتيين في السفر، وأسعار التذاكر الجنونية التي يشتكي منها كثر.

قالت ليندا المصري، مديرة شركة دسمان للسياحة والسفر: quot;تتنافس دبي واسطنبول لتكونا الوجهة الأولى للمسافرين خلال إجازة عيد الأضحى المبارك، وترتفع أسعار التذاكر وحجوزات الفنادق إلى هاتين الوجهتين بنسب تصل إلى 150 بالمئة، مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضيquot;. وتلاحظ المصري حركة نشطة أيضًا على دول شرق آسيا، خصوصًا ماليزيا وتايلاند.

وأكدت المصري أن شركات الطيران العربية العاملة في السوق المحلية انشغلت بموسم الحج، الذي استغرق أكثر من 65 بالمئة من طائراتها، وهو الأمر الذي زاد الضغط على الأماكن المتوافرة إلى الوجهات السياحية، وبالتالي ارتفعت أسعار التذاكر بشكل جنوني.

ارتفاع مبالغ فيه

وعن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران، قال بسام وظائفي، مدير مكتب الأوائل للسياحة والسفر: quot;الأسعار نار، إذ انتهزت شركات الطيران الفرصة لعدم توافر الأماكن من ناحية، والإقبال الشديد على السفر من ناحية أخرى، فرفعت الأسعار بنسب مبالغ فيها، لدرجة أن سعر التذكرة إلى دبي ارتفع بنسبة 100 بالمئة، فبات سعر التذكرة بين 180 و 200 دينار، في حين كانت في الفترة قبل العيد بحدود 70 إلى 90 دينارًاquot;.

أما العرض الشامل إلى دبي، quot;فيتراوح بين 300 إلى 350 دينارًا للتذكرة مع 3 ليال في فندق 4 نجوم، ويصل إلى ما بين 400 و500 دينار في الفنادق خمسة نجوم للفترة نفسهاquot;، بحسب وظائفي.

وبات من الصعب الآن على وكيل السفر الحصول على أماكن في الفنادق الاماراتية، كونها باتت محجوزة بالكامل لأن دبي هذا العام تعتبر أكثر الوجهات تفضيلًا لدى السياح الكويتيين والعرب نتيجة الظروف التي تمر بها البلدان العربية، خصوصًا سوريا و لبنان ومصر ، والتقلبات التي تشهدها دول المغرب العربي.

أما في ما يخص تركيا، الوجهة التي قصدها عددٌ كبير من الكويتيين خلال العامين الأخيرين، أكد وكلاء السفر التي استعرضت quot;إيلافquot; آراءهم أن أسعار فنادقها وتذاكر الطيران إليها زادت بين 100 و150 بالمئة، إذ بات سعر التذكرة الواحدة بحدود 320 دينارًا، فيما كانت في السابق بحدود 180 دينارًا.

بيروت تتضرر

الحركة كبيرة إلى مصر، لكن لا توجد رحلات إضافية، و تشهد الرحلات المجدولة ازدحامًا شديدًا، أدى إلى ارتفاع أسعار التذاكر إلى القاهرة لتصل إلى 220 دينارًا في إجازة عيد الأضحى. هذا ما أكده فراس حموي، المسؤول في شركة quot;جي تي ايquot; للسياحة والسفر.

أما بيروت، فقد اجمع وكلاء السياحة والسفر على إلغاء بعض الحجوزات إليها بعد الأحداث الأخيرة، مشيرين إلى أن الأسعار إلى بيروت لا تزال مقبولة، في الوقت الذي اتجهت فيه بعض الشركات التي تسير رحلاتها إلى العاصمة اللبنانية نحو تخفيض أسعار تذاكر السفر، بعد إلغاء كويتيين حجوزاتهم.

نحو شرق آسيا.. در!

واجمع وكلاء السياحة والسفر أيضًا على أن لدول شرق آسيا نصيبا كبيرا من السياح الكويتيين خلال إجازة الأضحى، إذ توجد حركة كبيرة وملحوظة نحو بانكوك وكوالالمبور، فالطائرات محجوزة بالكامل، باستثناء عدد قليل جدًا من المقاعد، فيما يتراوح سعر العروض التي تقدمها وكالات السياحة والسفر إلى كل من ماليزيا وتايلاند ما بين 450 و 600 دينار لمدة أسبوع، تشمل تذكرة السفر والاقامة في فندق خمسة نجوم.

واتفق وكلاء السياحة على أن لندن تبقى الوجهة الأوروبية المفضلة للكويتيين في إجازاتهم، وعلى أن الحظ في جانبهم هذا العام، اذ إن الأسعار لا تزال في مستوياتها الطبيعية لكل عام، وقد تكون من الوجهات الوحيدة التي لم ترتفع أسعارها بشكل جنوني.