quot;السهل الممتنعquot; هكذا يوصف quot;النظام الانتخابيquot; بمواده المثيرة للجدل، فهو من جهة يسعى لحفظ الكويت من الفتنة وفقا لقيادة وشرائح واسعة في الكويت، ومن جهة أخرى يقيد من منظور المعارضة، حرية اختيار المجتمع لمرشحي مجلس الأمة الجديد.


الرياض: فرقت شرطة مكافحة الشغب في الكويت اليومالأحد، أنصار المعارضة الذين كانوا يتجمعون للسير في تظاهرة كبيرة تنديداً بقرار تعديل النظام الانتخابي، بحسبما أفاد ناشطون وشهود. ووقعت مواجهات عندما منع عناصر الشرطة المحتجين من التجمع في ثلاثة مواقع مختلفة في العاصمة الكويتية وتم اعتقال عدد من الاشخاص بينهم خصوصا النائب الاسلامي البارز وليد الطبطبائي بحسب ما افاد ناشطون عبر تويتر. وذكر شهود ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الجموع التي كانت بدأت بالتجمع في المواقع الثلاثة. ونقل المنظمون على الفور نقطة التجمع الى منطقة ابراج الكويت وطلبوا من المتظاهرين ابقاء الطابع السلمي للتحرك.

وكانت المعارضة توقعت quot;اكبر مسيرة في تاريخ الكويتquot; وطلبت من المناصرين الحفاظ على سلمية التحرك بعدما حذرت السلطات من اي تظاهرات quot;غير شرعيةquot;. وتم تحديد ثلاث نقاط في العاصمة الكويتية لتجمع المتظاهرين والسير بشكل متزامن الى قصر السيف المجاور، وهو القصر الذي فيه مكاتب الامير وولي العهد ورئيس الوزراء. وقررت النيابة العامة حبس اربعة نواب سابقين من المعارضة اضافة الى اربعة ناشطين على خلفية مواجهات مع شرطة مكافحة الشغب. واثرت التوترات السياسية على بورصة الكويت التي تراجعت بنسبة 3,05% في بداية اليوم الاحد، وهو اكبر تراجع يومي تشهده منذ ثلاث سنوات.

وبين شذ وجذب تتجه بوصلة الحياة السياسية في الكويت نحو ماقد يسمى مخاضاً تصحيحياً بعد تعديل النظام الانتخابي، ورغم الدعوة الى سلمية الاحتجاجات التي تشهدها الكويت، إلا أن ما يجعلها نذير quot;فتنةquot; بدأت ملامحها من خلال تجييش الشارع وفقاً لنقاد ومتابعون كويتيون، وهي ما وصفها أميرها بالهوجاء التي توشك أن تعصف بها وتقضي على وحدتها، خصوصاً في ظل مواد شكلت جدلاً حول quot;تغيير طريقة التصويت واقرار مرسوم يدعو الناخبين إلى انتخاب مجلس جديد للأمة في الاول من كانون الاول المقبلquot;.

ومن أزمة إلى أخرى تموج فيها أطياف المعارضة من جهة والحكومة من جهة أخرى، تتكثف الدعوات الكفيلة بتهدئة الصراع آخرها ما دعا إليه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح خلال الآونة الأخيرة، مستائلاً: كيف السبيل إلى الإصلاح وهذه المشاكل المصطنعة والأزمات المفتعلة لا تبقي للمسؤولين جهدا ولا تذر لهم؟ (...) هناك من يتعمد وضع العصي في الدواليب وعرقلة المسيرة يصر على فرض إرادته ورأيه على الجميع محاولا تكريس قيم ومفاهيم غريبة على مجتمعناquot;.

وكان أمير الكويت أصدر مرسوماً لحماية الوحدة الوطنية، وتنص المادة الأولى منه quot;يحظر القيام أو الدعوة أو الحض بأي وسيلة من وسائل التعيير بإثارة الفتن أو نسب أو التحريض على عمل من أعمال العنف لهذا الغرض أو إذاعة أو نشر أو طبع أو بث أو إعادة بث أو انتاج أو تداول أي محتوى أو مطبوع أو مادة مرئية أو مسموعة أو بث أو إعادة اشاعات كاذبة تتضمن ما من شأنه أن يؤدي إلى ما تقدمquot;.

يأتي ذلك في الوقت الذي دعت فيه quot;الجبهة الوطنيةquot;لتحقيق الدستور quot;الشعب الكويتي إلى مقاطعة الانتخابات ترشيحاً وتصويتاًquot;، كما دعت إلى المقاطعة كتلة العمل الشعبي والكتلة الإسلامية للإصلاح والتنمية وكتلة العدالة وحركات شبابية ونقابية.