في منتصف ديسمبر/ كانون الاول، سيكون لدى الجيش الاميركي حاملة طائرات واحدة فقط متمركزة في منطقة الخليج العربي للمرة الاولى منذ عامين. في الوقت نفسه، قالت البحرية الايرانية انها تستعد لتدريبات لمدة 10 أيام في المنطقة.


إعداد لميس فرحات: ارتفعت أسعار النفط في وقت مبكر هذا العام بعدما هددت ايران بإغلاق ممرات شحن النفط في المنطقة. وفي حال فشلت المحادثات المقررة في ديسمبر/ كانون الاول بين طهران والوكالة الدولية للطاقة النووية، فمن المرجح أن تستغل ايران الفراغ الأمني ​​في المنطقة وتستخدم موقفها الدفاعي لتحقيق مكاسب جيوسياسية.

منذ شهرين تقريباً، أعلنت البحرية الأميركية أنها ستمركز حاملة طائرات واحدة فقط في منطقة الشرق الأوسط بسبب أعمال الترميم اللازمة غير المتوقعة على quot;يو اس اس نيميتزquot;. وقال قائد القوات البحرية إن هذا quot;الشيء الصحيح الذي ينبغي عملهquot;، وهي سابقة من نوعها منذ ديسمبر/ كانون الاول من العام2010.

في الوقت نفسه، أعلنت البحرية الإيرانية عن خطة لإجراء تدريبات لمدة 10 أيام لعرض ما وصفته طهران quot;طريقة الجمهورية الاسلامية في عرض قدراتها وقوة الردعquot;. في يناير/كانون الثاني، كانت أسعار النفط تتحرك بسرعة لتتجاوز 100 دولار للبرميل، ويعود ذلك جزئيا إلى التوترات مع ايران التي هددت باغلاق مضيق هرمز رداً على العقوبات الدولية.

وتصف وزارة الطاقة الاميركية المضيق بـ quot;النقطة الأكثر أهمية في العالم لنقل النفطquot;، ففي العام الماضي، عبر نحو 17 مليون برميل نفط يومياً من المضيق، ما يمثل نحو 35 في المئة من شحنات النفط البحرية في العالم. ويشار إلى أن العراق والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لديها خطوط الأنابيب الخاصة بها والتي يمكنها التعويض عن إغلاق المضيق، على الرغم من تلك الخطوط لديها حدودها.

وقال المراقبون في يناير/ كانون الثاني إن التوترات في المنطقة ستؤدي بالتأكيد إلى زيادة في أسعار النفط. وفي حين أن الكثير من النفط الايراني يتوجه الى الاقتصادات الآسيوية، إلا أن سوق النفط هو سوق عالمي، مما يعني ان قوة الولايات المتحدة الاقتصادية مرتبطة بقدراتها الدفاعية في الشرق الأوسط. ويشير المحللون في وزارة الطاقة الاميركية إلى أن عدم اليقين الاقتصادي في أسواق النفط سيكون له أثر مضاعف على الاقتصاد العالمي.

من المنتظر أن تستأنف المفاوضات بين ايران ومندوبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 13 ديسمبر/كانون الأول. وقال المدير العام للوكالة يوكيا أمانو إن هناك quot;الكثيرquot; من النشاط في مجمع بارشين العسكري بالقرب من طهران. ويقول ديبلوماسيون غربيون انهم يشتبهون في ان ايران اتخذت خطوات لحماية ما يمكن أن يكون quot;نشاطاً نووياً غير مشروعquot; في الموقع. وقالت طهران انها تعارض أسلحة الدمار الشامل، لكن ديبلوماسيين غربيين قالوا انهم يتوقعون اختراقات قليلة خلال محادثات الشهر المقبل.

وأشار موقع quot;أويل برايسquot; لتحليلات وأسعار النفط إلى أن إيران تستطيع الاستفادة من تخفيض وجود البحرية الاميركية لفترة وجيزة في المنطقة لعرض قوتها على التحدي في الخليج العربي في حال لم يكن تقرير الوكالة لنشاطها النووي وفقاً لتطلعاتها بعد محادثات ديسمبر /كانون الاول. وفي ظل تراجع الاقتصاد الإيراني، من البديهي أن أي قرار لإغلاق مضيق هرمز لم يكون في صالح طهران. ومع ذلك، فإن مجرد التهديد بالإغلاق في يناير/ كانون الثاني كان السبب في زيادة أسعار النفط بنسبة 4.25 في يوم واحد.

ومن المقرر أن تبدأ التدريبات البحرية الإيرانية بعد أسبوع من بدء المحادثات مع الوكالة. وفي غياب الحصن الدفاعي الرئيسي للولايات المتحدة في المنطقة، يبدو أن ايران ستكون المسيطرة من دون منازع.