البيت الأبيض

كشفت تقارير صحافية أميركية النقاب عن أن أكثر من ثلث الحملات الدعائية المرتبطة بسباق الانتخابات الرئاسية المقررة في نهاية العام في الولايات المتحدة قد تم تمويله من جانب منظمات غير ربحية، لن يتعين عليها أن تكشف عن الجهات التي تبرّعت لها، ما يشير إلى أن جزءًا كبيراً من انتخابات 2012 ستغلف بعباءة كبرى من السرية.


القاهرة: أشارت صحيفة واشنطن بوست الأميركية إلى أن الجزء الأكبر من الأموال السرية، التي أنفقت لتمويل الإنتخابات الأميركية حتى الآن، قد أتت من جماعات محافظة، تسعى إلى دعم أحد الجمهوريين في السباق إلى البيت الأبيض، نقلاً عن بيانات متعلقة بالحملات الدعائية.

وأضافت الصحيفة أن ملايين الدولارات ضمن خطة إنفاق إضافية من كلا الجانبين قد وُجِّهت إلى السباقات التشريعية، مثل سباق مجلس النواب في ماساتشوستس، الذي قد يساعد في تحديد الحزب الذي سينجح في فرض هيمنته على الكونغرس عام 2013.

ويعتبر تدفق الأموال جزءًا من موجة إنفاق، تقوم بها جماعات خارجية، وخاصة لجان العمل السياسية (PACs) أو الباكس، التي تحظى بقيود محدودة على أنشطتها، والتي سرعان ما أتت لتفرض هيمنتها على سباق الانتخابات الرئاسية عام 2012.

لكن على عكس تلك اللجان، فإن الجماعات غير الربحية ذات الفكر السياسي غير ملزمة بالكشف عن الشركات أو الاتحادات أو الشخصيات الثرية، التي تموّل حملاتها الدعائية، التي يصعب تمييز جزء كبير منها عن الإعلانات السياسية النمطية التي تديرها الحملات.

ونقلت الصحيفة في هذا الإطار عن ريتشارد هاسن، خبير في شؤون قوانين الانتخابات في جامعة كاليفورنيا في إيرفين، قوله: quot;لا أعتقد أننا قد شاهدنا من قبل تلك النوعية من الجماعات، وهي تعمل بصورة حثيثة في الأنشطة المتعلقة بالانتخابات، كما نشاهد الآن. فهذه أموال سرية بشكل مؤكد .. والهدف هو تجنب الكشف عن ذلكquot;.

وقد تبين، وفقاً لتحليل أجرته الصحيفة لبيانات حصلت عليها من شركة Kantar Media-CMAG التي تتبع الإنفاق على الإعلانات، أن منظمات quot;الرفاهية الاجتماعيةquot; غير الربحية وباقي الجماعات المعفاة من الضرائب، ولديها جهات مانحة سرية، قد أنفقوا أكثر من 24 مليون دولار في دورة عام 2012 على الإعلانات السياسية الخاصة بالرئيس أوباما، وبصورة أقل كثيراً، على خصومه الجمهوريين.

وهو ما يشكل حوالى 40% من الأموال، التي تشير تقديرات إلى أنها أنفقت على إعلانات ذات صلة بمرشحي الانتخابات الرئاسية.

ولفتت الصحيفة في السياق نفسه إلى أن جماعة غير ربحية يطلق عليها Crossroads GPS ويدعمها كارل روف، القطب السياسي في الحزب الجمهوري، قد أنفقت أكثر من 10 مليون دولار على إعلانات تستهدف أوباما بشأن العجز الحاصل في الموازنة الفيدرالية وسياسات الطاقة وغيرها من القضايا في دورة عام 2012. كما أظهرت البيانات أن جماعة أخرى هي American Crossroads قد أنفقت 133 ألف دولار على مثل هذه الإعلانات.

أما لجان العمل السياسية فيقال إنها أخذت 18.2 مليون دولار عام 2011، بما في ذلك 7 مليون دولار من الملياردير هارولد سيمونز وشركته؛ وجمَّعت تلك اللجان غير الربحية مبلغاً يقترب من ضعف هذا المبلغ من جهات مانحة، لم يتم الكشف عن هويتها.

من جانبه، قال جوناثان كوليغيو، متحدث باسم جماعة Crossroads GPS إنها لا تختلف عن عشرات الآلاف من الجماعات غير الربحية الأخرى، بدءًا من تلك الجماعات الأيديولوجية، وانتهاءً بالجماعات الخيرية، التي يحق لها عدم الكشف عن الجهات المانحة لها.

وأضاف في السياقعينه: quot;لا يتعين على المنظمات الخاصة أن تقوم بالكشف عن قوائم المتبرعين لها للحكومة. وهؤلاء الذين يرغبون في دعم جماعات Crossroads يكون لهم مطلق الحريةفي تقديم شكل الدعم الذي يريدونه، كما إنهم يقومون باتخاذ قراراتهم وفقاً لأذواقهم وتفضيلاتهم الخاصةquot;.