الكويت: قال تقرير صادر عن مجلس الذهب العالمي اليوم ان الطلب على الذهب ارتفع ليسجل ارقاما quot;فلكيةquot; خلال العام الماضي وبكمية بلغت حوالي 4 آلاف طن بقيمة اجمالية وصلت الى 205 مليارات دولار.واضاف التقرير الذي نشر على موقع المجلس الالكتروني ان الذهب بذلك تجاوزت تداولاته مستوى 200 مليار دولار للمرة الاولى حيث سجل اعلى حجم للطلب منذ عام 1997 مرجحا ان المحرك الاساسي لهذه الزيادة هو القطاع الاستثماري الذي بلغ حجم الطلب فيه حوالي 1640 طن بزيادة قدرها 5 في المئة عن عام 2010 مدفوعا بزيادة في الطلب من قبل الهند والصين واوروبا.
وشهدت الهند والصين ارتفاعا كبيرا في حجم الطلبات على المعدن الاصفر لتمثل ما نسبته 49 في المئة من حجم الطلب العالمي في حين شهدت اوروبا ارتفاعا للعام السابع على التوالي quot;وكانت كل من ألمانيا وسويسرا المحركين الرئيسين للنمو في المنطقة في خضم الازمة المالية التي تشهدها اوروباquot;.


وواصلت البنوك المركزية التوجه الذي تبنته في عام 2010 لشراء الذهب فارتفعت مشترياتها من 77 طنا الى 439 طنا وهو ما يعكس الحاجة الى تنويع الأصول وتقليل الاعتماد على عملة أو اثنتين من العملات الأجنبية وإعادة موازنة الاحتياطيات quot;وهو ما يؤدي في النهاية إلى حماية الثروات القومية لبلدان تلك البنوكquot;.واشار التقرير الى ان الارقام المسجلة في 2011 تؤكد وجود عاملين مهمين يحركان زيادة الاستثمار في الذهب وهي النمو والتفاؤل على الساحة الآسيوية من جانب ورغبة الغرب في حماية الأصول في ظل حالة عدم الاستقرار من جانب آخر.وذكر ان زيادة الطلب في اسيا تحديدا اتى بسبب زيادة الطلب الصيني وهو التوجه الذي استمر منذ عامين تقريبا quot;ومن المرجح أن تصبح الصين للمرة الأولى في عام 2012 أكبر أسواق الذهب في العالم قاطبةquot;. وقال التقرير ان البيانات الاساسية للذهب ماتزال قوية في ظل تنوع قاعدة الطلب عليه quot;وهذا ما يقترن بنشاط محدود من جانب العرضquot;.


واضاف ان جانب العرض شهد رقما قياسيا في 2011 لاسيما في مجال التعدين بتسجيله 2800 طن تقريبا وهي زيادة قدرها 4 في المئة مقارنة ب 2010 بينما انخفض حجم الذهب المعاد تصنيعه بنسبة 3 في المئة quot;واذا نظرنا إلى ارتفاع معدل الأسعار بنسبة 28 في المئة نلاحظ نضوب موارد السوق واحتفاظ العملاء بالذهب املين ارتفاع الأسعار مستقبلاquot;. وعن المشغولات الذهبية لفت التقرير الى ان قيمة الطلب عليه شهد رقما قياسيا في 2011 بقيمة بلغت حوالي 99 مليار دولار نتيجة الاعتقاد السائد في كل من الصين والهند بقيمة المشغولات الذهبية كعنصر ثمين في حد ذاتها اضافة الى قيمتها المعنوية وهو ما يفسر زيادة الطلب العالمي على المشغولات رغم ارتفاع الاسعار وتقلب العملات وتراجع قيمة الدولار. وافاد بان العوامل الرئيسية المؤثرة في استثمارات الذهب هي الزيادة الهائلة في الطلب من قبل صناديق الاستثمار المتداولة في البورصات والتي سجلت 86 طنا في الربع الاخير من 2011 مقارنة ب 22 طنا فقط في نفس الفترة من 2010.واكد استمرار السبائك والعملات الذهبية في تحقيق أداء قوي ليمثل عاملا اخر من زيادة الطلب الاستثماري حيث ارتفع ببنسبة 24 في المئة ليسجل حوالي 1480 طنا في 2011. وتشير التوقعات الى استمرار المستثمرين حول العالم في الحفاظ على ممتلكاتهم من الذهب في ظل عدم وجود اي مؤشرات ايجابية قريبة تنتشل الاقتصاد العالمي من كبوته التي يعاني منها منذ اندلاع الازمة المالية العالمية في 2008.