خبراء يتوقعون إنخفاض عائدات السياحة في المغرب خلال العام 2012

يتوقع خبراء إقتصاديون أن تواجه السياحة في المغرب عاماً صعباً خلال الـ2012، مؤكدين أن الأزمة الأوروبية ضربت الأسواق في المغرب إلى جانب الإنتخابات الفرنسية التي ستقلل من نسبة السيّاح الفرنسيين الوافدينإلى المغرب.


الرباط: تنتظر السياحة في المغرب سنة صعبة، بعد أن ضربت الأزمة المالية الأسواق التقليدية للمملكة في أوروبا، وليس هذا هو السبب الوحيد، الذي سيكون وراء تأثر السياحة المغربية، إذ إن الانتخابات الفرنسية، سيكون لها نصيب، إذ أنها ستحول دون زيارة نسبة مهمة من السيّاح الفرنسيين إلى المغرب، علماً أنهم يأتون في مقدمة الوافدين إلى المملكة.

وقال سعيد الطاهري، مدير عام الفيدرالية الوطنية للسياحة في المغرب، إن المغرب تنتظره سنة صعبة، مشيراً إلى أنه، في بداية السنة الجارية، بلغت نسبة النمو2 في المئة في القطاع السياحي،مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية حيث بلغتنسبة النمو 17 في المئة.

وأوضح سعيد الطاهري، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن ما يزيد الأمر تعقيداً هو أن quot;2012 سنة انتخابية في فرنسا، التي تعدّ من الأسواق التقليدية بالنسبة إلى المملكةquot;، مبرزاً أن quot;أهم سوق للمغرب سيسجل فيها تراجع، ما سينعكس سلباً على القطاعquot;.

وذكر مدير عام الفيدرالية الوطنية للسياحة في المغرب أن quot;الأزمة المالية في أوروبا ألقت بظلالها على السياحة في المملكةquot;، موضحاً أن quot;التوقعات لن تكون إيجابية كما كنا ننتظرquot;.

من جهته، قال أديب عبد السلام، محلل اقتصادي، إن السياحة في المملكة تراجعت بشكل ملحوظ، في السنوات الثلاث الأخيرة، مضيفاً أن مجموعة كبيرة من الفنادق اعتمدت تخفيضات مهمة من أجل جذب الزبائن.

وأوضح أديب عبد السلام، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، أن هناك اتجاهاً نحو تنمية السياحة الداخلية، التي تبقى الملاذ الوحيد حالياً بالنسبة إلى المهنيين في القطاع.

وذكر المحلل الاقتصادي أن وتيرة النشاط السياحي في المغرب موجودة ومستمرة، لكنها تقلصت، مشيراً إلى quot;ضرورة البحث عن أسواق جديدة لتجاوز هذه الوضعيةquot;.

وكانت لـ لحسن حداد، وزير السياحة، كلمة، خلال ندوة صحافية نظمت أخيراً في الدار البيضاء حول حصيلة النشاط السياحي سنة 2011، وآفاق 2012،قال فيها:quot;إن قطاع السياحة في المغرب تمكن من تحقيق quot;نتائج مرضيةquot; في السنة الماضية، رغم الصعوبات الاقتصادية التي شهدها العديد من الأسواق الأوروبية٬quot; مبرزاً الأهمية القصوى التي يكتسبها القطاع في المغرب، وتتمثل في أنه يمثل 9 في المئة من الناتج الداخلي الخام، ويشغل حالياً 500 ألف شخص.

وارتفع دخل المغرب من السياحة، في السنة الماضية، بنسبة 4.3 في المئة، أي ما يعادل 58.8 مليار درهم (سبعة مليارات دولار).

ويساهم القطاع بنسبة عشرة في المئة في اقتصاد البلاد، ويعمل على توفير ما يقارب الـ450 ألف منصب شغل.

يشار إلى أن 80 في المئة من السيّاح، الذين وفدوا إلى المغرب (9.3 ملايين سائح سنة 2011)، ينتمون إلى ست دول أوروبية، هي فرنسا، التي تحتل على الدوام المرتبة الأولى، ثم تليها إسبانبا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا، وإيطاليا، في حين تأتي النسبة الباقية من البلدان العربية، والولايات المتحدة، وأوروبا الشرقية.