بروكسل: توالت اليوم الاثنين (7 مايو / أيار 2012) ردود الفعل المرحبة بفوز الاشتراكي فرنسوا هولاند بالانتخابات الرئاسية الفرنسية، وتلقى الرئيس المنتخب المزيد من برقيات التهنئة من قادة العالم الذين تركزت انظار الكثيرين من بينهم، ولا سيما الاوروبيون، على مستقبل النمو الاقتصادي في اوروبا في عهد الرئيس الجديد.

وصرح هولاند بعد فوزه في تول بوسط فرنسا quot;مهمتي من الان فصاعدا اعطاء الهيكلية الاوروبية بعدا من النمو والازدهار والمستقبلquot;،مضيفا quot;هذا ما ساقوله باسرع ما يمكن لشركائنا الاوروبيين وفي مقدمتهم المانياquot;.

ويبدو ان نداءه لقي اصداء سريعة، فقد صرح وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي quot;سنعمل معا على ميثاق للنمو من اجل اوروباquot;، مشيدا بالانتخاب quot;التاريخيquot; للاشتراكي هولاند.

وشدد الوزير الالماني على انه quot;علينا الان تكريس ميثاق للنمو من اجل ايجاد المزيد من التنافسيةquot;، معربا عن ثقته في ان الصداقة بين فرنسا والمانيا quot;ستتعزز بشكل اكبرquot;.

وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل رفضت لقاء هولاند خلال الحملة الانتخابية وذلك بسبب معارضته لمعاهدة الانضباط المالي التي تم التفاوض عليها في مطلع العام بدفع من المانيا.

لكن ميركل اتصلت هاتفيا مساء الاحد بهولاند لتهنئته ودعته لزيارة برلين، بحسب ما بيان لمكتبها اكد انهما quot;اتفقا على اهمية العلاقات الوثيقة بين فرنسا والمانيا واكدا تطلعهما الى تعاون جيد تسوده الثقةquot;.

والاثنين سارعت المانيا الى طرح شروطها على الرئيس الفرنسي المنتخب مستبعدة اي تفاوض حول اتفاقية الموازنة الاوروبية واي مبادرة quot;للنمو بالعجزquot;.

واكد متحدث باسم ميركل انه quot;ليس ممكنا اعادة التفاوض على اتفاقية الموازنةquot; التي سبق ان quot;وقعت عليها 25 من اصل الدول ال 27 الاعضاء في الاتحاد الاوروبيquot; وترمي الى تعزيز الانضباط في ادارة المالية العامة.

واتى تصريح المتحدث الالماني ردا على سؤال حول تاكيد هولاند انه يريد اضافة شق حول النمو الى الاتفاقية.

واعتبرت الصحف الالمانية الصادرة الاثنين ان فوز هولاند يشكل هزيمة لميركل التي دعمت ساركوزي حتى النهاية.

وكتبت صحيفة quot;فايننشال تايمز دويتشلاندquot; الاقتصادية quot;انه منعطف خصوصا لميركل فقد اصبح هولاند الذي ارادت تفادي اللقاء به باي ثمن رئيسا بدلا من ساركوزيquot;.

واعتبرت صحيفة quot;دي فيلتquot; ان quot;الالمان يجدون انفسهم لوحدهم مع معاهدة الانضباط الماليquot;.

من جهته، اعرب رئيس الحكومة الايطالية ماريو مونتي عن رغبته في quot;التعاون الوثيق مع فرنسا لا سيما في اطار اوروبيquot;، وذلك في رسالة تهنئة وجهها عبر الهاتف مساء الاتحد الى هولاند.

واضاف مونتي ان quot;هدف هذا التعاون يجب ان يكون اتحادا اكثر فاعلية وتركيزا على النموquot;.

من ناحيته، رحب رئيس الوزراء الاسباني المحفاظ ماريانو راخوي بفوز هولاند واعرب عن قناعته بان مدريد وباريس ستربط بينهما quot;علاقة مثمرةquot; على الصعيدين الثنائي والاوروبي. ومن المقرر ان يجري اتصال هاتفي الاثنين بين هولاند وراخوي، بحسب بيان للحكومة الاسبانية.

اما رئيس الوزراء الاشتراكي البلجيكي ايليو دي روبو، فكان من اوائل الذين اعلنوا بعيد الساعة 20,00 عن quot;سروره للعمل مع هولاند وغيره من رؤساء الدول والحكومات الاوروبية من اجل تنفيذ مشروع للتنمية ولانشاء الوظائفquot;.

واعلنت نظيرته الدنماركية هيل ثورنينغ-شميت من جهتها، ان بلادها التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي تعتزم التعاون بشكل quot;مفيد ووثيقquot; مع هولاند.

وكان وزير خارجيتها فيلي سوفندال شدد على التعاون مع فرنسا quot;للدفع نحو النمو وايجاد فرص عمل جديدة في اوروباquot;.

واعتبر وزير خارجية لوكسمبورغ جان اسيلبورن ان quot;هولاند على حد في التكلم عن الانضباط المالي وفي الدفاع عن النمو والرخاء الاجتماعيquot;.

من جهته، صرح رئيس حكومة لوكسمبورغ جان-كلود يونكر في مقابلة مع صحيفة quot;فورتquot; المحلية quot;يسرني العمل معه. وفي ما يتعلق بسياسة الاتحاد الاوروبي، فلا بد من الاقرار بان اراؤنا ليست مختلفة الى هذا الحدquot;.

وتعتبر اعادة اطلاق النمو النقطة الاساسية التي ركز عليها رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في رسالة تهنئته لهولاند.

وقال باروزو quot;من الواضح ان لدينا هدف مشترك هو اعادة اطلاق الاقتصاد الاوروبي لاحداث نمو قابل للاستمرار يستند الى قواعد سليمة ويؤمن وظائف جديدةquot;.

اما رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون فقد اكتفى بالاتصال بهولاند لتهنئته وللاعراب عن امله في اقامة quot;علاقة وثيقةquot;، دون ان ياتي على ذكر النمو.

ويختلف الرجلان حول طريقة التعامل مع ازمة الديون. وفي اول خطاب له بعد انتخابه مساء الاحد، قال هولاند ان quot;التقشف لا يمكن ان يكون قدراquot;.

وعلى عكس ذلك، ينتهج كاميرون سياسة تقشف قاسية منذ وصوله الى السلطة في ايار/مايو 2010.

وخارج اوروبا، توالت ايضا ردود الفعل المرحبة، فقد هنأ الرئيس الاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي الاحد الرئيس الفرنسي المنتخب ودعاه لزيارة البيت الابيض لعقد اجتماع ثنائي قبل قمتي مجموعة الثماني وحلف شمال الاطلسي اللتين تستضيفهما الولايات المتحدة في غضون اسبوعين، كما اعلن البيت الابيض.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان quot;الرئيس اوباما اتصل بالرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند لتهنئته بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الفرنسية اليوم (الاحد)quot;.
وفي موسكو هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين هولاند، مبديا استعداده للعمل معه.

وكتب بوتين في برقية وجهها الى هولاند ونشرتها وكالة ايتار تاس ان quot;المواطنين الفرنسيين وضعوا ثقتهم بك لقيادة البلاد في فترة صعبة ومهمة جداquot;، مؤكدا استعداده quot;للعمل بنشاطquot; مع الرئيس الفرنسي المنتخب.

وفي بكين اعربت الحكومة الصينية عن quot;استعدادها للعملquot; مع فرنسا في عهد هولاند.

وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لاي للصحافيين ان quot;الصين مستعدة للعمل مع الجانب الفرنسي ولمعالجة القضايا الثنائية بافق استراتيجي وعلى المدى البعيدquot;.

واضاف ان quot;مواصلة النمو السليم والمنتظم للعلاقات بين الصين وفرنسا لا يخدم مصلحة البلدين والشعبين فحسب، بل ايضا السلام العالمي والاستقرار والتنميةquot;.

وكان هولاند اعلن مؤخرا ان الصين التي لم يقصدها من قبل تتصدر قائمة الدول التي سيقوم بزيارتها في حال انتخابه رئيسا.

من جهتها، اعلنت اليابان انها ستتابع quot;عن كثبquot; ردود فعل الاتحاد الاوروبي ازاء سياسة هولاند الاقتصادية، بحسب المتحدث باسم الحكومة اوسامو فوجيمورا الاثنين.

كما هنأت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف quot;بحرارةquot; الاحد هولاند واشادت باقتراحاته لمعالجة الازمة الاوروبية.

وهنأ رئيس فنزويلا هوغو تشافيز الاحد هولاند على quot;فوزه الواضحquot;، بحسب بيان لوزارة الخارجية.

اما رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر فقد اتصل الاحد بهولاند وهنأه على فوزه واتفق واياه على عقد لقاء ثنائي قريب، بحسب ما اعلن احد المتحدثين باسمه في اوتاوا.

وقال المتحدث كارل فاليه ان هاربر quot;شدد على القيم المشتركة وعلى العلاقات التاريخية العميقة والثقافية واللغوية التي تجمع كندا وفرنساquot;.

كما هنأ رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما الاحد هولاند معتبرا فوزه فرصة لترسيخ العلاقات بين البلدين.

وفي اسرائيل، هنأ رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاثنين هولاند، معربا عن امله باستمرار العلاقات الجيدة بين البلدين.

وقال نتانياهو قبل بدء اجتماع الحكومة quot;اود ان اتقدم بالتهنئة لفرنسوا هولاند لانتخابه رئيسا لفرنسا(...) العلاقات بين اسرائيل وفرنسا لطالما كانت جيدة وستبقى كذلكquot;، مضيفا quot;انني اتطلع قدما للقاء معه لمواصلة هذه العلاقة المهمة ثنائيا ودولياquot;.

وكانت رئيسة حزب العمل الاسرائيلي المعارض شيلي ياشيموفيتش هنأت هولاند مساء الاحد هولاند.

وفي كابول اعلنت وزارة الدفاع الافغانية الاثنين ان القوات الافغانية قادرة على تحمل مسؤولية الامن في العام 2013، مقللة من شان المخاطر في حال قرر الرئيس الفرنسي المنتخب فرنسوا هولاند سحب قواته البالغ عديدها 3400 عنصر قبل الموعد المحدد.

وفرنسا هي الدولة الخامسة من حيث عدد عناصرها في قوات الحلف الاطلسي بزعامة الولايات المتحدة المنتشرة لمحاربة متمردي طالبان في افغانستان.

وكان هولاند تعهد خلال حملته الانتخابية بسحب القوات الفرنسية من افغانستان خلال هذا العام وذلك قبل عامين على الموعد المقرر من قبل الحلف الاطلسي لتسليم مسؤولية الامن الى الافغان بحلول 2014.

من جهتها اعربت ايران الاثنين عن املها ان يكون انتخاب هولاند مؤشرا لبدء quot;عهد جديدquot; من العلاقات مع فرنسا التي تدهورت بشكل كبير بسبب موقف فرنسا من البرنامج النووي الايراني منذ العام 2007.

وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمانبرست لوكالة الانباء الرسمية quot;نامل ببدء عهد جديد يستند الى الامكانات القائمة بين البلدينquot;، مؤكدا ان quot;هزيمة ساركوزي عقاب على فشل سياساته الخاطئةquot;، ومن بينها quot;تماشيه مع السياسة الاميركية التي تحد من تاثير فرنسا على الساحة الدوليةquot; وquot;عدائيته ازاء الجمهورية الاسلامية في ايرانquot;.


واضاف المتحدث الايراني quot;نامل ان يحاول هولاند تصحيح هذه الاخطاء من خلال سياستهquot;.

من جهة اخرى، توقع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان ان يطرأ تغيير في العلاقات بين تركيا وفرنسا بعد انتخاب هولاند رئيسا.

وصرح اردوغان امام صحافيين مساء الاحد في انقرة قبل ان يتوجه في زيارة الى سلوفينيا quot;نامل ان تكون الحقبة المقبلة في فرنسا مختلفة تماما عما سبق على صعيد العلاقات بين تركيا وفرنساquot;، معربا عن امله في الا quot;تنعكس الرسائل الشعبوية التي اطلقت خلال الحملة الانتخابية في السياسة لان ذلك سينعكس سلبا على العلاقات بين البلدينquot;.

عربيا، هنأ العاهل المغربي الملك محمد السادس الرئيس المنتخب مساء الاحد، متمنيا له quot;كامل التوفيق في مهامه السامية والنبيلة في خدمة مصالح الشعب الفرنسي الصديقquot;.

وفي تونس، اعرب الرئيس الانتقالي المنصف المرزوقي عن امله في ان يكون انتخاب هولاند quot;فرصة جديدة لاستعادة مسار الشراكة البعيدة المدىquot; بين البلدين.

من جهته، اكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة استعداد بلاده للعمل مع هولاند من اجل تعزيز التعاون بين البلدين.

بدورهم قدم قادة الدول الخليجية التهاني لهولاند.

وفي ابو ظبي، بعث رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة معبرا عن quot;تمنياته بالتوفيق وللعلاقات بين البلدين المزيد من التقدم والازدهار في مختلف المجالاتquot;، بحسب وكالة الانباء الرسمية.

بدوره قدم امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني التهنئة لهولاند، وفقا لوكالة الانباء الرسمية.

وفي البحرين، بعث الملك حمد بن عيسى آل خليفة ببرقية لهولاند يتمنى فيها quot;التوفيق والسداد في مهامه لتحقيق تطلعات الشعب الفرنسيquot;، بحسب وكالة الانباء الرسمية التي نقلت عنه اشادته بquot;عمق ومتانة العلاقات بين البلدينquot;.

من جهتها، ذكرت وكالة الانباء السعودية ان مجلس الوزراء برئاسة الملك عبد الله بن عبد العزيز هنأ هولاند بمناسبة فوزه في الانتخابات.

كما هنأ امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الرئيس الفرنسي الجديد، بحسب وكالة الانباء.

بدوره، بعث سلطان عمان قابوس بن سعيد رسالة يعبر فيها عن quot;خالص تهانيهquot; معربا عن quot;تمنياته بالتوفيق وللشعب الفرنسي مزيدا من التقدم والازدهارquot;، وفقا للوكالة العمانية.

وذكرت وكالة سبأ اليمنية ان الرئيس عبد ربه منصور هادي قدم تهانيه بهذه المناسبة.

اما دمشق فرحبت على لسان صحيفة مقربة من الحكومة بهزيمة ساركوزي ووزير خارجيته الان جوبية اللذين كانا من الداعمين للحركة الاحتجاجية في سوريا.

وعنونت صحيفة الوطن الخاصة والمقربة من السلطات quot;الثنائي ساركوزي-جوبيه إلى مزبلة التاريخ ... الاشتراكي فرنسوا هولاند رئيسا للجمهورية الفرنسيةquot;.

وكتبت quot;سيرث فرنسوا هولاند جمهورية فرنسية شبه منهارة اقتصاديا مع ارتفاع قياسي في ارقام العاطلين عن العمل، وتابعة سياسيا للولايات المتحدة الأميركية وتعاني من مشكلات مع شركائها داخل الاتحاد الأوروبيquot;.