هبطت أسهم فايسبوك بنسبة إضافية بلغت 9.6 في المئة يوم الثلاثاء، فيما كانت رهانات المستثمرين على آفاق السهم سلبية إجمالاً.


إعداد عبد الإله مجيد: يعني تراجع سهم شركة التواصل الاجتماعي إلى 28.84 دولار هبوطه بنسبة 24 في المئة عن سعره البالغ 38 دولارًا يوم الاكتتاب العام الأولي. وقالت شركة ديلوجيغ المختصة بمتابعة الأسهم إن بداية فايسبوك في السوق كانت من أسوأ البدايات على مستوى الشركات الكبيرة.

وتبلغ قيمة فايسبوك الآن 79 مليار دولار بالمقارنة مع 104 مليار دولار يوم إصدار الاكتتاب. وشهد رئيس الشركة التنفيذي ومؤسسها مارك زوكربيرغ هبوط حصته من هذه القيمة إلى نحو 14.5 مليار دولار من 19.1 مليار دولار.

وتضافر على هبوط سهم فايسبوك حدوث مشاكل تقنية أخَّرت تداوله في يوم التعويم، مع تساؤلات عمّا إذا كان حجم الاكتتاب وسعر السهم غمرا حجم الطلب. وشهدت فايسبوك حدوث انخفاض كبير في ثلاثة من الأيام الستة للتعامل الكامل بسهمها.

وتفاقمت المخاوف المستمرة إزاء أسهم الشركة بافتتاح سوق الخيارات، التي تتيح للمستثمرين أن يراهنوا على مستقبل السهم، وتعريض مال أقل للمخاطرة. وبدأت خيارات فايسبوك التعامل بموجة من النشاط، راهن فيها المستثمرون على استمرار سهم الشركة في الهبوط. وكان هذا على نقيض حاد مع أجواء الترقب والإثارة، التي سبقت يوم إصدار الاكتتاب، عندما تسابق كثير من المستثمرين للحصول على نصيب من الشركة.

نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن كيث بلس نائب رئس شركة كاتون آند كو، والمتعامل على أرض البورصة، إنه لم ير انقلابًا في المشاعر والموقف بهذه الحدة منذ 15 عامًا، وبالتأكيد ليس في اكتتاب عام أولي. وامتنعت شركة فايسبوك عن التعليق على هبوط سهمها.

وحدث تراجع سهم فايسبوك يوم الثلاثاء، رغم ارتفاع السوق بصفة عامة. إذ ارتفع متوسط داو جونز الصناعي، الذي يشمل أسهم 30 شركة كبرى، بنسبة 1 في المئة، ومؤشر ناسداك المركب بنسبة 1.2 في المئة، وتصدرت هذا الزيادة أسهم الشركات التكنولوجية.

يعتبر الخيار عقدًا يسمح للمستثمر أن يراهن على اتجاه سهم ما، وكما هو معهود من الاكتتابات العامة الأولية، فإن تداول الخيارات بالنسبة إلى شركة فايسبوك بدأ بعد أسبوع على اليوم الأول من دخولها سوق السهم.

وكان التعامل بخيارات فايسبوك يوم الثلاثاء مكثفًا من جانب المستثمرين الكبار والصغار على السواء. وتبين الأرقام أن حجم التداول بلغ نحو 365 ألف عقد، وهو رقم قياسي لأي خيار في يومه الأول. ومن بين الخيارات الأخرى كانت خيارات إبل وحدها الأنشط يوم الثلاثاء.

وراهنت أكبر التعاملات بالخيارات على استمرار سهم فايسبوك في الهبوط. وراهنت هذه العقود على هبوط سهم فايسبوك إلى 25 دولارًا بحلول منتصف تموز/يوليو. ويمنح هذا النوع من العقود المشتري حق بيع السهم لاحقًا بسعر محدَّد. وتعمل هذه الرهانات الخاصة على تعظيم الربح إذا جرى تداول السهم بسعر 25 دولارًا.

ويعتبر 25 دولارًا سعرا أقل بكثير من تقويم المحللين للسهم. ويقول العديد من المحللين، الذين يغطون شركة فايسبوك، إن سهمها يساوي أكثر من سعره الحالي، وإن شركات استثمار تقدر سعر سهم فايسبوك ما بين 40 و48 دولارًا.

وفي حين أن الرهانات على هبوط السهم شكلت القدر الأكبر من نشاط الخيارات، فإن بعض المتعاملين كانوا أكثر تفاؤلاً، وراهنوا على ارتفاع سهم فايسبوك إلى 65 دولارًا بحلول كانون الثاني/يناير 2014.

ولا يعني هبوط سعر السهم بالضرورة تضرر الشركة ماليًا. فإن فايسبوك ما زالت تملك واحدًا من أكبر الاكتتابات الأميركية، حيث تمكنت من جمع 16 مليار دولار. لكن مدراء الشركات ورؤساءها عمومًا يولون اهتمامًا كبيرًا بأسهم الشركة، أي شركة، كمعيار في الزمن الحقيقي لأدائها. كما يمكن أن تكون للأسهم أهميتها في تشغيل الموظفين وإبقائهم، ويمكن أن تقوم بدور العملة في عمليات الاستحواذ والاستملاك.

وكان من يُسمّون المتعاملين على أساس زخم الأسهم يتابعون أداء سهم فايسبوك بعد افتتاح سوق الخيارات باهتمام خاص، كما قال بلس رئيس شركة كاتون آند كو. وعندما انطلقت التعاملات في نصف الساعة الأولى برهانات على هبوط سهم فايسبوك، بدأ المتعاملون على أساس الزخم تحركهم في محاولة لاستثمار التغيرات في اتجاه سعر السهم الذي يرصدونه.

وقال بلس إن هؤلاء المتعاملين يقررون بأي اتجاه سيتحرك السهم، ثم يتعاملون معه بالبيع القصير أو الطويل، وبذلك تحقق توقعاتهم نفسها بنفسها.

وحتى قبل يوم الثلاثاء، تمكن المتعاملون من أن يتداولوا سهم فايسبوك بالبيع القصير للتعبير عن الرهان على هبوطه في المستقبل، ببيع أسهم مستعارة من حيث الأساس، على أمل التمكن من شرائها لاحقًا بسعر أقل. وبحلول الساعة الثانية و16 دقيقة بعد ظهر يوم الثلاثاء، هبطت أسهم فايسبوك بنسبة 10 في المئة، لتطلق ما يُسمّى مفتاح كسر الدائرة، الذي حدَّ من البيع القصير لما تبقى من الجلسة وحتى غلق التعاملات يوم الأربعاء.