تظاهرت مجموعات من الرجال والنساء قرب مبنى البرلماني الايراني يوم الأحد احتجاجا على quot;الظلمquot;، كما رددوا في هتافاتهم.وقال الرجال الذين كان معظمهم عمال اتصالات من المحافظات إن رواتبهم لم تُدفع، وان ضمانات العمل خُفضت الى عقود عمل يومي.وقالت النساء اللواتي كان العديد منهن ملفعات بعباءات سوداء انهن يتظاهرن منذ خمسة ايام للاحتجاج على تسريحهن من العمل في دور الحضانة بعد التخفيضات التي أُجريت في عدد الصفوف لأسباب مالية.


إعداد عبدالإله مجيد:شكت إحدى المعلمات اللواتي كان بعضهنّ يبتن الليل في ضريح آية الله روح الله الخميني،quot;ان وزارة التربية تقول انه لم تعد هناك حاجة اليناquot;. وفي غمرة ارتفاع متواصل في الاسعار وحرارة صيف قائظ وتوترات دولية متزايدة تلوح بوادر quot;رمضان الغضبquot; في الجمهورية الاسلامية.

ورغم ان الاحتجاجات طيارة ومحدودة، لا تُقارن بالتظاهرات الجماهيرية التي اعقبت الانتخابات الرئاسية المطعون في شرعيتها عام 2009 فانها جديرة بالملاحظة في بلد تسعى حكومته الى تصوير الوضع على انه يتسم برضى المواطنين وتحدي العالم الخارجي.

وأصبح ارتفاع الأسعاربوتائر متسارعة، لأسباب منها العقوبات الدولية المرتبطة ببرنامج ايران النووي، عبئا كبيرا استنزف صبر الايرانيين الذين يواجهون ترديا في نوعية حياتهم.وتُسمع عبارات التذمر في مواقف الحافلات والمقاهي.وقال بائع فواكه في شمال العاصمة طهران ان اسعار التين والتمور التي يفطر عليها الايرانيون تقليديًا في رمضان ارتفعت بنسبة لا تقل عن 20 في المئة خلال ايام قليلة.

قد لا تكون هناك قضية مثيرة للجدل والخلاف مثل سعر الدجاج ، الذي ظل لفترة طويلة مادة أساسية رخيصة نسبيا في شهر رمضان.ولكن اسعار الدجاج تضاعفت اكثر من مرتين خلال الشهرين الماضيين مؤدية الى سخط أوساط واسعة.
وأخيرًا، نزل سكان مدينة نيشابور في شمال شرق ايران الى الشوارع في احتجاج غير معهود على ارتفاع سعر الدجاج، كما أفادت وكالة انباء quot;ايسناquot; الطلابية الايرانية شبه الرسمية.

يظهر في اشرطة فيديو صوّرها مواطنون رجال يواجهون ضابط شرطة يحاول طمأنتهم الى ان أحدا ما quot;سيأتي ويشرحquot; الوضع في مسجد قريب.ولكن المحتجين الذين لم يفلح الضابط في تهدئتهم اخذوا يرددون هتافا واضحا في عدائه للحكومة هو quot;الموت لسارق الثروة العامةquot;.ولاحظ مراقبون ان الهتاف يعبّر عن موقف شعبي بأن المال العام يذهب الى جيوب البيروقراطيين والسياسيين، وليس لمصلحة الشعب الايراني.

ويبدو أن الحكومة تعمل جاهدة على تطويق الغضب الشعبي بسبب الغلاء وصدرت توجيهات الى وسائل الاعلام بالتقليل من تغطية الشكاوى التي تتركز على الأسعار.

ويبث التلفزيون الرسمي برنامجًا على الهواء بعنوان quot;تحيا الحياةquot; هدفه تشجيع الايرانيين على الحد من الاستهلاك وزيادة الاكتفاء الذاتي.وتُقدَّم للمشاهدين تعليمات تبين كيف يخيطون ملابسهم بأنفسهم ويبنون قن الدجاج بأيديهم. كما سارعت السلطات الى زيادة استيراد الدجاج واللحوم المجمّدة من الخارج. ويكلف الدجاج المستورد من تركيا والبرازيل مثلا نحو نصف سعر الدجاج المحلي.

واطلقت ضجة الدجاج موجة من الرسائل النصية التهكمية مثل quot;من اليوم فصاعدا أُعيد تعريف خط الفقر ليكون تحت خط الدجاج وفوق خط الدجاجquot;، كما افادت صحيفة لوس انجيليس في تقرير من طهران. وكان آية الله متشدد وبخ الشاكين من سعر الدجاج، مذكرا العباد بأن ايران تواجه قوى غربية عازمة على خوض حرب اقتصادية ضد الجمهورية الايرانية.

ودعا آية الله احمد علم الهدى في خطبة الجمعة الماضية في مدينة مشهد الايرانيين الى تغيير نظامهم الغذائي والبحث عن مصادر بروتين أخرى إذا كانت هناك ازمة دجاج.وقال quot;لا تتوقعوا الاستمرار في نمط الحياة الذي تعيشونه الآنquot;.

لكن الحياة ليست كلها ازمات معيشية ومعاناة مع قيظ الصيف في رمضان هذا العام.فهناك لحظات من الفرح والمسرّات الصغيرة.وعلى سبيل المثال ان شرطة الآداب المسؤولة عن مراقبة الالتزام بقواعد الزي الاسلامي، كما تفهمها السلطات الايرانية، اختفت على نحو ملحوظ في الساحات العامة الرئيسة والمراكز التجارية الكبيرة.

يبدو من رد فعل الايرانيين ان شرطة الآداب اختفت غير مأسوف عليها، وإن كان المراقبون يرجحون انها ظاهرة عابرة.وبعد الغروب ايذانا بانتهاء يوم الصيام وانخفاض درجات الحرارة، يجلس كثير من الايرانيين امام شاشة التلفزيون يتابعون مسلسلات رمضان التي تتناول جملة قضايا من العقم الى الأسرار بين الأصدقاء.

في المساء تتعالى في الشوارع هتافات التشجيع والضحكات بين الشباب المشاركين في كأس رمضان بكرة القدم الذي تُقام مسابقاته في ساحات وملاعب مختلفة.ولدى هؤلاء الشباب حماسة مُعْدِية.وكادت بطولة هذا العام تُلغى.إذا جادل متزمتون بأن رمضان شهر للتعبد وليس للعب.وبعد مفاوضات صعبة سمحت المراجع الدينية بالمباريات.

وهربا من حرارة الصيف يغادر كثير من الايرانيين تقليديا الى اقليم مازندران على بحر قزوين، وهي منطقة معروفة بشواطئها الرملية واحراشها.ولكن عندما حاول رجل متوسط العمر ووالده دخول ماء البحر البارد أشار رجال الشرطة في دوريات تراقب الشواطئ على دراجات نارية اليهما بأن يبقيا على الشاطئ،ونصحوهما بأن السباحة ممنوعة في توجيه على ما يبدو يحظر النزول الى ماء البحر في شهر رمضان.