ثمن الحصول على موطئ قدم في كردستان في ارتفاع

تفضّل شركات النفط الغربية توقيع عقود استثمار الحقول النفطية مع كردستان، فهي أكثر سخاءً من تلك المبرمة مع بغداد، كما أن تشغيل خط الأنابيب المستقل سيزيد الصادرات النفطية من الإقليم.


أبرمت حكومة إقليم كردستان العراق في الأسابيع الماضية عقوداً مع شركات نفط عالمية، تخوّلها اكتساب ميزات نفطية واسعة في المنطقة الخاضعة للحكم الذاتي. أثار هذا الأمر غضب السلطات الاتحادية العراقية، التي عارضت هذه الاتفاقيات معارضةً شديدة.

ولم يفلح سعي إقليم كردستان إلى تهدئة هذا الغضب، على الرغم من استئنافه تصدير النفط عبر شبكة أنابيب تشرف عليها الحكومة الاتحادية في البلاد.

أشاع ذلك جواً من التوتر، رفع من وتيرة المخاوف في نفوس المستثمرين، على صعيد المخاطر السياسية والتشغيلية في المنطقة. غير أن صحيفة quot;فايننشال تايمزquot; رأت أن الشحنات النفطية الأخيرة التي نفذتها شركات quot;توتالquot; الفرنسية وquot;شيفرونquot; الأميركية وquot;غازبرومquot; الروسية ساهمت في تخفيف حدة هذه المخاوف.

ويلفت ريتشارد غريفيث، المحلل في شركة quot;أرويلquot; المالية، إلى أنّ شروط عقد تقاسم الإنتاج المتاحة في كردستان quot;أكثر سخاء بالنسبة إلى الشركات الغربية مقارنة بالعقود المبرمة مع الحكومة الاتحاديةquot;. وهذا ما حدا بالشركات النفطية إلى تقديم العروض المغرية لحكومة إقليم كردستان.

ونقلت الصحيفة عن ستيوارت جوينر، المحلل في quot;إنفستيكquot;، قوله إن عائدات هذه الشركات، التي أقبلت على بيع أصولها في الآونة الأخيرة لشركات النفط في كردستان، كانت متواضعة للغاية. لكن من المرجح أن يكون حجم العروض التي حصل عليها المستثمرون أضعاف استثماراتهم.

في الأسابيع الأخيرة، حققت أسعار أسهم الشركات التي تعمل في كردستان العراقية بعض الارتفاع المحدود. فقد ارتفع سهم شركة quot;وسترن زاغروسquot; من 1.12 إلى 1.35 دولار عقب الصفقة التي أبرمتها شركة quot;غاز برومquot; في أحد الحقول التي تستثمرها في كردستان.

وقال بريان أوكاثيان، الرئيس التنفيذي لشركة quot;بتروسيلتيكquot; الدولية: quot;على الرغم من تداول الأسهم بسعر منخفض جدًا، إلا أن ثمن الحصول على موطئ قدم في كردستان العراقية آخذٌ في الارتفاعquot;.

ويضيف متحدثًا عن ارتفاع نسبة المخاطر في المنطقة، quot;فليس ثمة ما يؤكّد بما يقطع الشك على إمكانية تصدير النفطquot;. وتجدر الإشارة إلى أن حصة quot;بتروسيلتيكquot; في الحقول التي تديرها ارتفعت 16 بالمئة.

اليوم، تراهن شركات استكشاف واستخراج النفط الغربية على الانتهاء من مد خط الأنابيب المستقل، القادر على تزويد تركيا مباشرة بمليون برميل من النفط يومياً، لكي تتغيّر قواعد اللعبة النفطية في كردستان العراق، فتتمكن هذه الشركات حينئذٍ من توسيع رقعة استثماراتها في المنطقة.

ومن المقرر أن يبدأ تشغيل خط الأنابيب المستقل هذا بنهاية العام 2013 أو بداية العام 2014. ويؤكّد المتحمّسون لهذه الفكرة أن تشغيل الخط سيؤدي إلى تسهيل تسويق النفط وتصديره، ما ينتج أرباحًا عالية.