الرمال تغطي سيارات البريطانيين الهاربين من الديون
صار هروب البريطانيين من دبي حيث سعوا لجمع المال السهل الخالي من ضرائب بلادهم أمرا مألوفا بعدما ساءت أحوالهم وانتهت بهم الى ديون خرافية متعاظمة ولأن هذا الباب يؤدي الى السجن، صار درب السلامة يبدأ باستقلالهم سياراتهم في رحلة أخيرة الى المطار.

لندن: سيارات فارهة كانت ذات يوم رمزا لنوع الحياة المترفة التي يعيشها البريطانيون العاملون في دبي. لكنها اليوم تمثل صورة صادمة تظهر كيف أنزلت الأزمة المالية العالمية قبضتها حتى على رؤوس الأثرياء.
آودي
وفي هذه الصور الفوتوغرافية يرى المرء laquo;مخلفاتraquo; تركها البريطانيون وراءهم في مطار دبي بعيد نفادهم بجلودهم من البلاد. وهكذا صاروا يهربون من العيش وراء القضبان بسبب عجزهم عن تسديد الديون التي تراكمت عليهم وأغرقتهم تحتها.
جاغوار إكس جي 220
وتتضح العجلة وراء المغادرة جلية في أن هؤلاء لم يجدوا من من الوقت حتى ما يتيح لهم بيع هذه السيارات فاستقلوها الى المطار حيث تركوها كما هي بمفاتيحها ثم توجهوا رأسا الى الطائرة المتجهة في درب السلامة الى الوطن.
وهذه سيارات سوادها الأعظم من ماركات غالية مثل laquo;مرسيدسraquo; وجاغوارraquo; وآوديraquo;. والعام الماضي وحده استولت شرطة دبي على ما لا يقل عن ثلاثة آلاف سيارة، إما طرحت للبيع في المزاد العام أو صُنّفت laquo;خردةraquo; وتم التخلص منها على هذا الأساس.
لكن الصحف البريطانية التي أوردت النبأ نقلت عن شرطة دبي قولها إن ثمة مفاجآت كانت بانتظارها لأن بين هذه السيارات موديلات لا يقدر على امتلاكها إلا علية القوم فعلا، مثل laquo;فيراري إينزوraquo; يفوق سعرها المليون ونصف المليون دولار. وهذه سيارة أنتج منها 399 فقط، ولا يوجد منها في بريطانيا سوى 4. ذلك أن أسعارها تتراوح بين 775 ألف جنيه استرليني و1.5 مليون جنيه.
جي إم سي
ونقلت صحيفة laquo;الصنraquo; عن خبير مالي قوله إن معظم البريطانيين الهاربين كانوا أصحاب مشاريع ضخمة في دبي - أو بقية الأمارات - وإن الأزمة المالية العالمية اكتسحت هذه المشاريع فعلموا أنهم هالكون.
هوندا إن إس إكس
ووفقا له فإن مصدر عجلة هؤلاء البريطانيين في الرحيل الى حد ترك سياراتهم في المطار فهو laquo;علمهم أنهم يغرقون شيئا فشيئا في الديون وأنه لا مناص لهم إما من تسديدها أو دخول السجن. ورغم أن هذه سيارات غالية حقا فإن بيعها يستغرق زمنا ليس متاحا لهم ولذا فهم يكتفون بالنفاد بجلودهم من مصائرهم المقبلة عليهم في أي لحظةraquo;.