مع استمرار اقتصادها بالتدهور نحو الهاوية، تتحول إيران إلى حدودها التي يسهل اختراقها مع العراق ودول أخرى للالتفاف على العقوبات الاقتصادية العالمية، وفقاَ لمسؤولين في الكونغرس والصحافيين والداعمين لفرض عقوبات صارمة ضد طهران. ويقول محللون ان الحكومة الايرانية والمواطنين يلجأون إلى quot;المعاملات النقديةquot; في السوق السوداء مع الدول المجاورة، وتحديداً العراق.


إعداد لميس فرحات:نقلت صحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; عن مارك دوبوفيتز، المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، قوله ان quot;العراق مكان مضياف جداً بالنسبة إلى إيرانquot;، داعياً إلى فرض المزيد من العقوبات على الجمهورية الإسلامية.

واضاف أن ابرز المواد المهرّبة عبر الحدود الايرانية ndash; العراقية هي quot;الغاز مقابل النفطquot;. وأشار تقرير صادر في حزيران من خدمة أبحاث الكونغرس إلى أن قيمة العملة الإيرانية (الريال) انخفضت بنحو 50 في المئة في العام الماضي، وأن إيران عُزلت عملياً من النظام المصرفي الدولي.

واوضح التقرير أن الجمهورية الاسلامية أجبرت على التجارة من خلال quot;ترتيبات المقايضةquot; مع العديد من الشركات الدولية الكبرى بعدما أفلس العديد من الشركات الايرانية وسرّحت عمالها، مشيراً إلى أن quot;علامات الضغط الاقتصادي على إيران بدأت تأخذ مفعولهاquot;.

نتيجة لذلك، تفتقر إيران، التي تمتلك احتياطيات ضخمة من النفط الخام، إلى القدرة على تكرير وإنتاج النفط، مما يجعلها تعتمد على البنزين المستورد من دول أخرى.

quot;الإيرانيون بحاجة إلى العملة الصعبةquot;، قال السيد دوبوفيتز، مشيراً إلى فعالية العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة والمجتمع الدولي في محاولة لإجبار البلاد على وقف تطويرها للأسلحة النووية.

من جهته، قال مارك والاس، الرئيس التنفيذي لمجموعة quot;ضد ايران النوويةquot;، ومقرها نيويورك، إن العقوبات الدولية نجحت، مضيفاً أن الضغط الاقتصادي على إيران قد أدى إلى quot;تجارة أكثر سرية تجري على الحدود مع العراق وأفغانستان.

وأضاف: quot;الإيرانيون يأخذون مبالغ ضخمة من الريال، ويقومون بتحويلها إلى العملة الصعبة والذهب. كما إن الحكومات في كل من العراق وأفغانستان تغضّ الطرف عن الحدود التي يسهل اختراقهاquot;، يضيف والاسquot;. وقال السفير العراقي جايكوب حبيب في حديث لصحيفة الـ quot;واشنطن تايمزquot; إن بغداد تعمل بالفعل للسيطرة على حدودها مع إيران وغيرها من الدول المجاورة.

وأضاف: quot;بالتأكيد، لا توجد تعاملات الحكومية مع الجانب الإيراني الذي يقوم بتهريب الغاز، ولكن هناك تبادلات اقتصادية وتجارية عادية، لا سيما من خلال القطاع الخاصquot;، مشيراً إلى أن وزارة النفط العراقية والحكومة تنظر في أولوية منع أي نوع من التهريب والأنشطة غير المشروعة عبر الحدود كجزء من سياستها لحماية الموارد الطبيعية للبلادquot;.

وأشارت صحيفة quot;نيويورك تايمزquot; إلى أن quot;إيران استأنفت عملية نقل المعدات العسكرية إلى سوريا عبر المجال الجوي العراقي في محاولة جديدة لدعم حكومة الرئيس السوري بشار الأسد المتداعيةquot;.

ولفتت الى أنّه quot;مع التقدم الذي أحرزه الثوار السوريون في الاستيلاء على بعض المناطق إضافة إلى التفجير الذي هز أركان الحكومة السورية، وأسفر عن مقتل العديد من كبار مسؤوليها، ضاعفت إيران جهودها لدعم الرئيس السوري، حيث اسُتؤنفت الرحلات الجوية في حزيران/يونيو، واستمرت منذ ذلك الحينquot;. من جهتها، قالت النائبة ايلينا روس ليتينن من فلوريدا ورئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب إن هذه التقارير quot;مثيرة للقلق، ولكن لم تكن مفاجئةquot;.

واضافت: إن quot;استخدام إيران للمجال الجوي العراقي ليس سوى جزء صغير من توسيع نفوذ طهران على بغداد. لكن على الرغم من أن هذه الأدلة واضحة، فقد فشلت الإدارة الأميركية في اتخاذ خطوات ضد هذا الاتجاه المقلق أو حتى مساءلة بغداد في الموضوعquot;.

لكن الإدارة اتخذت خطوات للحد مما تعتبره quot;التعاون العراقي مع إيرانquot;، فقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان الادارة تواصل جهودها لمنع ايران من التهرّب من العقوبات الأميركية أو الدولية، quot;عندما نجد أن الأفراد أو الشركات في العراق أو أفغانستان تشارك في الأنشطة التي من شأنها أن تؤدي إلى إفلات ايران من العقوبات، فإننا نرفع هذه المعلومات إلى مسؤولين من تلك البلدان الذين تعاونوا مع جهودنا للحد من هذه الأنشطةquot;.