يبذل المسؤولون المصريون حالياً مساعي لإعادة السياح الإسرائيليين مرة أخرى إلى شبه جزيرة سيناء، عقب الاضطرابات التي تلت ثورة الـ 25 من كانون الثاني/ يناير، وأعقبتها تحذيرات من جانب إسرائيل ودول أخرى لمواطنيها بعدم السفر إلى هناك.

القاهرة: أشارت صحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل إلى أن مصر تريد إعادة السيّاح الإسرائيليين مرة أخرى إلى سيناء، وأن تنجح في إعادة أموالهم من جديد لمدينتي طابا وشرم الشيخ.
ومضت الصحيفة تقول إن مصر تريد أن تبدأ في إعادة الأوضاع لنصابها، وأنها تود أن تكون البداية مع عرب إسرائيل، منوهةً إلى أن القناة الثانية الإسرائيلية رافقت مجموعة من وكلاء السفر الإسرائيليين ممن تمت دعوتهم من قبل شركات السياحة المصرية للتجوال بسيناء المضطربة، على أمل تغيير الصورة المأخوذة لديهم، وإعادة الإسرائيليين وأموالهم مرة أخرى إلى المنتجعات الفاخرة في طابا وشرم الشيخ.
ثم لفتت الصحيفة لروعة الأجواء والرمال هناك، وتحدث موظفي الفنادق وأصحاب المتاجر والباعة الجائلين باشتياق للأيام التي كان يتواجد فيها السياح الإسرائيليين بأعداد كبيرة.
وأوضحت أن الأسعار قد تجمدت هناك، حيث تبلغ تكلفة إقامة ليلة فندقية شاملة مبلغاً يتراوح بين 60 إلى 120 دولاراً، أي أقل من سعر الإقامة بأماكن أخرى مثل إيلات أو البحر الميت.
وقال أحد وكلاء السفر يدعى تيرات هاكارميل quot; كانت هذه أول زيارة لي لشرم الشيخ، ولسيناء بشكل عام. وقد قضيت هناك وقتاً رائعاً حتى الآن. والأجواء جميلة هناك بالفعلquot;.
هذا وتدرك مصر أن إسرائيل فرضت العديد من التحذيرات بخصوص سفر مواطنيها إلى شبه جزيرة سيناء، والتي كان آخرها يوم أمس الجمعة، حين جدد مكتب مكافحة الإرهاب تحذيره من التهديدات قبيل عطلة عيد الفصح. ثم مضت الصحيفة تشير في هذا السياق إلى مظاهر الفوضى وانعدام القانون التي هيمنت على شبه جزيرة سيناء في أعقاب ثورة الـ 25 من كانون الثاني/ يناير عام 2011، متمثلةً في وقائع خطف الأجانب وشن هجمات إرهابية ضد قوات الأمن المصرية والدولية.
وهو ما جعل مسؤولي قطاع السياحة في مصر يحاولون الآن البدء في جذب مواطنين من عرب إسرائيل، الذين قد لا يستجيبون لهذا التحذير الصارم من السفر إلى سيناء.
ونقلت الصحيفة عن أحد وكلاء السفر بالقاهرة يدعى محمد حمدي quot; أدعو أشقائنا عرب إسرائيل الأحباء إلى المجيء وتشريفنا بتواجدهم. فالأمن هنا جيد كما ترون ولله الحمدquot;.
وقد توقف الإسرائيليون عن القدوم إلى سيناء بسبب تخوفهم من أن يتعرضوا لمكروه جراء حالة الانفلات الأمني الحاصلة هناك. كما بدأت تتناقص أعداد السياح الأوروبيين، حتى باتت غالبية السياح اليوم من المصريين القادمين من القاهرة والإسكندرية.
وتسبب استمرار الفوضى في مصر في تخويف السياح والمستثمرين الأجانب، ما أدى إلى تقليص إحتياطات النقد الأجنبي إلى أقل من 14 مليار دولار، ومن ثم إجبار القاهرة على التوجه بنداءات للحصول على مساعدات في صورة قروض ومنح من دول الخليج الثرية.
كما يخشى كثيرون من العاملين بصناعة السياحة من أن يبدأ الإسلاميون في حظر الكحول أو زي البكيني، وهي الإجراءات التي يخشون أن تتسبب في عزوف السياح عن القدوم لمصر.
ونوه تقرير خاص بالمحطة الثانية الإسرائيلية إلى أن نفوذ الإسلاميين لم يصل سيناء بعد، حيث ما زال يتم بناء حانات ونوادي ليلية رغم استهجان ذلك من قبل المسلمين المحافظين.
وأضاف بهذا الخصوص وكيل سفر إسرائيلي يدعى يوسي :quot; لا أشعر بالخوف هنا على الإطلاق. وأنا أدعو جميع الإسرائيليين إلى القدوم والاستمتاع بسحر شرم الشيخquot;.