من مجرد طائرتين مستأجرتين قبل نحو 30 عامًا، تحولت طيران الامارات إلى واحدة من أكبر الشركات الناقلة في العالم، بأسطول طائرات هو الأكبر والأكثر تجددًا، يصل إلى نحو 130 وجهة عالمية.


دبي: تمتلك دبي شركة طيران صارت من كبرى شركات الطيران في العالم، تسيّر رحلاتها إلى 130 وجهة عالمية منفردة في أكثر من 60 دولة حول العالم وبمختلف القارات، كما تعد شركة خدمات تنشط داخل الإمارات وفي أكثر من 20 دولة، من خلال امتلاكها شركة مناولة خدمات عالمية وهي شركة دناتا.
ما ساعد على نمو وازدهار طيران الامارات، المملوكة بالكامل لحكومة دبي، هو امتلاك دبي مطاراً عالمياً ذات بنية تحتية متطورة، ليخدم أكثر من 130 شركة طيران، وليوفر رحلات ربط لأكثر من 200 وجهة حول العالم. وهو الأمر الذي عمل على تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للطيران في غضون 28 عامًا فقط.

البداية... طائرتان مستأجرتان

قامت طيران الإمارات في 25 تشرين الأول (أكتوبر) 1985 بتدشين أول خط جوي لها خارج الإمارات، بطائرتين مستأجرتين، بوينج 737 وايرباص بي 4-300.
في السنوات التي تلت اتخاذ هذه الخطوات البسيطة، تطورت طيران الإمارات لتصبح مجموعة شركات للسفر والسياحة، لها تأثيرها على المستوى العالمي، إلى جانب اشتهارها عالميًا بالتزام أعلى معايير الجودة في كافة جوانب قطاع الطيران، حتى وصل أسطولها حاليًا إلى 197 طائرة، بما فيها الطائرات المخصصة للشحن.
ومن المتوقع أن يصل عدد أسطول طيران الامارات إلى ‬204 طائرات بنهاية السنة المالية المقبلة المنتهية في آذار (مارس) ‬2014، وأن يتم افتتاح بين أربع وست وجهات جديدة خلال العام الجاري.

تأثر إقتصادي

تنطلق من مطار دبي وحده أكثر من 1000 طائرة تابعة لطيران الإمارات أسبوعيًا، متجهة إلى وجهات مختلفة بالقارات الست. وتستأثر رحلات طيران الإمارات بنسبة 40 في المئة تقريبًا من جميع تحركات الطيران من مطار دبي الدولي وإليه.
يساهم قطاع صناعة الطيران المدني بدور كبير في عملية التنمية الاقتصادية في دبي، إذ يوفر 125 ألف فرصة عمل بشكل مباشر أو غير مباشر، حيث يعمل في قطاع الطيران نحو 85 ألف شخص. ويضخ القطاع 6,2 مليارات دولار في ناتج دبي الاجمالي بشكل مباشر، فيما تصل مساهمته غير المباشرة إلى أكثر من 12 مليار دولار، إذا تم وضع قطاعات السياحة والفنادق والخدمات في الاعتبار.

صفقات مدهشة

في العام 2001، أبدت طيران الإمارات ثقتها الكاملة في النمو المستقبلي لهذه الصناعة، بإعلانها طلب شراء هو الأكبر من نوعه في تاريخ الطيران، قدرت قيمته بنحو 15 مليار دولار، إذ قررت الشركة شراء 58 طائرة جديدة، ما بين إيرباص وبوينج، لتنضم إلى أسطول الشركة المتنامي بسرعة كبيرة.
وفي العام 2005، أعلنت طيران الإمارات عن تقدمها بطلب هو الأكبر من نوعه على الإطلاق لشراء 42 طائرة من طراز بوينج 777، في صفقة قدرت قيمتها بنحو 9,7 مليارات دولار.
وفي معرض فارن برو للطيران الذي أقيم في العام 2006، وقعت طيران الإمارات على عقد ابتدائي لشراء 10 طائرات جديدة من طراز بوينج 747-8F ليتم تشغيلها بواسطة محركات GEnx التي تطورها شركة General Electric في إتفاقية تقدر قيمتها بنحو 3,3 مليارات دولار.
في معرض دبي للطيران في تشرين الثاني (نوفمبر) 2007، وقعت طيران الإمارات عقود شراء 120 طائرة من طراز إيرباص 350 و11 طائرة A380 و12 طائرة من طراز بوينج 777-300ERs تقدر قيمتها بنحو 34,9 مليار دولار. وتحتوي الإتفاقية التي عقدت مع شركة إيرباص على طلبات مؤكدة لشراء 50 طائرة من طراز A350-900 وA350-1000 بالإضافة إلى 50 خيارًا للطائرة A350-900. وسيتم تسليم الدفعة الأولى من طائرات A350 لطيران الإمارات في العام 2015.

طموح مستمر

خلال العام 2010، عملت طيران الإمارات على زيادة طلبيتها من الطائرات الجديدة بشكل ملحوظ. وفي حزيران (يونيو) من العام نفسه، خلال معرض برلين الجوي، طلبت طيران الإمارات 32 طائرة إضافية من فئة A380، ثم في يوليو في معرض فارن برو الجوي طلبت 30 طائرة إضافية من فئة بوينج 777-300ERs. ووصلت القيمة الاجمالية لهذه الطلبيات إلى 13,4 مليار دولار.
هذا وتعتبر طيران الإمارت أكبر مشغل في العالم للطائرات من فئة A380 وبوينج 777.
ويصل عدد طلبات الطائرات لدى طيران الإمارات حاليًا إلى أكثر من 230 طائرة، وهو ما يصل إجمالي قيمته إلى 84 مليار دولار تقريبًا.
وفضلًا عن الأسطول الذي يعد أصغر الأساطيل عمراً وواحدًا من أحدث الأساطيل في مجال الطيران التجاري على مستوى العالم، تعد طيران الإمارات واحدة من أفضل الخطوط في رحلات الطيران الطويلة.
يقوم اسطول الشركة بنقل ما يزيد عن 30 مليون مسافر وقرابة مليوني طن من الشحنات سنويًا. وتعمل حكومة دبي حاليًا على توسعة مطار دبي وفق خطة مستقبلية ليكون أكبر مطار في العالم بحلول العام 2020، بطاقة استيعابية تصل إلى 100 مليون مسافر. وتنفذ الحكومة مشروع توسع ضخمًا يشمل اقامة مبنى جديد للمسافرين بطاقة 17 مليون مسافر، سيرفع طاقة المطار من 75 مليون مسافر حاليًا إلى 100 مليون. كما تشتمل الخطة على توسعة المبنى رقم 2 لاستيعاب النمو في عمليات quot;فلاي دبيquot;، الناقلة الاقتصادية للإمارة.