ايكاتيريبورغ: يلتقي الاتحاد الاوروبي وروسيا الاثنين في قمة قد تكون الاصعب لانها تنعقد في ظل خلافات حول الازمة السورية وامداد اوروبا بالغاز الروسي وحقوق الانسان.
وكتبت صحيفة كومرسانت الروسية النافذة صباح الاثنين ان quot;القمة التي تفتتح اليوم في ايكاترينبورغ قد تكون من اصعب القمم التي انعقدت خلال السنوات الاخيرةquot;.
ويستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين على مائدة العشاء رئيس مجلس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في مدينة ايكاتيرينبورغ الصناعية في الاورال على مسافة 1500 كلم شرق موسكو.
واعلنت كاثرين اشتون وزيرة الخارجية الاوروبية المتوقع مشاركتها في القمة ايضا لوكالة انترفاكس الاثنين انها تنوي التطرق الى حقوق الانسان وسيرغي مانييتسكي القانوني في صندوق استثمارات غربي الذي توفي في السجن سنة 2009 وقوانين تعتبرها المعارضة والمدافعين عن حقوق الانسان انتهاكا للحريات صودق عليها منذ عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين.
وقالت اشتون quot;اعلم ان المنظمات الروسية والمجتمع المدني لا توافق على التسمية المهينة +اعوان الخارج+ في حين أنها ليست كذلكquot; مشيرة الى قانون حول المنظمات غير الحكومية يستهدف خصوصا جمعية ميموريال للدفاع عن حقوق الانسان ومنظمة غولوس لمراقبة التزوير الانتخابي.
لكن ممثل روسيا لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيجوف اعلن لكومرسنت ان موسكو لا تنوي التطرق مع الاتحاد الاوروبي الى اي شيء ما عدا الاقتصاد.
وقال اليكسي بوشكوف رئيس اللجنة البرلمانية للشؤون الدولية في اشارة الى قانون زواج مثلي الجنس الذي صادقت عليه فرنسا مؤخرا واثار سخرية وسائل الاعلام الروسية ان quot;الاتحاد الاوروبي افرط في التحمس على قيمه المزعومة بينما نحن لا نعطيه دروسا حول ما يجب ان يفعله في مجال الاخلاقquot;.
وتوقع المحللون ان لا تحرز القمة تقدما كبيرا نظرا لهذه الخلافات اضافة الى تلك القائمة حول مسألتي سوريا والغاز.
وقالت ماريا ليبمان من مركز كارنيغي في موسكو quot;ان مستوى علاقاتنا مع اوروبا هو حاليا الاسوأ خلال حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي بكاملهاquot;.
ولم تكن العلاقات بين موسكو وبروكسل على الدوام ودية منذ تولي بوتين السلطة عام 2000 لا سيما انه مصمم على زيادة نفوذ روسيا وتجاهل الانتقادات الغربية.
لكن مع اندلاع النزاع في سوريا تدهورت العلاقات اكثر من اي وقت مضى حيث دعم الاتحاد الاوروبي المعارضة فيما ساندت موسكو نظام الرئيس بشار الاسد.
وعرقلت روسيا مرة اخرى نهاية الاسبوع مشروع قرار في مجلس الامن الدولي اقترحته بريطانيا حول الوضع في قصير (وسط سوريا).
وحث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة مع نظيره الالماني غيدو فسترفيلي روسيا على الكف عن تزويد سوريا بالاسلحة لعدم عرقلة مؤتمر السلام الدولي حول سوريا المقرر في جنيف.
وزاد الوضع تعقيدا عندما المح الرئيس السوري بشار الاسد الخميس الى ان موسكو بدات تسلم سوريا صوارخ ارض-جو من طراز اس-300 المشابهة صواريخ باتريوت الاميركية والتي قد تجعل اي تدخل جوي شديد الصعوبة.
من جانبها اتهمت موسكو الاتحاد الاوروبي بتشجيع المعارضة السورية على رفض اي حل سلام برفعه الاسبوع الماضي الحظر على تزويد مقاتلي المعارضة السورية بالاسلحة.
غير ان المحللين يرون ان موسكو وبروكسل قد تحاولان تبديد الخلافات باصدار بيان يدعم مؤتمر quot;جنيف2quot; الدولي للسلام المقرر عقده بمبادرة من الولايات المتحدة وروسيا.
ومن المواضيع الخلافية ايضا هيمنة مجموعة غازبروم الروسية العملاقة على سوق الغاز الاوروبية وهو ما تسعى بروكسل للتصدي له.
وتزود روسيا اوروبا بحوالى ربع ما تستهلكه من الغاز وهي هيمنة سمحت لغازبروم لفترة طويلة بفرض اسعارها.
لكن المفوضية الاوروبية فتحت تحقيقا رسميا في ايلول/سبتمبر بحق غازبروم للاشتباه بانها سعت لعرقلة المنافسة والتلاعب بالاسعار في العديد من من دول اوروبا الوسطى والشرقية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي.
واثار هذا الاجراء غضب بوتين وقد سبقه قرار اوروبي بمنع غازبروم من امتلاك خطوط انابيب غاز ومواقع لتوزيع الغاز في اوروبا.