&لندن: قالت منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك» أمس الإثنين ان إنتاج النفط الأمريكي قد يبدأ في التراجع في نهاية العام 2015، بسبب انخفاض الأسعار، فيما يشير إلى أن المنظمة ستضطر إلى الانتظار إلى ما بعد اجتماعها المقبل في يونيو/حزيران لترى ما إذا كانت إستراتيجيتها للدفاع عن حصتها بالسوق ستؤثر على طفرة النفط الصخري.ودفع نزول أسعار الخام بنحو النصف منذ يونيو 2014 شركات نفط إلى تقليص الإنفاق، وتسبب في تراجع أنشطة الحفر في الولايات المتحدة، وهو ما عزز التوقعات بتباطؤ إنتاج الدول غير الأعضاء في منظمة «أوبك».

لكن المنظمة أبقت في تقرير شهري توقعاتها للإمدادات من خارجها في العام الحالي دون تغيير، وقالت ان إنتاج الخام الصخري الأمريكي قد لا يبدأ في الهبوط إلا قرب نهاية العام.وقالت أيضا «منتجو النفط الصخري يدركون أن إنتاج آبار النفط النموذجية في الحقول الصخرية ينخفض سنويا 60 في المئة وأنه لا يمكن تعويض الخسائر إلا بحفر آبار جديدة.»وأضافت «مع انحسار أنشطة الحفر بسبب ارتفاع التكلفة واحتمال استمرار انخفاض أسعار النفط .. يمكن توقع انخفاض الإنتاج في أعقاب ذلك .. ربما بحلول أواخر 2015.»
&
وتسارعت وتيرة انهيار أسعار النفط في 2014، بعد أن أحجمت «أوبك» عن خفض الإنتاج في اجتماعها في نوفمبر/تشرين الثاني الملضي سعيا لخفض الإنتاج عالى التكلفة في الولايات المتحدة وغيرها والذي كان يقلص حصتها في السوق.وتعقد «أوبك» اجتماعها التالي في يونيو. وتشير تصريحات المسوؤلين في المنظمة حتى الآن إلى أنها لن تغير سياسة الإنتاج في الاجتماع المقبل حيث تنتظر أن تؤتي الاستراتيجية ثمارها.وفي الوقت الحالي لا تتوقع «أوبك» نمو الطلب على خامها في العام 2015، بل انها خفضت التوقعات قليلا إلي 29.19 مليون برميل يوميا، وأبقت تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط هذا العام دون تغيير.
&
وفي تقرير الشهر الماضي رفعت «أوبك» توقعاتها للطلب على نفطها في 2015 بشكل كبير، وعزت ذلك لانخفاض توقعات إمدادات المعروض من خارج المنظمة.
وأكد تقرير «أوبك» تقديرات أخرى أشارت إلى أن إنتاجها انخفض في فبراير/شباط، وتنبأت بانخفاض فائض المعروض العالمي قليلا في 2015 في غياب تخفيضات للإنتاج من جانب «أوبك» أو من خارجها. ونقل التقرير عن مصادر ثانوية قولها ان «أوبك» أنتجت 30.02 مليون برميل يوميا في فبراير.&وأشارت المنظمة إلى أن فائض المعروض سيبلغ 830 ألف برميل يوميا في 2015، ومليوني برميل يوميا في النصف الأول، وهو أقل منه في يناير/كانون الثاني.
&
وأبلغت السعودية – التي قادت إستراتيجية «أوبك» لعدم خفض الإنتاج – عن انخفاض ضئيل قدره 40 ألف برميل يوميا في الإنتاج في فبراير إلى 9.64 مليون برميل يوميا.&من جهة ثانية قالت «اوبك» ان الارتفاع البارز لاسعار النفط المسجل في شباط في الاسواق الآجلة «مخالف للقواعد الاساسية» فيما ما زالت السوق العالمية تشهد فائضا.ففي حين ارتفعت الاسعار بنسبة 20% في فبراير بعد انحدارها إلى حد ادنى في يناير، كانت السوق تشهد فائضا في العرض يناهز مليون برميل في اليوم.
&
&
من جهة ثانية لفتت «أوبك» إلى ان روسيا، ثاني مصدر للنفط في العالم، يمكن ان تخسر حوالي 135 مليار دولار هذه السنة بسبب تدهور اسعار النفط الخام.
ومع معدل سعر «55 دولارا للبرميل خلال عام، ستجني روسيا في 2015 حوالي 135 مليار دولار اقل من 2014»، اي «ما يعادل 10 في المئة من اجمالي الناتج الداخلي» بحسب «أوبك».يذكر ان روسيا ليست عضوا في «أوبك».
&
واضاف التقرير ان «البلد يواجه تحديات كبيرة بسبب العقوبات وتدهور سعر صرف الروبل وانهيار اسعار النفط». وفي حين تمثل المحروقات 70 في المئة من صادرات موسكو، فان «كل انخفاض بواقع دولار في سعر النفط يمثل ربحا فائتا قدره 3 مليارات في الصادرات الروسية السنوية».&واستندت المنظمة في حسابها على معدل سنوي من 100 دولار لسعر برميل النفط في 2014، مقارنة بسعر 55 دولارا الوارد في سلتها المرجعية في شباط/فبراير. ومنذ ذلك الوقت انخفض سعر سلة «أوبك» إلى 51.66 دولارا للبرميل الجمعة في 13 اذار/مارس، اخر يوم عمل اعتمدته المنظمة.
&
وتتوقع المنظمة انخفاضا في الإنتاج الروسي إلى 10.51 مليون برميل في اليوم هذه السنة، مقابل 10.58 في 2014. واشارت إلى «انعكاس العقوبات والاسعار المتدنية ونقص المشاريع الكبرى (في الإنتاج) التي ينبغي انجازها».