تشير الإحصائيات إلى أن أسواق الفوركس هي &أكبر الأسواق المالية من حيث السيولة، ويبلغ حجم التداول اليومي فيها أكثر من 5 تريليون دولار.

يعتبر سوق تداول العملات الأجنبية أو ما بات يشتهر باسم "الفوركس" من الأسواق المالية التي ظهرت في نهايات القرن العشرين، ولكنه تمكن من النمو بقوة ليتحول إلى أكبر الأسواق المالية في العالم من حيث السيولة.
ويعود تاريخ&التداول الفعلي في الفوركس إلى عام 1971 وتحديداً بعد صدمة نيكسون حين أعلن الرئيس الأميركي في ذلك الوقت، ريتشارد نيكسون، عن انتهاء العمل باتفاقية بريتون وودز ووقف تحويل الدولار الأميركي إلى الذهب.
&
هذا الأمر دفع بالعالم إلى التحول تدريجياً إلى اعتماد سعر صرف العملات الحر وبالتالي أصبح سعر العملة يتحدد نتيجة العرض والطلب على هذه العملة، واللذان يتفاعلان بدورهما مع مجموعة كبيرة من العوامل الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية وغيرها.
شهد تبادل العملات الأجنبية رواجاً كبيراً مع تزايد التجارة ما بين الدول وحاجة هذه الدول إلى تسديد دفعات البضائع المستوردة بالعملة المحلية للبلد المصدر وهو ما يضطر الشركات إلى تبديل العملة بالإضافة إلى معاملات أخرى يتم خلالها تبديل العملات لأغراض السياحة والسفر والبنوك المركزية التي تسعى إلى موازنة الاحتياطي من العملات الأجنبية لديها وغيرها.
&
ولكن شهرة الفوركس جاءت في بدايات القرن الحادي والعشرين كنتيجة للتطور التكنولوجي الذي جعل من عمليات التواصل عبر الانترنت أسرع وأسهل لتنفيذ المعاملات ولينتشر معها التداول الالكتروني على العملات الأجنبية بنظام الهامش أو ما يعرف بإسم الفوركس.
وللتوضيح، فإن نظام الهامش هو عبارة عن تسهيلات تقدمها شركة الوساطة للمتداول يمكنه من خلالها تداول أضعاف رأس ماله المستثمر حيث تصل هذه التسهيلات إلى 400 ضعف رأس المال في بعض الأحيان.
&
ونتيجة هذا الأمر شهدت أحجام السيولة&لتداول العملات الأجنبية أرقامًا تاريخية تجددت سنويًا بارقام أعلى حتى وصلت إلى أكثر من 5 تريليون دولار يوميا ليستحق معها الفوركس لقب أكبر الأسواق المالية من حيث السيولة.
ولكن ورغم هذا النمو السريع في سوق الفوركس، والذي بات يعتبر فرصة استثمار للعديد من الباحثين عن الربح السريع لما يوفره من تسهيلات كبيرة، إلا أن غياب المعرفة كان سبباً في تحول هذا السوق إلى طريق سريع نحو الخسارة.
فقد كان سوء الاستخدام للتسهيلات سبباً في ارتفاع المخاطرة لدى المستثمرين وتزايد الشهية للطمع، وهو السبب الرئيسي للخسارة في أسواق المال.
&
ودفع هذا الأمر بالعديد من المتداولين إلى الدخول في صفقات بأحجام كبيرة تحميها مبالغ بسيطة، مما انعكس بخسائر تجاوزت في العديد من الأحيان رأس المال المستثمر.
وعليه، فإن الاستثمار في "الفوركس" ورغم ما يقدمه من فرص كبيرة للربح إلا أنه يعتبر مجازفة كبيرة إذا لم يرتبط بمعرفة تامة بالمخاطر المترتبة عليه والأسلوب الأمثل لإدارة هذه المخاطر وهو ما يعتبر بداية الطريق للاستفادة الحقيقية من هذا السوق.
&

&