لاحت البوادر الأولى لانتعاش سوق النفط بإشارة روسيا الى اجراء تخفيض حاد في صادراتها النفطية هذا العام، في خطوة يمكن ان تحد من آثار عودة النفط الايراني الى السوق.

عبدالاله مجيد من لندن: قالت شركة ترانس نفط الروسية إن من المرجح ان تخفض شركات النفط الروسية صادراتها بنسبة 6.4 في المئة خلال عام 2016 استنادًا الى الأرقام التي قدمتها شركات لوك اويل وروس نفط وغازبروم وشركات منتجة أخرى.

وتعني هذه النسبة خفض الانتاج بواقع 460 الف برميل في اليوم تكفي لمحو زهاء ثلث الفائض في سوق النفط المتخمة بسبب حجم الامدادات وركود الطلب.

وبلغت صادرات روسيا 7.3 ملايين برميل في اليوم خلال الأشهر الأخيرة.

واعلنت شركة ترانس نفط في مؤتمر صحفي في موسكو أن التغيّرات الضريبية احد العوامل وراء التخفيض، ولكن العقوبات الاقتصادية ايضًا بدأت&تلحق اضرارًا جسيمة.& فالقروض الخارجية مجمدة وشركات التنقيب لا تستطيع استيراد المعدات والتجهيزات بسهولة.

وجُمدت المشاريع النفطية الجديدة فيما أخذت الحقول القديمة في سيبريا تنضب بمعدل 8 الى 11 في المئة سنويًا.

وقال نائب وزير المالية الروسي ماكسيم اوريكشين لوكالة تاس إن انهيار اسعار النفط يمكن ان يؤدي الى غلق حقول بوتائر متسارعة خلال الأشهر المقبلة.&

ولا يُعرف ما إذا كان خفض الانتاج مدفوعًا بوضع السوق أو انه يأتي في اطار خطوة سياسية تمهد الطريق الى اتفاق مع العربية السعودية، أكبر المنتجين في منظمة البلدان المصدرة للنفط "اوبك".

وكانت اوبك اعلنت في اجتماعها الأخير في كانون الأول/ديسمبر الماضي انها وحدها ليست قادرة على التأثير في السوق، ولن تخفض الانتاج ما لم تنضم دول منتجة من خارج اوبك الى جهودها لتثبيت الأسعار.& واعتبر مراقبون ان ذلك كان رسالة موجهة الى روسيا.&

ويقول الكرملين إن الحكومة لا تستطيع ان تملي على الشركات الخاصة ما يجب ان تفعله، ويدعي أن الاحوال المناخية في سيبريا تجعل من الصعب اطلاق الامدادات ثم وقفها.

لكنّ محللين اكدوا أن هناك طرقًا لخفض الانتاج إذا أصدر الرئيس فلاديمير بوتين امرًا بخفضها.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن حليمة كروفت المحللة في بنك آر بي سي كابتال ماركتس الاستثماري الكندي قولها إن التخفيضات المتوقعة يمكن ان تشكل الخطوات الأولى نحو التوصل الى اتفاق بين اوبك وروسيا.&

واضافت أن بوتين قد يدفع الشركات الروسية الى العمل على تصحيح الأسعار والتوصل الى اتفاق مع العربية السعودية.

وأكدت ان ذلك سيدحض الاعتقاد القائل إن اوبك لم تعد لاعبًا مؤثرًا في سوق النفط.

وهناك اسباب قوية تدفع روسيا الى مثل هذا الاتفاق مع اوبك لاسيما بعد اعلان وزير المالية انتون سيلوانوف ان الكرملين يعد خططًا جذرية لخفض الانفاق بنسبة 10 في المئة محذرًا من احتياطات روسيا النقدية يمكن ان تُستنزَف بحلول نهاية العام.

ويبلغ العجز المالي الروسي نحو 5 في المئة من اجمالي الناتج المحلي بالأسعار الحالية للنفط ولا توجد في روسيا سوق سندات داخلية ولا تستطيع الاقتراض من الخارج.

في هذه الاثناء تستعد الأسواق لرفع العقوبات عن ايران خلال الايام القليلة المقبلة وعودة الامدادات الايرانية بحلول آذار/مارس.&

وقال محللون إن طهران ستعود الى السوق بحذر في البداية لأنها لا تريد احداث هزة تكون هي اول المتضررين بها.&

ولدى ايران 30 الى 40 مليون برميل مخزونة في ناقلات ترسو قبالة الساحل، ولكن من الصعب بيعها بسرعة لأن غالبيتها من النفط الخفيف جدًا أو المكثف، ولن يكون لها تأثير يُذكر في سعر النفط الخام.

وقال ديفيد فايف المحلل في شركة غافنور السويسرية لتجارة النفط إن اسواق السلع والعقود المستقبلية تقدر سعر النفط الخام في حدود 35 دولارًا للبرميل أو أقل حتى نهاية 2016.

واضاف أن هذا السعر سيدفع منتجين في مناطق كبيرة من العالم الى التفكير في ما إذا كان من المجدي الاستمرار في الانتاج بهذا السعر.

وأقر رئيس شركة كونتننتال ريسورسيس الاميركية لاستخراج النفط الصخري، هارولد هام، بأن هذا السعر سيدفع شركته الى التوجه نحو خفض الانتاج.

وقال هام لصحيفة وول ستريت جورنال إن هذا الوضع "سيكون مبعث قلق بالغ في النصف الثاني من العام".

وتوقعت المحللة حليمة كروفت انخفاض الامدادات في السوق رغم عودة ايران قائلة "إن الظروف الحالية تهيّئ السوق الى نقص في الامدادات خلال السنوات المقبلة".
&