لندن: توقفت متاجر في العاصمة الفنزويلية كراكاس عن عد النقود التي يدفعها الزبائن وأصبح أصحابها يزنونها بعد ان فقدت العملة قيمتها. حتى أن شراء أي سلعة يتطلب الآن دفع أكداس من الأوراق النقدية التي يتعذر عدها وبالتالي من الأسهل وضعها في كفة الميزان. &

كما ان هذه الظاهرة مؤشر الى ان التضخم المنفلت يستحكم بفنزويلا التي ترفض حكومتها نشر بيانات منتظمة عن الأسعار الاستهلاكية. &ورغم ان وزن النقود لا يُمارس في كل مكان فانه طريقة تُستخدم بصورة متزايدة وتُعيد الى الأذهان مشاهد من الفوضى التي احدثها التضخم الجامح في بعض البلدان خلال القرن العشرين مثل المانيا بعد الحرب العالمية الأولى ويوغسلافيا في التسعينات وزمبابوي قبل عشر سنوات. &

وقال خيسوس كاسيك المدير المالي لشركة كابتال ماركيت فاينانس الاستشارية انه "عندما يبدأ وزن النقود فان هذه بادرة تضخم منفلت. &ولكن الفنزويليين لا يعرفون حتى الآن خطورة الوضع لأن الحكومة لا تنشر ارقاماً". &

وكان البوليفار الفنزويلي من أقوى العملات في العالم قبل ان يصبح مصدر ازعاج وعبئاً على من يملكه. &فإن شراء ابسط السلع يتطلب الآن مئات الاوراق النقدية لتسديد ثمنها. &ويضطر المتسوقون الى ملء حقائب كاملة قبل المغامرة بالخروج الى شوارع تتفشى فيها الجريمة ، ويضع اصحاب المتاجر دخلهم من الأوراق النقدية بعد انتهاء يوم العمل في صناديق وأدراج تطفح بها. وفي غياب الارقام الرسمية لا يبقى لدى الاقتصاديين من وسيلة سوى تخمين معدل التضخم. &وتتراوح التقديرات لهذا العام بين 200 و1500 في المئة. &&

ورغم الهبوط الحاد لقيمة البوليفار الفنزويلي فان الحكومة امتنعت حتى الآن عن طبع اوراق نقدية من الفئات الكبيرة. &وانخفضت قيمة الورقة النقدية من فئة 100 بوليفار ، وهي الأكبر في البلاد ، الى أقل من عشرة سنتات. &

ولكن الحكومة طلبت مؤخرا من خمس شركات متخصصة بالعملة ان تقدم عروضها لطبع اوراق نقدية من فئات 500 و1000 و5000 و10 آلاف بوليفار وربما 20 الف بوليفار ، كما نقلت شبكة بلومبرغ عن مصدر مطلع على الطلبية. &

وقالت الحكومة انها تريد ان تكون هذه الفئات النقدية جاهزة قبل موعد توزيع مكافآت عيد الميلاد. وعادة يستغرق تنفيذ مثل هذه الطلبيات اربعة الى ستة أشهر وحتى الآن لم يرسُ العطاء على أي من الشركات الخمس. &وقال المصدر ان الحكومة ، لتقليل الوقت والتكاليف ، تفكر في استبدال لون الأوراق المتداولة حاليا وليس تغيير تصميمها ، مع اضافة اصفار. وامتنع البنك المركزي الفنزويلي عن التعليق.

وقال الاقتصادي ستيف هانكة من جامعة جونز هوبكنز الاميركية ان اجراء الحكومة الفنزويلية هو بمثابة "رفع الراية البيضاء" لأن لا أحد يريد ان يتخذه ولكن كراكاس سلمت بالواقع من خلال خطوتها هذه. &

ويعيش الفنزويليون الآن مفارقة تتمثل في امتلاكهم كميات كبيرة من النقود لكنهم نادرا ما يستطيعون شراء شيء بها.&

وفي الحقيقة ان الحصول على هذه النقود التي لا قيمة لها أصبح مشكلة. &إذ قبل ان يبدأ المستهلك رحلة العذاب لتسوق احتياجاته عليه ان ينتظر في طوابير طويلة امام أجهزة الصرف الآلي التي تعمل بحدود صارمة لما يمكن سحبه منها. &&

وللتخفيف من الأزمة سمحت الحكومة للمستهلكين باستخدام بطاقاتهم المصرفية لسحب النقود من المتاجر والصيدليات. &ويقول كثيرون ان هذا يعني تراكم كميات أكثر فأكثر من النقود الورقية الى ان تصدر الحكومة اوراقاً نقدية من فئات كبيرة. &

في هذه الأثناء تتجمع لدى كثير من المتاجر مئات الآلاف من البوليفارات التي تحفظها في صناديق قبل التمكن من ايداعها في البنك والمخاطرة بالتعرض الى عملية سطو خلال الرحلة الى البنك. &

أعدت «إيلاف» هذا التقرير بتصرف نقلاً عن «بلومبرغ». المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

http://www.bloomberg.com/news/articles/2016-10-31/tired-of-counting-piles-of-cash-venezuelans-start-weighing-them

&