محا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تريليوني دولار من أسواق المال في انحاء العالم، كما كلّف أغنى 15 شخصا في بريطانيا 4 مليارات جنيه استرليني في ما بينهم خلال يوم واحد، في حين خفضت وكالة موديز تصنيف بريطانيا الائتماني من مستقر الى سلبي وهددت وكالة ستاندرد اند بور بإجراء مماثل.


لندن: خفضت وكالة موديز تصنيف بريطانيا الائتماني من مستقر الى سلبي قائلة ان خروجها من الاتحاد الاوروبي يدشن فترة مديدة يكتنفها الغموض والابهام.

واشارت الوكالة الى ان احتمال تباطؤ النمو الاقتصادي في بريطانيا كان احد العوامل وراء خطوتها مشيرة الى ان تأثير هذا التباطؤ سيكون أقوى من أي مدخرات تأمل بريطانيا بتحقيقها من انهاء مساهمتها في ميزانية الاتحاد الاوروبي.

واضافت ان عدم امكانية التنبؤ بصنع القرار البريطاني كان عاملا آخر.

واعلنت وكالة موديز "ان آفاق نمو الاقتصاد البريطاني ستكون أضعف مادياً مما هو متوقع الآن إذا لم تتمكن بريطانيا من تأمين صيغة تجارية ايجابية بديلة مع الاتحاد الاوروبي والبلدان الأخرى".

وحذرت وكالة ستاندرد اند بورز ايضا من ان تصنيف بريطانيا الحالي بدرجة AAA العليا مهدد الآن.

في هذه الاثناء شهدت اسواق المال هبوطاً حاداً بعدما انتعشت لفترة قصيرة قبل الاستفتاء على خلفية تفاؤل خاطئ بفوز مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.

وتكبدت اسهم المصارف خسائر لم تعرف مثيلها منذ انهيار مصرف ليمان برذرز الاميركي خلال الأزمة المالية عام 2008.

وتبدت تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي بأسطع اشكالها في محو أكثر من تريليوني دولار من اسواق المال في انحاء العالم وإجبار رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على الاستقالة.

وفقد الجنيه الاسترليني أكثر من 10 في المئة من قيمته هابطاً الى 1.32 دولار وحتى بعد ارتفاع قيمته في التعاملات اللاحقة الى 1.36 دولار فانه بقي في أدنى سعر يهبط اليه منذ 31 عاماً.

وكان هبوط اسواق المال باهظ الكلفة على أغنى 15 شخصاً في بريطانيا تكبدوا في ما بينهم خسائر بلغت 4 مليارات جنيه استرليني في يوم اعلان نتيجة الاستفتاء الجمعة، بحسب مؤشر بلومبرغ لأصحاب المليارات.

وكان أكبر الخاسرين جيرالد غروفنر، أغنى رجل في بريطانيا، إذ انخفضت ثروته 727 مليون جنيه استرليني في يوم واحد يليه فيليب غرين مالك سلسلة متاجر توب شوب ثم القطب العقاري ايرل كادوغان ورابعهم برونو شرودر الذي يملك صندوق شرودر لادارة الأرصدة.

وانخفض مؤشر فايننشيال تايمز 100 خلال الساعات الأولى من التعامل 500 نقطة ليمحو أكثر من 120 مليار جنيه استرليني من قيم الاسهم التي يتابعها. 

وكانت خسائر البورصات الاوروبية الأخرى أكبر بكثير وسط مخاوف من الآثار السياسية والمالية لخروج بريطانيا على دول الاتحاد الاوروبي الأخرى.

وتكبدت ايطاليا اكبر الخسائر في يوم واحد. وانعكس هبوط سوق الأوراق المالية في ميلانو بنسبة 12 في المئة على مدريد حيث كانت الأجواء متوترة قبل الانتخابات البرلمانية يوم الأحد.

في وول ستريت انخفض مؤشر داو جونز بنسبة 3.4 في المئة فيما انخفض مؤشر ستاندرد اند بورز 500 بنسبة 3.6 في المئة. وسجل المؤشران أكبر الخسائر منذ صيف 2015.

كما تسبب خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي في نشوء مخاوف من انهيار صفقة الاندماج بين بورصة دوتشة الالمانية وبورصة لندن بقيمة 30 مليار دولار فيما ارتفعت اصوات تطالب بنقل المجموعة الجديدة بعد الاندماج الى مدينة فرانكفورت في المانيا. 

وكان صامويل تومبز كبير الاقتصاديين في شركة بانثيون ماكروايكونوميكس الاستشارية أعلن "ان الناخبين البريطانيين اختاروا بريكيست وإذا نُفذ خيارهم بالكامل فان هذا سيكون عملا من اعمال الحاق الأذى بالنفس له تداعيات عالمية".

اعداد عبد الاله مجيد عن صحيفة الغارديان البريطانية على الرابط التالي