شهدت الأشهر الأولى من العام 2016 دفعًا للسياحة في لبنان، ما لبث أن تأثر الأمر مع الإهتزاز الأمني بعد تفجير بنك لبنان والمهجر في العاصمة، ومن ثم تفجيرات القاع.

إيلاف من بيروت: حقق إشغال الفنادق ارتفاعًا، وسجل نسبة 66% هذا العام مقارنة مع 64% من شهر مايو 2015. فالإستقرار المرتبط بالوضع الأمني عام 2015 أعطى دفعًا للسياحة، وامتدت آثاره حتى الأشهر الأولى من عام 2016، إلى أن تمّ تقويض الأمن، بعد الهجوم الذي استهدف بنك لبنان والمهجر في بيروت.&

يُشار إلى أنه منذ يناير حتى مايو 2015، بلغت نسبة إشغال الفندق 57%، وتراجعت بشكل بسيط في المدة عينها عام 2016 حيث بلغت 56%. وترافق الإنخفاض مع ترخيص متوسط أسعار الغرف بمعدّل 17.5%، حيث انخفض من 166 دولارًا في مايو 2015 إلى 137 دولارًا في مايو 2016. أمّا على الصعيد الإقليمي، فقد سجّلت الإمارات العربية المتحدة أكبر نسبة إشغال. بعد تفجيرات القاع وتوتر الوضع الأمني في لبنان، كيف تبدو السياحة، وهل تأثرت كثيرًا نتيجة لتلك الأحداث؟.

تأثرت سلبًا
يقول الخبير الاقتصادي الدكتور لويس حبيقة لـ"إيلاف" إن السياحة في لبنان تأثرت سلبًا بعد تفجيرات القاع واهتزاز الوضع الأمني في لبنان، وقد ظهر ذلك في حجوزات الفنادق والمطاعم، وحتى في نسبة الشراء، لأن موضوع "الإرهاب" أصبح اليوم عالميًا، والسياحة قد تأثرت كثيرًا، ويبقى الإتكال اليوم على المغتربين اللبنانيين، وحتى هؤلاء قد يلغون حجوزاتهم إلى لبنان نتيجة للوضع الأمني.

ولدى سؤاله بعد تفجيرات القاع واهتزاز الوضع الأمني، هل نقول إن السياحة في لبنان ذهبت إلى غير رجعة هذا العام؟، يلفت حبيقة إلى أن ذلك مرتبط بمدى عودة الإطمئنان السياسي والأمني إلى البلد، بمعنى إذا لملم لبنان أوضاعه، وانتخب رئيسًا جديدًا للجمهورية، وحكومة جديدة مع ارتياح الوضع السوري، حينها تعود السياحة إلى لبنان، لكن يبدو أنها هذا الصيف قد ولت، ففي سبتمبر ستبدأ المدارس، أي بعد شهرين، وبدءًا من سبتمبر إذا تم ضبط الوضع الداخلي، قد نحضّر للسياحة في الصيف المقبل، ونأمل أن تكون أفضل.

يضيف حبيقة: "الوضع السياحي ليس فقط متأزمًا في لبنان، بل في العالم، حيث يتم إلغاء حجوزات في تركيا وأميركا، مع الخوف العالمي من التجمعات".&عن المغتربين اللبنانيين وإمكانية إلغاء حجوزاتهم إلى لبنان، يقول حبيقة "من ليس مضطرًا إلى المجيء للبنان سوف يؤجّل رحلته، وقد يلتقي مع أهله في بلدان قريبة كقبرص مثلًا".

ويؤكد حبيقة أن الخوف اليوم في لبنان يشمل جميع المرافق من المطار إلى المجمعات السياحية إلى المجمعات التجارية وغيرها.

"إرهاب" عالمي
عن موجة "الإرهاب "التي تطال العالم، هل يعني ذلك أن السياح قد يستمرون في المجيء إلى لبنان، طالما أن "الإرهاب" أصبح عالميًا، وليس فقط في لبنان؟. يجيب حبيقة أن&الناس سوف يمتنعون عن السفر في كل أنحاء العالم، وليس فقط إلى لبنان، والسياحة سوف تتضرر عالميًا، والحركة السياحية حتمًا ستخف عالميًا.

عن خسارة لبنان إقتصاديًا جراء الأحداث الأمنية، يقول حبيقة إن الخسارة كبيرة جدًا، تبدأ بالسياحة والإستثمارات والنقل، والجو العام يتأثر مع الخوف والهلع عند الناس، وتتوقف التجارة والإستهلاك.

أما هل ستستمر المهرجانات خلال الصيف في لبنان؟، يؤكد حبيقة أن هناك مسؤولية كبيرة في استمرارها، مع إمكانية اضمحلال الأعداد المتجهة نحو المهرجانات.

ولدى سؤاله كيف يمكن إعادة سمعة لبنان السياحية إلى سابق عهدها؟، يقول حبيقة إن المطلوب سياسيًا انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة جديدة وإجراء انتخابات نيابية، وتجديد الحياة السياسية في لبنان، وهنا تعود الاستثمارات، وتبقى المشكلة السورية، التي تشكل ثلثي المشاكل في لبنان، والوضع الداخلي يشكل الثلث، فإذا تم حل الوضع الداخلي في لبنان، قد تقلع السياحة في لبنان، بانتظار حل الثلثين في الوضع السوري.