ما هي تبعات عدم توجيه دعوة لسوريا إلى القمة الإقتصادية في لبنان، خصوصًا أن العلاقة عضوية بين البلدين، وقد يُقصى لبنان عن إعادة إعمار سوريا؟.

إيلاف من بيروت: بعد الحديث عن عدم توجيه لبنان دعوة لسوريا إلى حضور القمة الإقتصادية التي ستعقد في بيروت، ما هي تبعات هذا الموضوع على لبنان إقتصاديًا؟.

يقول الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة لـ"إيلاف" إن الأمر سيؤدي إلى مزيد من التعقيدات في العلاقات اللبنانية السورية، أقله في ما يخص الشق الإقتصادي، ويبقى أن هناك علاقة عضوية اقتصاديًا بين لبنان وسوريا، حتى لو كانت الأنظمة مختلفة، وجغرافية البلدين تجعل اللبنانيين والسوريين يتعاونون مع بعضهم بعضًا من دون تنسيق رسمي.

يلفت عجاقة إلى أن عدم توجيه دعوة للرئيس السوري إلى حضور القمة الإقتصادية في بيروت سيخلق أزمة مع النظام في لبنان، وخاصة أن معظم الدول العربية هي في طور إعادة العلاقات الطبيعية مع سوريا، ولبنان سيكون الأخير في هذه العملية، وسيفقد كل التسهيلات في ما يخص الشق الإقتصادي، وهذا الأمر سيجعله يخسر اقتصاديًا.

فمثلًا سيخسر تسهيلات عبور معبر نصيب، وبدل العبور من دون رسوم، وقد تفرض سوريا على لبنان رسومًا إضافية، ما يؤذي التصدير اللبناني إلى دول الخليج، وكذلك إذا أخذنا الملف النفطي فهناك حدود مشتركة بين لبنان وسوريا في الشمال، وهذا قد يخلق نوعًا من أنواع الخلافات، ناهيك عن إعادة إعمار سوريا، إذا لم يكن هناك توافق سيحرم لبنان من عدد من الصفقات التي تدخل في إعادة إعمار سوريا.

تهديد وإعمار
وردًا على سؤال بأن أحد السياسيين السوريين هدد لبنان بحرمانه من إعادة إعمار سوريا، في حال لم تتم دعوة سوريا إلى القمة الإقتصادية، يلفت عجاقة إلى أنه شاء من شاء، فهناك علاقة عضوية موجودة بين البلدين، مهما كانت طبيعة العلاقة بين الأنظمة في لبنان وسوريا، والفرق في إعادة إعمار سوريا أنه عندما يكون النظام السوري على علاقة طيبة مع لبنان سيكون هناك إشراك واضح في المناقصات، وفي الخدمات التي تتطلب في سوريا إعادة إعمار من طرق وقطاع مصرفي وخدمات وزراعة، ومن الطبيعي أن يشارك لبنان بعدد معيّن من النشاطات في إعادة إعمار سوريا.

الإشكالية
وردًا على سؤال كيف ستحل إشكالية عدم دعوة سوريا إلى القمة الإقتصادية في لبنان كي لا يؤثر الأمر سلبًا على اقتصاد البلد؟ يلفت عجاقة إلى أن لبنان يدفع الكثير نتيجة الخلافات مع الدول العربية المجاورة، وتكون الأوضاع فيه ترجمة لتلك الخلافات، وسيكون لبنان خاسرًا اقتصاديًا لو أصبح على عداء مع سوريا. وقد نرى تأجيلًا للقمة مع تعقيدات في تشكيل الحكومة، وقد تنقل القمة إلى دولة أخرى نتيجة هذا الأمر.

الحكومة
عن تأثير عدم تشكيل الحكومة حتى الساعة في لبنان على عدم انعقاد القمة الإقتصادية في بيروت، يؤكد عجاقة أن انعقاد القمة في لبنان يبقى رمزيًا في الدرجة الأولى، لأنه يبقى تعبيرًا من مجمل الدول العربية أن هناك ثقة بالكيان اللبناني والنظام فيه.

ويبقى دفعًا معنويًا للبنان، والمشكلة ستصبح أكبر في حال لم تنعقد القمة في بيروت، وكأن الأمر يشكل سحب ثقة بلبنان، من هنا على لبنان أن يعمل كل جهده كي ينقذ هذه القمة.

الوجود العربي في لبنان، يضيف عجاقة، قد ينتج منه تعاونًا اقتصاديًا مع لبنان، إن كان على صعيد التجارة البينية أو على صعيد الإستثمارات، ولبنان قد يستفيد فعليًا من القمة من جهة الإستثمارات العربية. وقد سمعنا عن توجيهات واضحة للمواطنين السعوديين بالعودة إلى لبنان، وهذا دليل على إعادة لبنان إلى الخريطة العربية.