سكرانتون (الولايات المتحدة): دعا الرئيس الأميركي جو بايدن من مسقط رأسه في ولاية بنسلفانيا، الكونغرس إلى التصويت لصالح خططه الإستثمارية التي يفترض أن "تغيّر بعمق" أميركا وتم تخفيض مخصّصاتها في محاولة لجمع كل تيارات الحزب الديموقراطي.

وقال الرئيس الأميركي في سكرانتون إنّ "أميركا لا تزال أكبر إقتصاد (...) لكنّنا نجازف بفقدان تفوّقنا التنافسي"، في تحذير للديموقراطيين الذين يعرقلون تبنّي برامجه للإصلاح الإجتماعي وتحديث البنى التحتية.

ورأى أنّ الولايات المتحدة تخلّفت عن الإقتصادات المتقدّمة الأخرى لا سيما في مجالَي التعليم والحماية الإجتماعية.

وقال بايدن "إنّها الولايات المتحدة الأميركية. ماذا نفعل؟ لم نوافق على مشروع قانون للبنية التحتية منذ عقود"، مؤكّداً أنّ هذه المخصّصات المالية "ستبعث نفساً جديداً في الإقتصاد".

وأضاف ردّاً على مآخذ الجمهوريين أنّ هذه الخطط لن تؤدّي إلى ديون إضافية.

وكان بايدن صرّح قبل وصوله إلى سكرانتون، المدينة ذات التقاليد العمالية الراسخة، "أعتقد أنه سيكون لدينا اتفاق". لكنه لم يحدّد متى بينما تحدث برلمانيون عن إمكانية التوصّل إلى اتفاق خلال الأسبوع الجاري.

مفاوضات مكثّفة

وتأتي هذه الزيارة في اليوم التالي لمفاوضات مكثّفة مع برلمانيين متحفّظين على دعمهم، وافق خلالها على خفض كبير في الإنفاق المخصّص للتدابير الإجتماعية والمناخية.

ويتعلّق الأمر ببرنامجين واسعين، أولهما مرتبط بالإستثمارات لتحديث البنية التحتية والثاني يسمى "إعادة البناء بشكل أفضل" وينص على نفقات إجتماعية. وتتضمّن الخطّتان إجراءات عدة لحماية البيئة.

وقال تشاك شومر الزعيم الديموقراطي في مجلس الشيوخ الأربعاء "لن يحصل أحد على كل ما يريده ولكن أيّاً يكن الأمر، سيحافظ اقتراحنا النهائي على الوعد الأساسي الذي قطعناه للشعب الأميركي".

وأضاف أنّ الهدف هو "التوصّل إلى اتفاق بنهاية الأسبوع".

وقدّمت ميغان ماركل دعماً لإدارة بايدن الأربعاء إذ حثّت الكونغرس على التصويت على إجراءات إجازة الأبوة.

قالت ماركل إنّ هذا يجب أن يكون "قانوناً وطنياً وليس خياراً يقتصر على الذين لديهم أرباب عمل تبنّوا إجراءات أو الذين يعيشون في واحدة من الولايات القليلة التي تمنح فيها إجازة أبوية".

و لتجنّب فشل سياسي مرير، وافق البيت الأبيض بالفعل هذا الصيف على خفض مبلغ خطة البنة التحتية إلى 1,2 تريليون دولار مقابل 2,2 تريليون دولار على مدى ثماني سنوات مخطّط لها في البداية.

وأقرّ مجلس الشيوخ هذا المبلغ لكن تمريره في مجلس النواب لا يزال معلقًا إذ ربط الجناح اليساري للديموقراطيين التصويت باتفاق على خطة "إعادة البناء بشكل أفضل".

وكانت هذه الخطة تنصّ بالأساس على إنفاق 3500 مليار دولار على مدى عشر سنوات لتعزيز تأمين التعليم والصحة ورعاية الأطفال بالإضافة إلى تدابير مكافحة الإحتباس الحراري.

العرض المضاد

لكن الديموقراطية براميلا جايابال زعيمة التقدميّين في مجلس النواب قالت مساء الثلاثاء بعد اجتماعها مع جو بايدن إنّ العرض المضاد الذي قدّمه الرئيس يتراوح الآن بين 1,9 تريليون دولار و 2,2 تريليون دولار.

وهذا المبلغ أكبر من 1500 مليار يريدها السناتور المعتدل جو مانشين الذي يعتبر تصويته حاسماً. ويقول مانشين إنّ هناك حاجة لمزيد من التدابير المحدّدة الأهداف مثل مجانية التعليم في أول عامين من التعليم العالي للأكثر فقراً وليس لجميع الأسر.

أجرى جو بايدن مشاورات مع جو مانشين وكيرستين سينيما اللّذين تحول معارضتهما دون إقرار خطة الإصلاح الإجتماعي. فالديموقراطيون يسيطرون على الكونغرس لكن الأغلبية التي يتمتّعون بها ضئيلة إلى درجة أنّ أي انشقاق يبدو مستحيلاً.

وبعد الإجتماعات بدت المتحدّثة باسم البيت الأبيض جين ساكي أكثر تفاؤلاً، مشيرة إلى أنه كان هناك "إجماع واسع على الضرورة الملحّة للمضي قدماً في الأيام القليلة المقبلة" لأنّ إمكانية التوصّل إلى اتفاق "تتضاءل".

وبالنسبة لجو بايدن وبعيداً عن النجاح السياسي المحلّي، فإن المصادقة على خطة "إعادة البناء بشكل أفضل" التي تتضمّن تدابير مناخية طموحة، ستكون مكسباً مهماً قبل مؤتمر المناخ العالمي الذي يعقد بعد أيام في غلاسكو في اسكتلندا.

وفي وقت يعتبر أداء الولايات المتحدة سيّئاً في هذا المجال بين البلدان المتقدّمة، يريد الرئيس أن يثبت أنّ القوة الإقتصادية الأولى في العالم ستصبح نموذجاً يحتذى به.

لكن الإجراءات المتعلّقة بشقّ المناخ هي التي بدت الأكثر هشاشة الأربعاء.